إهتمت وسائل الإعلام العربية والعالمية بخبر وفاة أحمد ماهر وزير الخارجية الأسبق ونقلت الصحف الحكومية والمستقلة جنازة الوزير والتى تقدم فيها الرئيس حسنى مبارك المشيعين، عقب صلاة الظهر بمسجد "آل رشدان" بمدينة نصر، وقدم الرئيس واجب العزاء لأسرة الفقيد وفى مقدمتهم شقيقه السفير على ماهر. حضر الجنازة الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب، وصفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى، وعمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، وعدد كبير من الوزراء وسفراء معظم دول العالم، وممثلو الاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة. كما شارك فى التشييع عدد من الشخصيات السياسية والحزبية وكبار مسؤولى وزارة الخارجية، وجمال مبارك، أمين السياسات بالحزب الوطنى الديمقراطى، وعلاء مبارك، نجل الرئيس، ومن المقرر أن يتم دفن جثمان الفقيد بمدافن الأسرة بباب الوزير . وأقيم سرادق صغير إلى جوار باب المسجد الرئيسى تلقى فيه أهل الوزير الراحل العزاء خلال فترة لم تتجاوز 10 دقائق، فيما أغلقت قوات الأمن كل الشوارع الجانبية المؤدية من وإلى المسجد، وشارع صلاح سالم، وامتداد شارع رمسيس، ومنطقة أرض المعارض، وأغلقت أبواب العقارات بالمنطقة ووضعت عدداً من أفراد الأمن المركزى فوقها، لتأمين المشاركين فى الجنازة. وأصدرت وزارة الخارجية بياناً رسمياً، أمس، نعت فيه الوزير الراحل، وقالت: "بقلوب مفعمة بالإيمان بالله وبقضائه، تنعى وزارة الخارجية ابناً باراً، ورجلاً من رجالات مصر المخلصين الأوفياء"، وأضافت: "ينعى الوزير أحمد أبوالغيط صديقاً عزيزاً غالياً، ترافق سوياً فى مشوار العمل على مدى أربعة عقود، امتزجت خلالها علاقات عملها الوطيدة بصداقة راسخة". وأكدت الوزارة أن اسم الراحل "سيظل علماً من أعلام هذه المؤسسة الوطنية الرائدة ونموذجاً للدبلوماسى القدير الذى تفانى فى خدمة مصر من مختلف المواقع التى عمل فيها والمناصب التى تقلدها وتخرجت على يديه كوادر عليا من قيادات الوزارة". كان الراحل وزير الخارجية المصرى رقم 74، وهو رابع وزير خارجية منذ تولى الرئيس حسنى مبارك رئاسة الجمهورية فى أكتوبر عام 1981، حيث سبقه فى هذا المنصب كل من كمال حسن على، والدكتور عصمت عبدالمجيد، وعمرو موسى، قبل أن يخلفه فى المنصب وزير الخارجية الحالى أحمد أبوالغيط . وعمل ماهر سفيراً لمصر فى كينشاسا وباريس وزيوريخ ولشبونة وبروكسل وموسكو وواشنطن، كما كان أحد المشاركين فى مباحثات التسوية فى كامب ديفيد عام 1978، ومباحثات طابا عام 1988، كما عمل أيضاً بمكتب مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومى منذ عام 1971وحتى عام 1974، وقد توفى، صباح أمس، إثر إصابته بأزمة صحية مفاجئة، مساء أمس الأول، نقل بعدها إلى مستشفى قصر العينى الفرنساوى، حيث وافته المنية. واهتم عدد من وسائل الإعلام الإسرائيلية بنقل خبر وفاة وزير الخارجية السابق أحمد ماهر، ووصفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية ماهر ب"الدبلوماسى المخضرم" الذى لم يتردد مطلقاً فى انتقاد إسرائيل، كما قالت إن وزارة الخارجية المصرية شهدت هبوطاً وصعوداً فى علاقاتها مع إسرائيل فى عهده. وأشارت الصحيفة إلى أن ماهر كان دائم الانتقاد لأعمال إسرائيل فى الأراضى الفلسطينية، خاصة اغتيال زعيم حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، والذى اعتبره عملاً إرهابياً من إسرائيل، كما اعتبرته أنه كان يمارس الضغط على إسرائيل مقابل الحصول على تعويضات عن قتل الأسرى المصريين خلال حرب 67. كما ركزت الصحيفة على الزيارة الشهيرة لأحمد ماهر لفلسطين فى 2003، والتى انتهت بإصابته بعد أن قام عشرات الفلسطينيين بالاعتداء عليه فى ساحة المسجد الأقصى. وأشارت يديعوت خلال تقريرها الذى أعده محررها للشئون الشرق أوسطية، روى نحيماس، وبثته على موقعها الإلكترونى عقب نشر نبأ وفاة الوزير الراحل إلى أنه كان قد انضم الدبلوماسى المخضرم - كما وصفته الصحيفة العبرية- إلى وزارة الخارجية فى عام 1957، وتقدم من خلال الرتب وعين سفيرا فى بيروت وواشنطن وبروكسل وموسكو ولشبونة فى أسبانيا، مضيفة أن ذروة حياته المهنية كانت بعد تعيينه وزيراً للخارجية فى عام 2001 بعد سلفه عمرو موسى الذى عين أمينا عاما لجامعة الدول العربية، لافتة إلى أنه أُحيل للتقاعد عن العمل عام 2004 وخلفه الوزير الحالى أحمد أبوالغيط. و كان أحمد ماهر، وزير الخارجية السابق، يشغل حتى رحيله أمس منصب رئيس مجلس إدارة "جمعية الشرطة والشعب لمصر"، وتهدف إلى تحسين العلاقة بين الشرطة والمواطن، وكانت الجمعية تطالب المواطنين بتقديم اقتراحاتهم لتحسين العلاقة بين الشرطة والمواطن دون ترك اسمه أو أى بيانات عنه بشرط أن يكون مصرياً.