"حمدين صباحي – محمد البرادعي" هو عنوان التحالف الشعبي الكبير (جبهة الوطنية المصرية) لمواجهة الإخوان المسلمين والتيارات الإسلامية في انتخابات المجالس المحلية والبرلمانية القادمة. التحالف الذي يضم إلى جانب التيار الشعبي الذي يتزعمه حمدين صباحي وحزب الدستور بقيادة محمد البرادعي يضم أيضا كل من أحزاب الكرامة والمصري الديمقراطي ومصر الحرية والتحالف الشعبي الاشتراكي المصري والتيار الشعبي وحركة كفاية وهو تحالف سياسي أكثر منه انتخابيا يركز في أهدافه على العدالة الاجتماعية. ولأنه حتى الآن ما زال تحالفا متوترا وليس مستقرا يخشى من انهياره أو تفتيته في أي لحظة فقد اختارت القوى السياسية المكونة للتحالف الدكتور محمد غنيم، رائد زراعة الكلى رئيسا للتحالف والإعلامي حسين عبد الغني متحدثا رسميا له وبذلك يصعب على أحد ان يفتت التحالف من الداخل، فالمنسق العام شخص واحد والمتحدث فرد واحد ولا يحق لأي من الأحزاب والتيارات البالغ عددها تسعة أن تدلي برأيها بعيدا عن غنيم وحسين عبد الغني بمن فيهم الدكتور محمد البرادعي نفسه وحمدين صباحي. تحالف جبهة الوطنية المصرية يهدف لجمع من يؤمن بالحريات وإقامة دولة وطنية، ومن المرجح ان يحدث تنسيق انتخابي قوي مع تحالفات أخرى حتى يصبح إئتلافا قويا قبل فتح باب الترشيح لانتخابات المحليات والمجالس النيابية وتقليل فرص وعدد مقاعد التيارات الإسلامية فيها بحيث لا تزيد عن النصف ومن ثم لا يستطيع الإخوان والسلفيون والجماعات الإسلامية تمرير قوانين وفق هواها بما لا يتفق وروح الدولة المدنية وسيعمل التحالف على جانبين سياسي وانتخابي، بحيث يكون الجانب السياسي بين الأحزاب المنضمة للتحالف فقط بينما يذهب الجانب الانتخابي للتوسع مع أطراف أخرى مثل تحالف الأمة المصرية وغيره من التحالفات المدنية الأخيرة منعا لتفتيت الأصوات المدنية. المراقبون لتحالف الجبهة الوطنية المصرية يعتبرونه الملاذ الأخير في مواجهة الإخوان على وجه الخصوص ويشاركهم في ذلك جبهة بيت الأمة الذي يتزعمه عمرو موسى ويرون انه لو ظل البرادعي وحمدين على درجات الوئام العالية ومعها عمرو موسى فمن المتوقع أن يحصد التحالف الكبير ( الجبهة الوطنية المصرية – جبهة بيت الأمة ) مقاعد لا بأس بها وربما تزيد في حال انضمام القوى المعتدلة من الحزب الوطني لها وهو ما يشكل خطرا على تيار الإسلام السياسي. محمد سامي رئيس حزب الكرامة العضو المؤسس في التيار الشعبي وكذلك جبهة الوطنية المصرية دافع عن جبهة التحالف الجديدة ورفض وصفها بأنها جبهة ناصرية يسارية، فهي تضم أحزابا ليبرالية مثل المصري الديمقراطي الاجتماعي وعلى رأسه الدكتور محمد أبو الغار وحزب اغلدستور الذي يترأسه الدكتور محمد البرادعي وبه نخبة من رموز العمل الوطني ودعاة الليبرالية مثل جورج اسحاق وحسام عيسى ومن ثم فالتحالف يعبر عن جموع الشعب المصري وسوف تشهد الأيام والأسابيع القادمة جولات لتحالف الجبهة في المحافظات بدءا من الإسكندرية وحتى أسوان وأضاف عندنا استعداد للتحالف مع بيت الأمة بزعامة عمرو موسى ولا نمانع أيضا في التحالف مع الرموز المخلصة من رجال الحزب الوطني السابقين وذلك كله بهدف الحد من المد السلفي والإخواني للحياة السياسية المصرية. وتابع محمد سامي، شطبنا من قاموس الترويج للتحالف الجديد كلمة " دولة مدنية " وهي الكلمة التي يلعب عليها الإخوان والسلفيون ضد من ينطق بها، فهم يعتبرون الداعي إلى دولة مدنية شخص لا يريد الدين الإسلامي ومن ثم سنفوت الفرصة عليهم في الفترات القادمة وعن قوائم الترشيح في الانتخابات المحلية والبرلمانية قال سامي: سيعد كل حزب من يريد أن يرشحه ويرى فرصته قوية في الفوز أو المنافسة وبعد ذلك تجلس اللجان التنسيقية بتحالف الجبهة الوطنية المصرية لدراسة هذه الترشيحات واختيار أفضلها في مواجهة السلفيين والإخوان ونقف جميعا خلف هؤلاء المرشحين حتى نجاحهم في الانتخابات. أما الدكتور محمد أبو الغار رئيس الحزب الوطني الديمقراطي الاجتماعي فقد أكد أن الجبهة الوطنية لم تستقر بشكل نهائي على ورقة العمل في الفترة المقبلة ومن ثم الحديث عن الانتخابات البرلمانية والمجالس المحلية وتقسيم الدوائر سابق لأوانه ورفض أبو الغار أن تنضم الأحزاب التي خرجت من رحم النظام السابق للتحالف قائلا: " لا نحب العمل مع الفاشلين ولا نحب العمل على من شابهم الفساد ". وأشار إلى أن الرموز الوطنية في هذا التحالف هي التي تضمن بقائه وعدم تشرذمه، رافضا اعتبار البرادعي وحمدين الرمزين الوحيدين في التحالف ومؤكدا على أن إنكار الذات هو السبيل الوحيد لنجاح الجبهة الوطنية المصرية. ومن جهته أكد المهندس أحمد بهاء شعبان أحد المؤسسين لحركة كفاية والرئيس الحالي للحزب الاشتراكي المصري، إذا فشل هذا التحالف وتشرزم قبل بدايته فسوف يظل الإخوان والسلفيون في سدة الحكم لسنوات طويلة. حسين عبد الغني المتحدث باسم تحالف ( الجبهة الوطنية المصرية ) قال أن التحالف ليس في صراع أو في مواجهة تيار الإسلام السياسي وإنما هو تعبير عن المعارضة الوطنية الشريفة، كما أن التحالف يمثل الأغلبية الكاسحة من الشعب المصري من العمال والفلاحين والشباب والفئات المهمشة من سائقين وحرفيين وجميعهم كان سببا في إنجاح ثورة 25 يناير ولأن هذه الأغلبية لم تكن منظمة من قبل وشابها التفتت، فقد أراد التحالف أن يوحدهم على هدف واحد وهو تحقيق العدل الاجتماعي وحماية الاستقرار الوطني وإرساء حقوق المواطنة الفعلية والديمقراطية والحقيقية بحيث يتساوى المسلم والمسيحي في كل الحقوق والواجبات وتتساوى بنفس الفكر والمنطق السيدة مع الرجل والمواطن في حلايب وشلاتين مع المواطن في الإسكندرية والسلوم. عبد الغني قال إن جميع القيادات المنتمية للتحالف بما فيهن البرادعي وحمدين صباحي ومحمد غنيم وغيرهم من رموز العمل الوطني الشرفاء عندهم إنكار ذات بهدف إنجاح أهداف التحالف وقال أن جميع نفقات التحالف في الوقت الحالي ومستقبلا سيكون من خلال أبناء التحالف وتبرعات المنتمين إليه ولن يقبل مليما واحدا من فرد لا ينتمي للتحالف بالداخل أو الخارج، وتابع التحالف القائم حاليا هو تحالف سياسي ولن نتحدث فيه عن أيه أمور انتخابية قادمة والتي ربما نتحالف فيها مع بعض التحالفات الأخرى وقال المتحدث باسم جبهة الوطنية المصرية لن نتحدث عن قوائم انتخابية ولن نتحدث عن خطط عمل إلا عندما يتضح كل شيء ونضع النقاط فوق الحروف بحيث عندما يقبلنا الشارع ويقف وراءنا، كما أننا لن نكون تحالفا هدفه التنظير والدخول في صراع إعلامي مع أحد، نحن سنعمل في الشارع ومع الجماهير ونترك الأيام للحكم على التجربة. وأكدت المصادر التي رفضت ذكر إسمها أن التيار الشعبي الذي يتزعمه حمدين صباحي هو الأعلى عددا والأكثر تأثيرا في التحالف الجديد وقد بلغ حجم استمارات العضوية التي جمعها شباب التيار منذ تأسيسه قبل أربعين يوما ما يزيد على 120 الف استمارة تم جمعها من 15 ويأتي في المرتبة الثانية من حيث العدد وقوة التأثير السياسية والإعلامية حزب الدستور بزعامة البرادعي وبعد ذلك حزب الكرامة.