يأتى هذا فى الوقت الذى يبلغ فيه عدد المراكز العلمية البحثية التابعة لوزارة التعليم العالى والبحث العلمى والأكاديمية والبحث العلمى 14 مركزاً ينفق عليها سنوياً نحو 200 مليون جنيه، كما يبلغ عدد مراكز البحوث والدراسات بالوزارات المختلفة 219 مركزاً وبالجامعات 114 مركزاً وتقدر الاستخدامات الاستثمارية الموجهة للبحث سنوياً فى حدود 2 مليار جنيه لدعم 20 مركزاً للبحوث منها مركز تكنولوجيا الفضاء ومركز الكيمياء المتقدمة والمراكز القطاعية فى المدينة والتى تستهدف دعم وتقوية واستكمال الأجهزة القائمة حالياً فى مجالات البحث العلمى والمركز القومى لتكنولوجيا الصناعات البحرية ومركز تكنولوجيا الاختبارات والمراكز البحثية الذرية ومركز البحوث النووية ومركز المعامل الحارة وإدارة النفايات وغيرها من المراكز البحثية. وفى تقرير للمجلس القومى للتعليم والبحث العلمى والتكنولوجيا أكد أن 70% من الباحثين هم من الجامعيين نظراً لارتباط البحث العلمى بالتعليم العالى، وبلغ مجموع العاملين فى مجال البحث العلمى حوالى 50 ألف عامل من باحثين وموظفين وإداريين وفنيين. وينسق المجلس الأعلى لمراكز البحث بين مختلف مراكز البحث وأهمها المركز القومى للبحث العلمى الذى يقود مشاريع مختلفة فى مجالات عديدة وتقوم فكرة المشروع الجديد كما أوضح وزير التعليم العالى والدولة للبحث العلمى د.هانى هلال على تقديم 500 منحة فى مختلف التخصصات وتقديم مزايا أهمها الحصول على راتب شهرى قدره ألف جنيه ولمدة 30 شهراً بالإضافة إلى توفير برنامج تدريبى لتأهيل شباب الباحثين لرفع الكفاءة البحثية لهم ويتم البرنامج من خلال الوزارة والأكاديمية بالتعاون مع برنامج تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس والمجلس الأعلى للجامعات. وأوضح الوزير أن البرنامج يعتبر الأهم فى عملية التطوير التى تجري حالياً للنهوض بالبحث العلمى كما يسهم فى سد الفجوة بين ما هو قائم وما يجب أن يكون من شأنه إحداث نقلة نوعية فى مجال البحث العلمى وتحويل مؤسسات البحث العلمى إلى مؤسسات عصرية من خلال موارد بشرية تتمتع بالقدرات البحثية التى تتبنى برامج التحديث. وعن البرامج التدريبية التى تنظم للباحثين يقول رئيس الأكاديمية د.طارق حسين إنها تشمل دورات عامة ومتخصصة ويمنح المتدرب فى نهاية التدريب شهادة معتمدة من الأكاديمية وموثقة من المجلس الأعلى للجامعات تفيد باجتياز الباحث للبرنامج التدريبى الذى يشمل الدورات المتخصصة على مجالات المياه والفضاء والعلوم الحياتية والعلوم الاجتماعية والهندسة والعلوم الأساسية والطاقة والزراعة وتكنولوجيا المعلومات. وأضاف د.طارق حسين إن إجمالى عدد المتقدمين لهذه المنح بلغ 637 باحثاً منهم 346 باحثاً من الجامعات و291 من مراكز ومعاهد البحوث، ويعتمد البرنامج على أساس حصول الباحث على 500 ساعة معتمدة منها 60% فى البرامج العامة و 40% تخصصية لمدة 6 أشهر. ويأتى هذا الاهتمام بهدف إيجاد عدد جديد من شباب العلماء يواكبون تطورات العصر الحديث لذلك عزم القائمون على المشروع على تحديد شروط يجب توافرها فى الراغب للانضمام لهذا المشروع. حيث أوضح د.حسين أن المتقدم يجب أن يكون حاصلاً على تقدير عال فى نهاية التخرج وأن تتوافر لديه الرغبة الحقيقية فى البحث العلمى وأيضاً مهارات اللغة الأجنبية والحاسب الآلى وأن يتفرغ للمشروعات التى تحددها منظومة العلوم والتكنولوجيا، مشيراً إلى أن البرنامج التدريبى تم إعداده طبقاً لمنظومة البحث العلمى بهدف إعداد قاعدة عريضة من شباب الباحثين لتنفيذ المشروعات التى تطالب بها الجامعات والمراكز البحثية المختلفة والتى تمثلت بشكل أساسى فى هيئة الطاقة الذرية وجامعة المنوفية وكفر الشيخ وعين شمس ومدينة مبارك. د.بهاء زغلول رئيس مركز بحوث وتطوير الفلزات يرى أن تلك الخطة العلمية الجديدة من أجل الاهتمام بشباب العلماء الذين لم يأخذوا حظهم فى التعيين كمساعدى أعضاء هيئة التدريس بالجامعات وذلك لتكوين كوادر جديدة من البداية ولتأهليهم بشكل يتناسب مع احتياجات العصر الحديث وعلى أسس علمية سليمة، فإعداد الكوادر من الأمور المهمة التى غابت عن اهتمامات المسئولين لذلك كان لابد من هذا البرنامج الذى من شأنه أن يعمل على إعداد شباب الخريجين بالإضافة إلى قطاع الباحثين الموجودين بالفعل خاصة أن أعمارهم قريبة من بعضهم البعض. ويؤكد د.بهاء أننا أسقطنا مفهوم التدريب لسنوات طويلة من حساباتنا حتى إننا تجاهلنا تدريب كبار السن من العلماء الباحثين رغم احتياجهم لذلك لتدعيم البحث العلمى الدائم. لعدم وجود ميزانية مناسبة والآن وجدت الميزانية الخاصة بذلك فأصبحنا نتمنى أن يتم توجيهها بالشكل السليم بهدف الإصلاح الحقيقى لقضية البحث العلمى فى مصر. فيما يؤكد د.عبد الستار المليجى أمين عام نقابة العلميين أنه حتى الآن لم يتم توضيح الجهة الممولة ولا طبيعة التدريب العلمى الذى سيتم للخريجين وبالرغم من ضآلة المبلغ المرصود فإن التوجه نحو تنمية القدرات البحثية للباحثين الشباب يعتبر خطوة فى الاتجاه الصحيح.