تهمة تلاحق أطفال الشوارع أنهم لعبو دوراً مهمًا فى أحداث الثورة، خاصة الاحداث الاخيرة فى شارعى محمد محمود وقصر العينى، خاصة حرق المجمع العلمى بعد ان انتشرت مقاطع فيديوهات متعلقة بهؤلاء الاطفال اثناء الاحداث الملتهبة، وبعد الاحداث تصور هؤلاء الفئة التى ظلت مهمشة ومقهورة طوال 30 عامًا - هى فترة حكم مبارك المخلوع - وهم يلقون بالحجارة وقنابل المولوتوف وتسلق الحوائط واخرى اعتراف لهم امام رجال قوات المسلحة وكيف استغلهم بعض رجال الاعمال فى اثارة الشغب وانتشرت على مواقع الانترنت مقاطع فيديو حيرت الاذهان ودارت الاسئلة هل هؤلاء الاطفال جناة بالفعل ام هم مساقون من قبل اخرين ام هم براءة من تلك التهم التى ألصقها المجلس العسكرى لهم، ليحفظ ماء الوجه امام الرأى العام والمجتمع من أفعاله وانتهاكاته التى مارسها ضد المتظاهرين من سحل وضرب وتعذيب خاصة بعد واقعة ضرب الفتاة وتعريتها والتى اثارت غضب الرأى العام تجاه المجلس العسكرى، وفى مقابل هذه التهم التى وجهت لاطفال الشوارع ألقت الاجهزة الامنية القبض على العشرات منهم واعطت للتليفزيون الحكومى حق إذاعة اعترافاتهم حصريا، اطفال الشوارع شاركوا فى اسقاط الدولة الفاسدة.. شاركوا فى كسر غرور الشرطة.. شاركوا فى حرق مراكز نفوذها، وقد يصل الأمر إلى اتهامهم بأنهم من دبروا ونفذوا الثورة.. الأدلة كثيرة.. 300 صورة فوتوغرافية لاطفال شاركوا فى أحداث الثورة ويبقى السؤال: لماذا يشارك أطفال الشوارع فى المظاهرات والاعتصامات وما اسباب مشاركتهم فى ثورة يناير؟ ومن جهة اخرى، لاقت قضية اطفال الشوارع اعجاب المجتمع وعلق عليها العديد من المواطنين بكلمات تبدو بشهادات اعجاب لهم ووضح ذلك خلال بث قناة "الجزيرة مباشر مصر" لفيلم قصير تم تصويره معهم فى شارع الشيخ ريحان فى خضم أحداث مجلس الوزراء، أظهر الأطفال خلاله وطنية طفولية بريئة، وضمنوا كلامهم شهادات خطيرة تشير إلى أطراف حاولت استخدامهم للتنكيل بالمعتصمين ثم إلصاق التهم بهم هم أنفسهم، وهو ما تم بالفعل مثالاً لذلك يقول ارسل أحد المشاهدين فى تعليقه على حديث الأطفال: "يا أيها الأطفال.. من المحيط للخليج، أنتم سنابل الآمال وأنتم الجيل الذي سيكسر الأغلال ويقتل الأفيون في رءوسنا.. ويقتل الخيال.. يا أيها الأطفال أنتم - بعد - طيبون وطاهرون، كالندى والثلج، طاهرون لا تقرءوا عن جيلنا المهزوم يا أطفال فنحن خائبون.. ونحن، مثل قشرة البطيخ، تافهون ونحن منخورون.. منخورون.. كالنعال لا تقرأوا أخبارنا لا تقتفوا آثارنا لا تقبلوا أفكارنا فنحن جيل القيء، والزهري، والسعال ونحن جيل الدجل، والرقص على الحبال"، وتعليق آخر: "طول ما انتم موجودين أنا مش قلقان علي الثورة، نومكم في الشوارع قوي عضمكم وقوي شوكتكم واداكم عقل وخبرة راجل عنده 100 سنة، مخدتوش حقكم في التعليم وفي منكم غير متعلمين كتير، بس أقسم بالله أنتم عندي خير من ناس معاها أعلي شهادات في البلد، حقكم علي راسنا، شكرا أطفال الشوارع". وكان للائتلاف والتيارات السياسية رأياً فى هذه القضية حيث.. يؤكد خالد سعيد المتحدث الرسمى لحركة "الشعب يريد"، أن الثوار هم السبيل الوحيد لتحقيق طموحات وآمال أطفال الشوارع، وانهم ساعدوا الثوار من أجل نجاح ثورة يناير، مؤكداً أن هؤلاء الاطفال ضحية نظام سابق فاسد لم يسعَّ ولو شبراً لانقاذهم وانتشالهم من حالة الضياع والتشرد كما ان المجتمع المدنى متمثلة فى رجال الاعمال لم يمد يد العون لهم.. مما ادى لسخط هؤلاء الاطفال وشعورهم بالذل والهوان وانخراطهم فى عالم الجريمة.. وأضاف سعيد ان من ضمن الانتهاكات التى تعرض لها هؤلاء الاطفال أن بعض الجهات الامنية استغلتهم للدس بهم وسط المتظاهرين أجل تشويه صورتهم وصورة المعتصمين.. نحن كحركة نقوم بإبعاد هؤلاء الأطفال عن الميدان وعن الحياة السياسية، لأنه لا يصح أن يكون هؤلاء الأطفال فى مقدمة الاشتباكات. ودافع سعيد عن هؤلاء الاطفال قائلاً: "إن الموجودين الآن بميدان التحرير من اطفال ليسوا ببلطجية ولا حرامية، لكنهم نتيجة لظروف البيئة وما مرت به البلاد خلال النظام السابق". ويرى د. حسن السبيرى منسق الائتلاف المستقل لشباب الثورة، ان مشاركة أطفال الشوارع فى تظاهرات واعتصامات الشارع بهدف تحقيق الذات والتعبير عن حالة الغضب والامتهان والتهميش التى عانوا منها قبل الثورة.. رافضاً الصاق التهم التى وجهها المجلس العسكرى لهم والتى ظهرت من خلال الفيديوهات التى تم بثها عبر القنوات التليفزيونية، وقال السبيرى: هؤلاء الاطفال هم ضحايا "مبارك ونظامه" فلا يجب ان يظلم مرة اخرى على يد العسكرى بل احتواؤهم والاستفادة من تلك الطاقة المهدرة ونحولها من قنبلة موقوتة قابلة للانفجار كما حدث الى ماكينة عمل واصلاح والاستفادة منهم من خلال عمل ورش تدريب ومدارس تأهيل. وقال د. هانى هلال رئيس الائتلاف المصرى لحقوق الطفل، إن أطفال الشوارع غير مسئولين عن أحداث مجلس الوزراء الأخيرة، أو شارع محمد محمود والتى تم اتهام 65 طفل شارع فيها، مضيفاً بأن الاتهامات التى وجهت لهم ليس لها أى أساس من الصحة. وأوضح هلال بأن النيابة العامة قد قامت بتبرئة معظمهم، حيث تم إخلاء سبيل 25 طفلاَ منهم، و30 آخرين منهم تم إلقاء القبض عليهم، فى أماكن مختلفة ولم يتواجدوا بمنطقة مجلس الوزراء أثناء الأحداث.. مضيفاً أنه تم الكشف عن أن مجموعة منهم تعرضوا للتعذيب حتى يعترفوا بتلقيهم أموالا من أجل أن يعترفوا بمسئوليتهم عن الأحداث. وأشار إلى أن دور أطفال الشارع كان إيجابياً خلال ثورة 25 يناير، حيث شعروا للمرة الأولى فى حياتهم بأن لهم دوراً وقيمة فى المجتمع، حيث كانوا يساعدوا الثوار فى ميدان التحرير ويوزعوا الأطعمة ويجلبوا الأدوية لمعالجة المصابين وساهموا فى نظافة الميدان. وشدد على أن اتهام الأطفال بمسئوليتهم عن العجز السياسى الحادث فى مصر بعد الثورة، يعمق من أزمة ثقتهم فى المجتمع ويعمق من المسافة بينهم وبين المجتمع ويصعب مهمة منظمات المجتمع المدنى فى إدماجهم فى المجتمع. "أطفال الشوارع شعروا بأن لهم قيمة فى المجتمع بعد ثورة يناير".. هذا ما فسره نفسياً د. هشام بحرى رئيس وحدة الطب النفسى بجامعة الأزهر، قائلاً: "إن أطفال الشوارع تغيروا بعد الثورة، حيث تبين أن عدد الأطفال الذين كانوا يقطعون أجسادهم وأعضاءهم من أطفال الشوارع قد انخفض بشكل كبير لأنهم شعروا بأنهم لهم قيمة فى المجتمع". وأضاف بحرى أن أطفال الشوارع قد قللوا من استخدامهم للمخدرات، بعد أن شعروا بقيمتهم فى المجتمع. "المجتمع هو المسئول".. هكذا أكدت الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشى، إن المجتمع هو المسئول الأساسى عن وزر أطفال الشارع، وبشكل خاص الدولة.. وأرجعت الشوباشى مسئولية تكوين ظاهرة باسم اطفال الشوارع على النظام السابق.. موضحة أن مثل هذه الظاهرة لم تكن موجودة فى الستينات من القرن الماضى إلا أنها بدأت تظهر فى الثلاثين عاماً السابقة. ومن خلال دراسة اجرتها جمعية قرية الأمل على الأطفال السكان الأصليين للشارع بمحافظتى القاهرة والإسكندرية أن أهم ما أكده أكثر من 100 طفل من عينة الدراسة أنهم حصلوا على العديد من المكتسبات خلال الثورة مثل العلاج المجانى والرعاية الصحية بالمستشفيات الميدانية وغياب التمييز الطبقى اضافة إلى الرعاية الاجتماعية ومشاركة فئات المجتمع الطعام والاعتراف بهم كأطفال لهم حقوق حيث كانت الميادين هى الوطن الذى اعترف بهم. كما أظهرت الدراسة أن تعاطيهم للمخدرات انخفض بشكل كبير خلال أيام الثورة والذى كانوا يحصلون عليه فى بعض الحالات للتغلب على الألم والانتهاكات الجسدية التى كانوا يتعرضون لها.