كشف تقرير المتابعة اليومية لوزارة الزراعة المصرية عن ارتفاع عدد حالات الاشتباه إلى أكثر من عشرة آلاف وخمسمئة حالة، ووصلت حالات النفوق لما يزيد على 704 حالة على مستوى الجمهورية في وقت تشير فيه مصادر وزارة الزراعة الى ان عدد رؤوس الماشية في مصر يصل الى 2 مليون رأس. وتشير التقارير الى أن أكثر المناطق فى حالات النفوق هى محافظة الغربية حيث وصل العدد فيها الى 217 حالة، تليها السويس 76 حالة ثم دمياط، واحتلت محافظة الغربية أيضا أعلى عدد فى حالات الاشتباه، حيث وصلت الى 1626 حالة تليها الإسكندرية 1418 حالة ثم الدقهلية 1082 حالة. أما في محافظة المنيا فقد واصل المرض انتشاره، وارتفعت الحالات المصابة بين الحيوانات إلى 200 حالة. فيما اتهمت مصادر رسمية في وزارة الزراعة المصرية رسمياً هيئة الخدمات البيطرية بالإهمال في متابعة تطور الوضع الوبائي للمرض في المزارع والتربية الريفية، مشيرة إلى أن حالة التراخي في إجراءات الحجر البيطري بالمنافذ الحدودية أحد أسباب ظهور أطوار جديدة من المرض أصبحت بالفعل تهدد الثروة الحيوانية المصرية. في الوقت الذى أكد مدير مصلحة الطب البيطري في محافظة القاهرة أنه قد قام بإرسال بعض العينات إلى الخارج لتحليلها و تحديد نوع الميكروب والأمصال اللازمة لمواجهة هذا المرض، الذي ينقسم إلى سبعة أنواع، ولم يتم حتى الآن معرفة أي نوع هو ذلك الذي أصاب المواشي في مصر! وأضاف أن المرض موجود بمصر منذ عشرات السنين، لكنه ينشط في حالة إهمال المزارعين وأصحاب المزارع تحصين حيواناتهم في الأوقات المحددة وهي جرعة كل 6 أشهر من سن 4 شهور.، وأن غياب الوعي البيئي لدى أهل الريف في التخلص من الحيوانات النافقة نتيجة الإصابة بالمرض بطريقة آمنة من خلال الحرق أو الدفن وليس من خلال إلقائها في الترع والمصارف أو على الطرق، ساهم الى حد كبير في تفاقم المرض وسرعة انتشاره. وفى سياق متصل ورغم أن الشعب المصري أحجم عن تناول اللحوم خشية الإصابة بالمرض، فإن خبراء الطب البيطري نصحوا الناس بضرورة طهو اللحوم بشكل جيد، مع الاهتمام بالنظافة العامة لتجنب الإصابة بالأمراض بشكل عام، وفي هذ الصدد، أكد مساعد وزير الصحة للطب الوقائي المصري، أنه لم تسجل حالات في مصر من قبل لانتقال مرض الحمى القلاعية من الحيوانات للإنسان، مشيراً إلى أنه لا يمكن أن ينتقل المرض من اللحوم المصابة بالمرض إلى الإنسان عند تناولها. وينتقل المرض عادة عن طريق الحيوانات المصابة، أو عن طريق العاملين في رعاية الحيوانات يحدث الوباء عندما تنضم حيوانات حاملة لهذا الفيروس إلى قطيع آخر من الحيوانات أو بواسطة أشخاص ملوثين بفضلات حيوانات مصابة بالمرض، وقد يؤدي استعمال الأدوات أو وسائل النقل التي تحمل الحيوانات المصابة إلى انتقال العدوى إلى حيوانات سليمة، كذلك فإنه يمكن أن ينتقل عن طريق لحوم الحيوانات المصابة أو منتجاتها عندما تتغذى بها حيوانات معرضة للإصابة، وهو شديد العدوى حتى أنه يمكن أن ينتقل بواسطة ذرات الغبار في الهواء أيضاً. هذا ويواصل المرض انتشاره بين الحيوانات ذات الحافر مثل الأبقار والأغنام والماعز ويفتك بها بكل قوة وسط إحباط القرويين وحالة كبيرة من التخبط بين المسؤولين. المرض بصفة عامة شائع وقديم ويعّرفه الأطباء البيطريين على أنه مرض القدم والفم وهو في طبيعته مرض فيروسي سريع العدوى، تصاب به أظلاف الحيوان وفمه بالبثور التي تؤدي إلى عرج الحيوان وزيادة سيلان اللعاب ونقص الشهية، وسرعان ما يفقد الحيوان المصاب الوزن، وينقص إدرار اللبن عنده، وإذا لم يحصل على العلاج المناسب فإنه يموت، وهذا بالتحديد ما تفتقده مدريات الطب البييطري في المحافظات المصرية التي انتشر فيها المرض بقوة، وحسب العديد من برامج "الحوار المصرية" التي اهتمت كثيرا بالتحقيق في أصل المرض وأفردت مساحات كبير له، فإن السكان في محافظات مصر المختلفة قاموا على الفور بعد ظهور أعراض المرض بمراقبة حيواناتهم والاتصال بالأطباء البيطريين في محاولة للإستعانة بهم في مواجهة حالات الإشتياه، إلا أنهم لم يعيروا اهتماما لإستغاثات المواطنين، الأمر الذي أدى إلى موت جزء كبير من المواشي، مما اضطر المربين إلى ذبح الحي منها، خشية إصابتها هي الأخرى بينما أكد عدد غير قليل من المواطنين الى أنهم حصلوا على أدوية فاسدة من مصلحة الطب البيطري.