هذا الرجل ال "ديفيد أوين" هو وزير خارجية بريطانيا الأسبق وجاء إلي مصر بناء علي دعوة من مؤسسة هيكل للصحافة العربية حيث خصصت له ندورة لمناقشة كتابه الأخير "الاعتلال في السلطة" والتي حضرها عدد كبير من الصحفيين في مقدمتهم محمد حسنين هيكل وكوكبة من السياسين والمثقفين ومنهم أحمد ماهر وزير الخارجية الأسبق ود • هدي عبد الناصر وميلاد حنا وفينر فخري عبد النور•• وقال أوين :إنه درس الطب في جامعة كمبريدج وتخصص في الطب النفسي والعصبي وعمل طبيبا نفسيا وعصبيا بمستشفي سانت توماس بلندن قبل أن يدخل مجلس العموم البريطاني نائبا عن حزب العمال واحتفظ بعضوية المجلس نحو 26 عاما متواصلة• وكشف أوين في كتابه أسرارا خطيرة عن الاضطرابات النفسية والأمراض التي أصابت بعض الحكام حول العالم•• وخلال المناقشة تمت التلميحات حول الرؤساء الذين يستمرون مدة طويلة في الحكم ويصابون بالنرجسية ويتولد لديهم إحساس بالثقة الزائدة بالإضافة إلي إصابتهم بالعديد من الأمراض لكبر سنهم وعدم قدرتهم علي اتخاذ القرارات المناسبة وكيفية تأثير المرض والعلاج البدني والنفسي في عملية إدارة الحكم واتخاذ القرارات•• ثم استعرض بعض الحكام • مؤكدا أن الإفراط في التشديد الأمني علي الرؤساء يصيبهم بالعزلة والاكتئاب كما أن ذلك يشعرهم بالقوة المفرطة والمطلقة التي تؤدي إلي الفساد • إلي هنا يمكن أن نتفق أو نختلف ليس فيما أورده ولكن في التلميحات لأننا لا نحب أن يتناول أحد مهما كان أيا من رموزنا ولا نريد التغير من الخارج خاصة من هذا ال "ديفيد" وأمثاله•• لكن الأخطر عندما ذهب إلي الجامعة الأمريكية يتجني علي الحقيقة والتاريخ بل أخذ يهذي الكلمات كاذبة وساذجة إذ قال أمام خمسين صحفيا بالإضافة إلي كوكبة من السياسين والمثقفين إن مصر هزمت هزيمة منكرة في حرب أكتوبر 1973 يأتي هذا في أيام وذكري النصر المبين الذي حققه الشعب المصري والمقاتل المصري والشهيد المصري من أجل تحرير أرضه•• وللأسف لم يرده أحد هذا ال "ديفيد أوين" يقول هذا الهراء في قلب القاهرة ضمن إحدي محاضراته التي تعدها لها للأسف الشديد أيضا مؤسسة محمد حسنين هيكل• لقد قال أوين: إن كل ما استطيع أن أقوله• إنه لو كان ما حدث في 73 انتصارا فهو انتصار غريب الشأن لأن الدبابات الاسرائيلية كادت أن تصل إلي القاهرة•• ربما الوحيد الذي تنبه لهذا التشكيك الغريب هو النائب البرلماني مصطفي بكري رئيس تحرير جريدة الأسبوع أيضا أما انتقادات الصحفيين أثناء المحاضرة في الجامعة الأمريكية قال أوين :"لابد أن تنظروا إلي كواحد من بلد غزا مصر وأنا مازلت متمسكا برأيي أن مصر انهزمت في حرب 1973 وأنها نجحت فقط في استرداد أرضها بالوسائل الدبلوماسية•• هل أوين لم يعرف أن حرب أكتوبر والنصر العظيم الذي حققه أبناء القوات المسلحة المصرية مازال يدرس في أعرق الأكاديميات العسكرية في بلاده وفي فرنساوالولاياتالمتحدةالأمريكية وأيضا دول شرق أوروبا وروسيا•• ألم يسمع بحرب الدبابات وأسر لواء إسرائيلي بالكامل من سلاح المدرعات وأن الجندي المصري حطم بكل معاني الكلمة أكبر وأخطر مانع مائي وعبر خط بارليف• ألم يسمع ويري دموع جولد مائير وهي تستغيث بكل أصدقائها في الغرب وفي واشنطن إلحقونا•• ألم يعرف هذا الأوين أن طريق الجندي المصري إلي تل أبيب كان مفتوحا بعد الضربة الجوية التي قادها اللواء حسني مبارك آنذاك•• ألم يقرأ الوثائق التي أكدت أن الثغرة تمت بأقمار التجسس الأمريكية والطائرات الأمريكية والجسر الجوي الأمريكي والجنود والضباط اليهود والأمريكان وأن السادات عندما هدد بتدمير الثغرة بمن فيها من قوات الجانبين هدد كسينجر وزير الخارجية الأمريكية أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستدخل الحرب بكل ثقلها•• لم يحضر هذا الحاقد المشكك إلي مصر وكيف سمح له الذين دعوه حتي ولو كان هيكل شخصيا والوزراء المعينين السابقين والمفكرين والمثقفين الذين لم يرده عن أقواله•• نعم إن العدو سيظل عدوا مهما تسامحنا ولكن في كل الأحوال إنها سقطة وورطة للأستاذ هيكل الذي كنا نحترمه ونقدره لأن هناك اعتذاا لابد أن يقدم للشعب المصري والمقاتل المصري والجيش المصري • كان يجب أن يتم منع هذا التشكيك الذي لن يؤثر فينا نحن الكبار فنحن الذين صنعنا أكتوبر وتطهرنا بدم الشهداء ولكن هذه التشكيك وهذه البلبلة أول ما تضر تضر الأجيال التي لم تع هذه الحرب ولم تشرب بعد من روح أكتوبر • إن ما قاله اللورد مردود عليه بالوثائق وبشهادات إسرائيلية ويبقي أن يعتذر هيكل أو يعتذر أوين• أو كلاهما قبل أن يضعهما الشعب في سلة واحدة•