تناثرت أنباء عن أن الحكومة المصرية رفعت دعوى قضائية على وزارة المالية - الخزانة - البريطانية "لإلزامها التعاون" في ملف استعادة الأموال المصرية المجمدة في بريطانيا. وتشكو وزارة العدل من أن وحدة تجميد الأرصدة في وزارة المالية البريطانية "لاتتعاون معها بشكل كاف" للمساعدة في الإعداد الجيد لملفها الرامي إلى استعادة الأموال والأرصدة والممتلكات المجمدة في بريطانيا منذ اكثر من عام. وقال المستشار عاصم الجوهري - مساعد وزير العدل رئيس جهاز الكسب غير المشروع - في تصريحات صحفية "أن وزارة المالية البريطانية لا تتعاون بالقدر الكافي الذي يساعد في استرداد الأموال المجمدة". وأضاف أن الجانب البريطاني " يخالف بذلك معاهدة الأممالمتحدة لمكافحة الفساد وقرار الاتحاد الأوروبي بتجميد أرصدة وأصول 19 شخصية مصرية في بريطانيا". والشخصيات ال 19 المطلوب تجميد أرصدتها في بريطانيا: حسني مبارك، وزوجته سوزان ثابت، علاء مبارك وزوجته هايدي راسخ، جمال مبارك وزوجته خديجة الجمال، أحمد عزوزوجاته الثلاث :عبلة أحمد، خديجة ياسين، وشاهيناز النجار، أحمد المغربي وزوجته نجلاء الجزايرلي، رشيد محمد رشيدوزوجته هانيا فهمي، محمد زهير جرانة وزوجته جيلان جلال، ونجله أمير، حبيب العادلي وزوجته إلهام شرشر. وكشف الجوهري ، وهو أيضا رئيس لجنة استرداد أموال مصر في الخارج ، عن أن الحكومة المصرية " اضطرت لأن تسلك السبل القضائية".، مؤكداً أنها رفعت دعوى قضائية على الجانب البريطاني "للحصول على حكم قضائي بريطاني يلزم وزارة المالية وغيرها من الأجهزة المختصة في بريطانيا تقديم المعلومات للجانب المصري المعلومات، بغية مساعدته في إعداد ملفه للمطالبة باسترداد الأموال". وقال الجوهري إن الدعوى القضائية "جاءت بعد أن أبلغنا الجانب البريطاني في أواسط شهر ديسمبر الماضي بقراره عدم الافصاح عن الحسابات و الممتلكات المجمدة فى بريطانيا". وأكد الجوهري أن الجانب المصري والبريطاني عقدا سلسلة اجتماعات ثنائية ومتعددة الأطراف لبحث مصير الأموال المجمدة وسبل ملاحقة الأموال التي لم تجمد، وقال: "عقدت 4 اجتماعات، ثلاثة منها عن طريق الدائرة التلفزيونية المغلقة (فيديو كونفرانس) بين القاهرةولندن، والرابع عقد فى لندن فى أول شهر يوليو الماضي فضلا عن اجتماع خامس فى منتصف ديسمبر الماضي فى لاهاى بهولندا". وأشار الجوهري إلى أن الأمر لايتعلق بالاجتماعات بل بالتعاون الحقيقي المطلوب، خصوصاً وأن وزارة العدل حريصة على توفير نفقات سفر خبرائها في ظل ظروف مصر الحالية. ويقول المسؤولون القضائيون المصريون إن البريطانيين "يتذرعون بالقوانين الوطنية البريطانية التي تحمي سرية الحسابات والبيانات، ووزارة الخزانة البريطانية لا تتعاون بالقدر الكافي الذي يساعد في استرداد الأموال المجمدة. " وتؤكد تقارير صحفية أن الدعوى القضائية، التي رفعتها مصر والتي لم تعلن من قبل ، قدمت أمام المحكمة الإدارية العليا البريطانية في يوم التاسع من الشهر الماضي. وقال متحدث باسم المالية البريطانية: " لسنا جهة رد الأموال .. ونتعاون مع مع الجانب المصري في إطار القانون والإجراءات القضائية في بريطانيا، والجانب البريطاني مستعد لمناقشة أي أمور قانونية تتعلق برد الأموال". وكانت لندن قد حملت السلطات المصرية مسؤولية تأخر إعادة الأصوال والأموال المصرية المجمدة. وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية إن الجانب المصري ألغى زيارة كانت مقررة له للندن في نهاية العام الماضي للقاء خبراء بريطانيين للمساعدة في بحث أفضل السبل لاستعادة الأموال المجمدة. وكانت بريطانيا قد جمدت أصول وأرصدة وحسابات وممتلكات مسجلة باسماءعدد من الشخصيات المصرية تقدر قيمتها بنحو 85 مليون جنيه استرليني. وجاء التجميد بناء على قرار من مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي الصادر يوم 21 مارس قبل الماضي بتجميد أرصدة 19 شخصية مصرية، من بينها الرئيس المخلوع حسني مبارك وزوجته سوزان وابنيه وزوجتيهما. ويستند قرار الاتحاد الأوروبي إلى أن هؤلاء الأشخاص "يخضعون لإجراءات قضائية في مصر تتعلق باختلاس أموال الدولة بما يخالف معاهدة الأممالمتحدة لمكافحة الفساد". وحسب القانون البريطاني، فإن استرداد الأرصدة المجمدة يقتضي إصدار أحكام قضائية مصرية نهائية باتة تدين أصحاب هذه الأرصدة.