احتفل الأزهر بإنجاز مشروع حفظ ونشر المخطوطات وأمهات الكتب إلكترونيا الذي يضم خمسين ألف مخطوطة تحوي ثمانية ملايين صفحة تعود إلى القرون الأولى في الإسلام، وتسلمت مشيخة الأزهر مشروع محمد بن راشد آل مكتوم الذي يتضمن توثيق وحفظ مخطوطات الأزهر، التي يصل عددها إلى خمسين ألف مخطوطة تضم أكثر من ثمانية ملايين صفحة تغطي 63 فرعا في شتى العلوم والفنون يرجع بعضها إلى القرون الأولى في الإسلام. وهذا المشروع لا يقتصر على أرشفة المخطوطات، بل يتضمن تخزين أكثر من 125 ألف مرجع آخر وتوفيرها إلكترونيا عبر الموقع، بالإضافة إلى إنشاء شبكة اتصالات داخلية للربط بين المعاهد الأزهرية الرئيسة. وحضر الحفل الذي أقيم في مركز مؤتمرات الأزهر، إمام الأزهر أحمد الطيب ووزير شؤون مجلس الوزراء في الإمارات محمد عبد الله القرقاوي ووزير الثقافة عماد أبو غازي إلى جانب وزير الأوقاف المصري وعدد من كبار المسؤولين من الإمارات العربية ومصر. وقال إمام الأزهر "نعتبرالمشروع بمثابة هدية غالية للأمة الإسلامية في هذه الليالي المباركات، حيث سيوفر هذا المشروع التقني المتطور القدرة للأزهر للوصول إلى أكبر عدد ممكن من طلبة العلم والباحثين والدارسين الراغبين في الاستفادة من مراجع الأزهر في أي مكان في العالم حيث أن المعاهد الأزهرية وحدها يصل عددها لأكثر من تسعة آلاف معهد تضم أكثر من نصف مليون طالب حول العالم". وقال القرقاوي أن فكرة المشروع جاءت خلال زيارة الشيخ محمد بن راشد للأزهر الشريف قبل عشر سنوات واطلاعه على المخطوطات وأمهات الكتب المحفوظة في الأرشيف، مما دفعه للبحث مع إمام الأزهر حينها في كيفية إتاحة الفرصة أمام جميع المسلمين للاستفادة من هذا الإرث الفكري الإسلامي القيم والكبير خدمة لطلاب العلم والعلماء وجميع المهتمين. وخلال الحفل أطلقت جامعة الأزهر -أول جامعة في العالم- مكتبتها الإلكترونية التي تحفظ أمهات الكتب ومراجع علمية قيمة عبر موقعها على الإنترنت، فاتحة بذلك ذراعيها للباحثين وطلبة العلم في العالم أجمع لتصفح قرون من الإنتاج العلمي والفكري الإسلامي. وقال المشرف العام على المشروع جمال بن حويرب إن "مشروع الأزهر يمثل نقلة نوعية في مجال حفظ المخطوطات، حيث إنه يعد الثالث من نوعه في العالم، وكذلك تعد مخطوطات الأزهر من نوادر المخطوطات الإسلامية والتي هي نتاج علمي لكثير من العلماء وطلبة العلم الأزهريين وغيرهم ممن رفدوا المكتبة بإبداعاتهم منذ إنشاء الجامعة التي تعد أول جامعة في العالم".