مازالت جماعة الاخوان المسلمين تناهض الاجماع الشعبي والرسمي بإقصاء الرئيس السابق "محمد مرسي" عن منصب رئاسة الجمهورية, الذي تم في الثالث من شهر يوليو الجاري .. رغم أن هذا القرار الذي أعلنه الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري كان عقب تشاوراته مع كافة القوى السياسية والحزبية والدينية قبل عزل الرئيس، إلا أن الجماعة وتيار الاسلام مازالوا يتشبثون بموقفهم الرافض للثورة على النظام الاخواني ،معلنة استخدام العنف والقتل والتخريب بكافة مؤسسات الدولة ومنشآتها الحيوية والسيادية حتى عودة الرئيس للحكم ،ومع تصاعد الأحداث واندلاع الاشتباكات الدامية التي أسفرت عن سقوط عشرات من الشهداء والجرحى, ويرى خبراء سياسيون ورؤساء أحزاب ضرورة تطبيق العزل السياسي على جميع قيادات الجماعة, ومحاكمتهم بتهمة الخراب السياسي والتحريض على القتل والعنف ضد المناهضين لعودة الرئيس . د. عمرو الشوبكي الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أكد أن جماعة الإخوان المسلمين متمسكة بسياسة التلاعب بالوعود واللجوء إلى الحيل الكاذبة من أجل تحقيق أهدافها التي تتمثل الآن في ارتفاع سقف مطالبها إلى الإصرار على عودة الرئيس محمد مرسي السابق إلى قصر الاتحادية, رغم خروج الشعب عليه في تظاهرات 30يونيو الحاشدة من أجل وقف استمراره بالحكم؛ نتيجة الظروف السياسية والاقتصادية والأمنية المتردية دون حلول أو إنجازات قام بتحقيقها على مدار العام من توليه الحكم, وبرغم ذلك تحاول قيادات الجماعة استخدام الشباب الجديد في حرق مصر وهدم مؤسساتها الحيوية والسيادية أيضاً, في ظل أعمال الهجوم المسلح والإرهاب التي توجهها الجماعة لمعسكرات الجيش في العريشوسيناء, موضحاً أن جماعة الإخوان تخشى على نفسها الفناء وتكرار سيناريو 1954 الذي هلكت خلاله قيادات الإخوان المسلمين على أيدي الحكم العسكري في ذلك الوقت, وبالتالي لن تتراجع الجماعة عن سلوكها العدواني سوى بتوفير الضمانات الكافية لهم من القيادة العامة للقوات المسلحة بعدم الملاحقة القضائية، فضلاً عن استمرار حزب الحرية والعدالة في ممارسة الحياة السياسية وتنظيم الإخوان في العمل المجتمعي والسياسي وإن كانت هذه المطالب أصبح تنفيذها محال الآن بعد اراتكاب الجماعة ومؤيديها للعديد من الجرائم التي يحاسبوا عليها قضائياً . وأضاف عليه ثروت الخرباوي" القيادي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، بأن جميع تظاهرات قيادات الإخوان المسلمين وشبابها وتهديداتها المتصاعدة تعد تعيبرًا غير إرادي عن حالة من الذعر والقلق بداخلهم من المصير المرتقب لهم, خاصة بعد الإطاحة بالرئيس مرسي وما تعقبه من انقلاب الشعب على الجماعة أكثر من انقلابه على الرئيس ذاته, وهويجعلهم يمارسون مثل تلك الأعمال الإجرامية لفرض مزيد من الضغوط؛ لضمان عقد صفقة مع المجلس العسكري مقابل الخروج الآمن لهم, وعدم ملاحقتهم قضائياً، مع الحفاظ على النصيب السياسي من الحكم متمثلاً في حزب الحرية والعدالة والمطالبة باستمراره في العمل السياسي مع الإبقاء على التشكيل التنظيمي لجماعة الإخوان المسلمين, كما كان عليه الوضع قبل سقوط مرسي وخروج الشعب عليهم وهذا يعد أمرًا صعباً للغاية . وأضاف الخرباوي : إن الجماعة الآن تعاني الجنون وفقدان الوعي نتيجة فقدان الأمل وهذا ما ينعكس في محاولاتها العنيفة في الدفاع عن نفسها باللجوء للصراعات السياسية ، بعد أن فشلت في تحقيق الهمينة الكاملة على كافة مؤسسات الدولة خاصة البنية التحتية منها؛ للتأكيد على تلك السيطرة التي سرعان ما انتهت نتيجة الجهل السياسي والغباء المسيطر على كافة عقول قياداتها بما فيهم المرشد العام لجماعة الإخوان الذي يدير مصر ورئيسها من مقر الإرشاد بالمقطم, إلى أن قامت قيامة الجماعة حتى النهاية وسيذكرها التاريخ بأسوأ الأنباء . ويرى اللواء أسامة الجرتلي رئيس المركز العربي للدراسات المستقبلية ، أن ما تقوم به جماعة الإخوان المسلمين في الوقت الراهن من ترويع الآمنين واستخدام العنف والسلاح والتظاهرات التي تبعد كثيراً عن جميع مبادئ وقواعد السلمية المنشودة من هذه التظاهرات خاصة في ظل الممارسات التي ترفضها جميع المنظامات الحقوقية في مصر والعالم والتي وصلت لحد قطع الطرق العامة من قبل مؤيدي الرئيس السابق محمد مرسي في العديد من محافظات الجمهورية، إضافة لممارسات شتى تؤكد أن جماعة الإخوان "المتأسلمين" أو المحظورة كما كان يطلق عليها من قبل أصبحت تلفظ أنفاسها الأخيرة ليسقط من تاريخ الحياة الحزبية والسياسية والديمقراطية, تاريخ هذه الجماعة الفاشية التي تريد الحكم بقوة السلاح لا بقوة العمل والإرادة الشعبية المصرية ، التي استطاعت على مر الزمان أن تقهر الأنظمة التعسفية دون تراجع, وهو الدرس الذي لم تعِه الجماعة التي تعاني الجهل والغباء السياسي والإفلاس الجماهيري بعد أن لفظها الشعب . لافتاً إلى أن جميع محاولات الجماعة سواء في الانتقام من المجلس العسكري أو الشعب المصري شأنها أن تزيد من حدة الاحتقان والرفض السياسي بصورة أكبر في ظل زيادة حدة الغضب والكراهية ضدهم،الأمر الذي ينذر بتطبيق حد العزل السياسي والمجتمعي على تلك المجموعات التي لا تتخطى مائتي ألف شخصٍ يجب مواجتهم بالقوة الرادعة, قبل أن يحولوا مصر إلى حفنة من النار ،بجانب الحرب الأهلية والانقسام المجتمعي الذي أحدوثه بين أطياف المجتمع المصري . العنف أداة الخائف ومن جانبه, وصف سامح عيد عضو جماعة الإخوان المسلمين السابق، ما تقوم به جماعة الإخوان المسلمين خلال المشهد الراهن من تظاهرات ب" المعادية " للسلمية والتي تعبر عن مخاوف الجماعة من ملاحقة الشعب والمجلس العسكري والقضاء المصري بتهم التعدي وارتكاب العديد من الحماقات السياسية جرّاء فترة توليهم الحكم وحتى ثورة إسقاط النظام في 30يونيو 2013 التى كتبت نهاية عهد الهيمنة والتمكين، وعودتها مرة أخرى لمربع الصفر؛ الجماعة المحظورة من قبل النظام والشعب حتى عهد قريب من حكم الرئيس السابق حسني مبارك، تنتقداً سياسات العنف والمؤامرة الراسخة لدى القيادات الإخوانية التي تمارس التعذيب والإرهاب لتبرير تلك الأعمال الإجرامية الي ارتكبتها في حق المصريين وحق تاريخ الجماعةت الذي تم مسخه على أيدى تلك القلة من القيادات الطامحة في الحكم والحصول على مآرب حزبية فقط دون الاكتراث للمصلحة العليا للوطن . وفي سياق آخر, أوضح د.جمال سلامة رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة السويس ، أن ماتقوم به جماعة الإخوان المسلمين منذ ثورة 30يونيو وحتى الآن من تصعيد للعنف ونشر السلاح واستخدامه في ترويع المصريين وتهديد مؤسسات الدولة, خاصة المنشآت العسكرية في سيناءوالعريش من قبل الجماعات المتطرفة والإرهابية التي تعمل في الأساس لصالح النظام الإخواني قبل سقوطه السريع جرّاء سياساته الفاشية التي تتعارض مع مبادئ الديمقراطية، منتقداً إصرار قيادات الجماعة وأنصارها على اعتبار سقوط الرئيس مرسي عن الحكم "انقلاباً عسكرياً " خاصة وأن القرار جاء عقب اللقاء الوطني بين الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع وبين لفيف من القوى السياسية والدينية, التي أقرت برحيل الرئيس لتحقيق الاستقرار وتهدئة الأوضاع قبل اندلاع حرب أهلية وانقسام الوطن . وتابع سلامة قائلاً :إنه إذا استمرت الجماعة على موقفها وتابعت أساليبها المتعارضة مع المرحلة الجديدة التي تعيشها مصر حالياً ، فعلى المسئولين عن إدارة المرحلة الانتقالية استخدام القوة في مواجهة تلك المجموعة الخارجة عن القانون أسوة بالأنظمة السابقة على حكم مصر وموقفها من الجماعة التي حاولت الخروج على النظام الحاكم, إلا أن تم قهرها, حتى عادت مرة أخرى الآن لتهدد الشعب لرفضه الانصياع لأوامر المرشد العام للإخوان المسلمين . من ناحية أخرى، اعتبر د. صلاح هاشم رئيس الشبكة المصرية للحماية الاجتماعية، محاولات الجماعة وأنصارهم المتظاهرين في العديد من محافظات الجمهورية وقطع الطرق وشل المرور لإجبار الجميع على عودة الرئيس السابق محمد مرسي للحكم مرة أخرى رغم خروج الأغلبية التي طالبت بإسقاط هذا النظام الذي جعل مصر ولاية تحت إمارة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الفاشية والمحرض على نشر العنف والقتل بين المصريين وبعضهم، دون الأخذ في الاعتبار الإرداة الشعبية التي أعلنت موقفها من هذا الحكم العاجز عن إدارة أمورالبلاد سياسياً واقتصادياً وأمنياً, إضافة لإهدار حقوق الإنسان وقمع الديمقراطية والحريات خلال فترة حكم الإخوان الذي لم يستغرق سوى عام، عانى الشعب الانقسام وتمزق نسيجه السياسي والمجتمعي، واستمراره حتى تلك اللحظة التي ترتكب خلالها الجماعة المزيد من الجرائم على الصعيد الداخلي والخارجي لمصر .