يتعرض التحكيم المصرى لهجمة شرسة عقب كل مباراة، وأصبحت الانتقادات توجه للحكام، ورغم ذلك لم يفكر أحد فى اتهام التحكيم بتعمد الأخطاء في مباريات الدوري الممتاز، حفاظاً علي هيبة التحكيم، لكن هناك أخطاء واضحة للحكام، ربما تأتي في إطار الأخطاء التي تقع من الحكام في كل مكان في العالم، ونشاهدها في أعلي مستوي كروي في العالم وهو المونديال، ولكن نسبتها كانت تفوق الحد المسموح به، والذي يجعل أي مسابقة تسير بشكل عادل، والمشكلة التى وصلت إلى درجة ال "ظاهرة" فى الفترة الأخيرة؛ أن الكثير من الأخطاء أصبحت توثر سلباً على النادى الأهلي بشكل خاص، سواء تلك الأخطاء التي ظلمت الأهلي مباشرة أو التي خدمت الأندية المنافسة بشكل غير مباشر. ورغم قلة أخطاء الحكام هذا الموسم عن معدلاتها قياساً بكم الأخطاء التي وقعت في المواسم الثلاثة الماضية، وأن هناك عددا كبيرا من الحكام ظهروا بشكل متميز في المباريات التي أداروها، وأصبحوا محل ثقة لجنة الحكام الأفريقية، وأبرزهم بالطبع جهاد جريشة الذي عاد بمصر إلي ساحة التحكيم قارياً ودولياً من خلال اختياره ضمن حكام النخبة في أفريقيا من ناحية، وكذلك اختياره ضمن حكام كأس الأمم الأفريقية التي تنطلق بعد أيام في غينيا الإستوائية والجابون. وليس جريشة الوحيد من الحكام الذين يؤدون بشكل متميز؛ فهناك أيضاً ياسر عبد الرءوف وحمدي شعبان وإبراهيم نور الدين وجهاد جريشة وسمير عثمان، ولكن هذا لا ينفي وقوع كل هؤلاء في بعض الأخطاء أيضاً والتي تأتي في إطار الأخطاء الطبيعية التي لا تؤثر علي نتائج المباريات.. وهناك إجماع على أن الأخطاء مست كل فرق الدوري؛ سواء بالإيجاب أو السلب، لكن الأهلي بشكل خاص أضير أكثر من باقي الفرق سواء بالأخطاء التي صبت مباشرة ضده أو الأخطاء التي صبت في مصلحة منافسيه بشكل مباشر وأبرزهم الزمالك والإسماعيلي، فقد أثار احتساب هدف من تسلل واضح في مرمي الأهلي في لقائه أمام الإنتاج وهو ثالث الأهداف التي تهز شباك الأهلي من تسلل، أزمة جديدة ضد الحكام لأن الأخطاء تركزت ضد الأهلي بشكل خاص، وهو ما يؤثر على مسيرته فى الاحتفاظ باللقب. كانت أبرز أخطاء الحكام هذا الموسم والتي تمس فرق القمة بشكل خاص في أولي مباريات الزمالك بالدوري الممتاز؛ حيث احتسب الحكم هدفين غير صحيحين للزمالك سجلهما عمرو زكي أمام المحلة ولم تتجاوز الكرة خط المرمي في الأول، وأوقف اللاعب الكرة بيده في الثاني. وكان الهدفان هما الثاني والرابع من 6 أهداف فاز بها الزمالك.. وشهد الأسبوع الثاني تسجيل محمد كوفي لاعب بتروجت هدفاً في مرمي الأهلي من تسلل واضح، لتتحول المباراة بعد أن كان الأهلي متقدماً بهدف لوليد سليمان إلى التعادل بهدفين لكلا الفريقين. وخلال مباريات الأسبوع الثالث لم يحتسب الحكم ضربتى جزاء للزمالك في مباراته أمام طلائع الجيش والتي انتهت بالتعادل 1-1 وكان احتساب واحدة منهما كفيلًا بمنح الفريق الأبيض الفوز فى حالة نجاح أحد اللاعبين فى تسجيلها.. بينما شهد الأسبوع الرابع اختراق أحمد شديد قناوي - لاعب الأهلى - دفاع الاتحاد السكندرى وتمت عرقلته بوضوح داخل منطقة الجزاء لكن حكم المباراة احتسبها ضربة حرة مباشرة من خارج منطقة الجزاء.. وفي الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع خلال أحداث لقاء الزمالك وسموحة في الأسبوع الخامس احتسب الحكم ضربة حرة مباشرة لم يكن فيها أي خطأ علي سموحة سجل منها شيكابالا هدفاً عالمياً ليفوز الزمالك بنقاط المباراة الثلاث.. وشهدت مباراة الزمالك أمام اتحاد الشرطة في الأسبوع السادس للدوري احتساب ضربة جزاء غير صحيحة للزمالك بعد سقوط وهمي لشيكابالا داخل منطقة الجزاء وسجل منها أحمد حسن هدفه الوحيد ورغم ذلك خرج الفريق الأبيض خاسراً 1-2 . بينما احتسب حكم مباراة الزمالك أمام المقاولون العرب ضربة جزاء - مشكوك فى صحتها - علي المقاولون العرب، سجل منها أحمد حسن هدفاً وفى الوقت ذاته لم يحتسب لأحمد جعفر- مهاجم الزمالك - في نفس المباراة ضربة جزاء أكثر وضوحا ورغم ذلك فاز الزمالك بالمباراة 3-1 .. وشهدت مباراة الأهلي وإنبي في الأسبوع السادس أيضاً احتساب ضربة جزاء غير صحيحة للأهلي أمام إنبي سجل منها أبو تريكة هدفاً واحتسب الحكم أيضاً ضربة جزاء غير صحيحة لإنبي في نفس المباراة وأهدرها إسلام عوض وفاز الأهلي باللقاء.. وتأتى مباراة الأهلي والإسماعيلي على رأس المباريات التي أثارت الجدل باحتساب الحكم لتسلل علي عبد الله السعيد رغم أنه كان في نصف ملعبه، وكانت النتيجة وقتها تقدم الأهلي بهدف واحد قبل أن يطرد وائل جمعة من المباراة ويتأزم موقف الأهلي، ورغم ذلك انتهى اللقاء بفوز المارد الأحمر، بينما شهدت مباراة الزمالك والمصري التي أقيمت بدون جمهور، ضربة جزاء صحيحة للمصري نتيجة لمس الكرة ليد هاني سعيد داخل منطقة الجزاء ولم يحتسبها حكم اللقاء وبعدها سجل الزمالك هدفه الأول عن طريق أحمد توفيق وفاز الفريق الأبيض بالمباراة.. وجاء هدف الإنتاج في مرمي الأهلي من تسلل واضح لكوابينا يارو الذي مرر الكرة لحازم فتحي صاحب الهدف وهو ما وضع علامات استفهام كثيرة على أخطاء التحكيم المصرى، الذى يتعامل معه اللاعبون والجهاز الفنى ومجلس إدارة الأهلى بحكمة كبيرة، لكن الأمر يحتاج إلى إعادة نظر من قبل لجنة الحكام ومجلس إدارة اتحاد كرة القدم قبل حدوث كارثة حقيقية قد تعصف بمسابقة الدورى، ويبقى السؤال: لماذا يعانى الأهلى وحده من أخطاء قضاة الملاعب؟