وكان آخرها مسلسل "الباطنية" الذي عرض في رمضان الماضي المنقول عن سيناريو فيلم "الباطنية" فمازال السؤال مطروحا أمام الكتاب حاليا خاصة بعد خوض بعض الكتاب حاليا في تحويل أعمالهم المسرحية إلي مسلسلات تليفزيونية فهل تحويل الأعمال المسرحية إلي دراما؟ تليفزيونية سببه الإفلاس في الإبداع ؟وهل ستلقي نجاحا كما حدث عند تحويل الأعمال السينمائية إلي دراما هذا ما يوضحه لنا الكتاب خلال السطور التالية.. بداية تري الكاتبة فتحية العسال التي تجهز لتحويل مسرحيتها "نحن النساء" إلي مسلسل تليفزيوني أن تحويل الأعمال المسرحية إلي دراما تليفزيونية لا يعد إفلاسا ابداعيا كما يدعي البعض لأن المسرحية تختلف عن المسلسل مشيرة إلي أن الأعمال العالمية كلها تحولت إلي دراما سواء للتليفزيون أو للسينما وهذا يعني أن الفكرة نفسها قابلة لإعادة تقديمها مرارا شرط أن تكون معالجتها تناسب الوسيلة أو القالب الذي تضع فيه، وبالنسبة لمسرحية نحن النساء التي قدمتها منذ 25 عاما فإنها لن تنفذ بحزافيرها اليوم عند تحويلها إلي عمل تليفزيوني حيث إن زمن العرض المسرحي لا يتجاوز الساعة والنصف بينما تتخطي حلقات الدراما التليفزيونية ل 30 حلقة وهذا ما يعني أنها ستضم أحداث أخري جديدة وغير مطروحة في المسرحية. ويؤكد الكاتب يسري الجندي الذي ينوي تحويل مسرحيته "عنترة" إلي مسلسل تليفزيوني أن ظاهرة تحويل المسرحيات والأفلام إلي مسلسلات ليست مسألة الية بل لها شروط أهمها أن تكون لها ضرورة تفرض القيام بهذه الخطوة وتتوافر وجهة نظر جديدة في الموضوع يعاد طرحها فالمسرحية التي طرحتها علي خشبة المسرح تختلف عما يحدث الآن، لذا لابد من أن أعيد تقديمها بوجهة نظر جديدة وإلا سيكون الهدف هو الكسب المادي فقط. مشيرا إلي ضرورة أن تكون المسرحية مؤهلة للتعامل معها تليفزيونيا فهناك أعمال أفكارها تنحصر في قالب واحد إما سينمائيا أو تليفزيونيا أو مسرحيا فقط ولا يصلح تحويلها.. أما بخصوص "عنترة" فيوضح الجندي أنها سيرة شعبية تحتمل تقديمها تليفزيونيا في خمسة أجزاء لأن لدي تفاصيل لم أتناولها مسرحيا أو سينمائيا علي غرار السيرة الهلالية التي قدمتها في مسرحية لا تتجاوز الساعة والنصف. وفي هذا السياق حول الكاتب أبو العلا السلاموني مسرحية "رجل القلعة" التي قدمها عام 1987 إلي مسلسل لكنه تعثر إنتاجيا فيقول السلاموني لابد أن تكون هناك ضرورة لتحويل المسرحية إلي مسلسل بمعني أن تطرأ متغيرات وأفكار جديدة ليكون العمل ذا قيمة.. مشيرا إلي أن المسلسل يتناول حياة محمد علي منذ وصوله مصر حتي وفاته بجانب الأحداث التاريخية التي تدور بين عامي 1805 و1849 وهو أشبه بالرواية التي توفر مساحة معالجة واسعة للشخصيات والأحداث عكس المسرحية التي يكون حيزها محدود سواء من حيث المكان أو الزمان. ومن جهته يري الكاتب محمد صفاء عامر أن هذه الظاهرة لا تحكمها قاعدة عامة لكن المهم أن يكون التنفيذ والمعالجة تكون سليميين تتضمن رؤية مختلفة مع مراعاة الفروق بين الوسائط الفنية بعيدا عن المط والتطويل. ويوضح الكاتب أسامة أنور عكاشة أن المعالجة هي التي يتوقف عليها نجاح العمل أو فشله مشيرا إلي أن هناك أفكار لا تفقد بريقها الخاص بمرور الزمن ويلجأ الكاتب إليها في حال الإفلاس في الأفكار إلا أنه يؤكد رفض تحويل الأعمال المسرحية إلي دراما تليفزيونية كما يفضل البحث عن الجديد.