يبدو أن طبول الحرب بدأت تدق ورائحة الدم تنتشر في كل مكان هذه الايام. بعد ان تزايدات توقعات نشوب حرب في الشرق الاوسط واحتمالية ضرب ايران خلال الايام القليلة المقبلة بعد التجارب النووية الاخيرة والتحدي الاعظم من ايران لامريكا والعالم كله، والمخاوف الكثيرة التي بدأت تقلق الاسرائيليين من رياح الربيع العربي وصعود الاسلاميين للحكم في مصر وتونس، والأزمات في سوريا ووجود حزب الله الموالي لإيران في لبنان بجانب وجود حركة حماس في قطاع غزة ناهيك عن التصريحات التي أطلقتها الاحزاب الاسلامية الاسبوع الماضي بشأن كامب ديفيد والغاء معاهدة السلام مع اسرائيل. هذا بجانب التأكيد علي أن حماس بدأت تتلقي اوامر من الاخوان المسلمين في مصر؛ وهو الامر المزعج جدا للاسرائيليين والذين اعتبروا ان زيارة هنية للمرشد العام وجلوسه مع القيادات الاخوانية والاعلان عن تغيير الاستراتيجية الخاصة بحماس في المقاومة وكذا اشتعال الازمة الايرانية - الامريكية بشأن النووي والتقارب بين حماس وايران وربط زيارة هنية لمصر بهذا التقارب هو الامر الذي جعل الاسرائيليين يشكون في أن زيارة هنية ربما تحمل رسالة ايرانية للاخوان المسلمين؛ مما تسبب في رعب اسرائيلي غير عادي تمثل في عدة خطوات مهمة كشفها موقع "أمربكان فري برس" السبت الماضي عندما نشر تقريراً موسعاً يقول فيه ان الآلاف من الجنود الأمريكيين ينتشرون سراً في اسرائيل لاجراء تدريبات مع جيش اسرائيل وسط تكهنات بأن الولاياتالمتحدة ستشن هجوماً عسكرياً على ايران في وقت قريب. وتكهنات اخري بأن هؤلاء الجنود الهدف من وجودهم في اسرائيل تأمين الجبهة الاسرائيلية الداخلية من احتمالية تدخل لبنان وسوريا وحماس، وربما مصر في حرب مع اسرائيل بعد ان تشن اسرائيل غارات علي ايران وفيما يأتي نص التقرير: دون اهتمام كبير من جانب وسائل الاعلام، يجري نشر آلاف من الجنود الامريكيين في اسرائيل وتصاعدت التوترات بين البلدين في الاشهر الاخيرة، لكنها ازدادت حدةً في الاسابيع الاخيرة منذ اوائل ديسمبر المنصرم، عندما اسقطت ايران طائرة امريكية من دون طيار واحتفظت بها. وتكهن كثيرون بأن الاخذ والرد بين البلدين سيتصاعد ويدفع بالولاياتالمتحدةوايران الى حرب شاملة، وان هذا قد يحصل في وقت أبكر مما يعتقد. وبموجب التدريب المسمى "اوستير تشالينج 12" المقرر لأمد لم يكشف النقاب عنه خلال الأسابيع القليلة المقبلة، سيستضيف الجيش الاسرائيلي مع أمريكا اكبر تدريبات مشتركة على الصواريخ بين البلدين. وفي اعقاب وضع قوات أمريكية بالقرب من مضيق هرمز المجاور لايران وتعزيز الدول المجاورة باسلحة امريكية، فإن سلطات طهران لا تعتبر ذلك تجربةً وانما بداية شيء اكبر. كل هذه التكهنات تؤكد ان هناك مؤامرة تحاك في الظلام خلال الايام القليلة المقبلة في ظل تبادل المناوشات بين الاسرائيليين وحزب الحرية والعدالة عندما اعلنت اسرائيل أنها حصلت علي طمأنة الإسلاميين بانهم سيحترمون المعاهدات خاصة كامب ديفيد ورد التاتني بأن هذا لم يحدث ولم نعطِّ اية تعهدات لاسرائيل وهو الامر الذي جعلهم يعيشون حالة من الطوارئ وتم الاتصال من جانبهم بالولاياتالمتحدة التي ارسلت الآلاف من الجنود لتنتشر في اسرائيل تحسبا لاية هجمات اسرائيلية في المستقبل. الامر جد خطير لابد ان نكون علي أهبة الاستعداد فربما ننشغل بالشأن الداخلي وننسي الاخطار التي تحيط بمصر من كل اتجاه هذه الايام في ظل التهديدات الداخلية بثورة الغضب الثانية لتي ستنطلق يوم 25 يناير القادم ومحاولات السيطره عليها؛ الامر الذي قد يحفز الاسرائيليين علي عمليات عسكرية لابد ان يعي المصريون بما يحدث وان نعترف جميعا بأن الجيش خط احمر ولابد من عدم الاقتراب منه نهائيا وان يتفرغ لحماية الجبهة الخارجية. وعلي الجانب الاخر، فبعد الصعود الكبير للاخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية وحصدهم لاكثر من 230 مقعدًا في البرلمان وضمان الاغلبية بدأت الولاياتالمتحدةالامريكية تغيير استراتيجيتها في التعامل مع الوضع في مصر وحول هذا الموضوع قالت مارينا اوتاواي - التي ترأس برنامج الشرق الاوسط في واشنطن لمعهد مارنيجي للسلام الدولي: "من الواضح ان الإخوان المسلمين الآن القوة الوحيدة على الارض" وعلى المسئولين الامريكيين التحدث اليهم. وحتى قبل بدء الانتخابات، كانت الولاياتالمتحدة تدرك ان عليها التعامل مع الإخوان المسلمين الحركة السياسية الافضل تنظيماً في مصر، والتي لم يعد يهيمن عليها الحزب الوطني الديمقراطي الذي كان يقوده مبارك. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون قبل الانتخابات: إن الولاياتالمتحدة اجرت اتصالات محدودة مع الإخوان المسلمين في اطار استئناف سياسة طبقت قبل ست سنوات، في ضوء التغيرات السياسية في مصر. واوضحت أوتاواي ان ادارة الرئيس السابق جورج بوش كفت عن الحديث عن برنامجها لتشجيع الحرية والديمقراطية بعدما فاز مرشحون مدعومون من الإخوان المسلمين بعشرين بالمئة من مقاعد البرلمان في انتخابات 2005. واضافت بأن ادارة بوش أقرت بشكل اساسي صحة خط مبارك بأن الإخوان المسلمين والناشطين الاسلاميين المرتبطين بهم يشكلون تهديداً لمصر ولاستقرار المنطقة مع انهم تخلوا عن العنف منذ عقود. وتحولت مصر الى محور اساسي في السياسة الامريكية في الشرق الاوسط منذ 1979 بعدما اصبحت اول بلد عربي يوقع اتفاقية سلام مع اسرائيل. واضافت بأن الولاياتالمتحدة دعمت اساساً مبارك في قمعه الإخوان المسلمين وان مسئولين امريكيين رفضوا دعوات من المجموعة الفكرية التي تنتمي اليها، لحضور اجتماعات مع مجموعات عربية اسلامية بينها الإخوان المسلمين المصريين بعد انتخابات 2005. وتابعت بالنسبة للولايات المتحدة، ان تمد يدها الآن للإخوان المسلمين هو خطوة كبيرة، خطوة كان يجب ان تتم من قبل لكن الولاياتالمتحدة قاومتها. ومن جهته، قال المحلل ناثان براون في نشرة المركز: ان الإخوان المسلمين اصدروا اشارات مطمئنة كافية لتعزيز الارتياح لهم في الولاياتالمتحدة وتبرير الاتصالات. يعترفون ايضاً بواقع ان الولاياتالمتحدة تبقى لاعبا دبلوماسيا مهما عليهم العمل معها. ولا شك ان الإخوان المسلمين منظمة محافظة جداً اجتماعياً وسياسياً تثير القلق بشأن مكانة المرأة والاقلية المسيحية في مصر. واشار الى ان موقف الإخوان المسلمين من اتفاقية السلام مع اسرائيل يبقى مصدر قلق كبير في السياسة الخارجية.. واوضح براون بأنه على هذا الصعيد، اصدر الإخوان مؤشرات مطمئنة لكنهم اكتفوا بالحديث بشكل عام عن هذه النقطة".. مشيراً الى ان الإخوان المسلمين "كمنظمة" قريبون من حماس ومعادون لاسرائيل. وعلي أية حال، فالمخاطر حول مصر تتزايد خاصة بعدما اكدت نتيجة الانتخابات البرلمانية الاخيرة صعود الاسلاميين وفشل الليبراليين ومحاولات الاحزاب الليبرالية الانخراط في تحالفات مع الاخوان المسلمين من اجل ضمان التمثيل في اللجان البرلمانية وربما الحكومة القادمة.