رفض الحزب العربى الناصرى إقامة الانتخابات البرلمانية قبل وضع دستور جديد للبلاد، والذى يشبه الأساس فى البناء والذى عن طريقه سيتم تحديد القواعد التى تنظم كل من العملية الانتخابية ونظام الحكم، وهو ما طالب به وأكد عليه سامح عاشور رئيس الحزب فى تصريحات سابقة، موضحا من خلالها أن أى انتخابات ستتم قبل وضع الدستور ستكون مزورة ولا تعبر عن ارادة الشعب، وأن الاستفتاء الذى تم فى مارس الماضى على التعديلات الدستورية تم محوه بالإعلان الدستوري الأخير، مشيرا إلي وجود معوقات كبيرة تقف أمام إجراء الانتخابات والتى تتمثل فى صعوبة تأمين صناديق الإنتخاب التى يصل عددها لنحو 46 ألف صندوق خاصة في ظل غياب الشرطة وعدم كفاية الفترة المتبقية لإجراء هذه الانتخابات. فيما أكد فاروق العشرى القيادى بالحزب العربي الناصرى ل"صوت البلد" أنه كان يتمنى حقيقة أن يكون الدستور أولا بواسطة جمعية تأسيسية سواء منتخبة أو مختارة على أساس فئوى من النقابات وأساتذة الجامعات والخبراء وفئات شعبية وممثلين عن العمال والفلاحين والطلبة، وتكون الجمعية منتخبة أو معينة بتوافق وطنى يرعاه المجلس العسكرى ونبدأ فى إعداد الدستور أو مشروع الدستور، ونقرأ المشروعات التى أعدتها بعض المجموعات ومنها اللجنة الشعبية للدستور التى أنتجت بالفعل مسودة كاملة للدستور وانتهت من صياغته وعرضته للوفاق الوطنى وتنتقل به الآن على مستوى المحافظات، والذى لا يشتمل على أى تمييز أو تعصب لأى اتجاه أو حزب معين وإنما هى مجموعة تضم خبراء من مختلف طوائف المجتمع، وأشار إلى أنه كان من الممكن أن يقوم آخرون بوضع مشروعات للدستور ويقومون بعرضها على الجمعية التأسيسية وعلى أساسه ستتحدد الأشكال القادمة للحياة السياسية والبرلمان أو إلغاء مجلس الشورى والمجالس القومية المنتخبة التى كانوا يضعون فيها الشاذلى والوزراء السابقين لكى يتحصلوا على مكافآت من دم الشعب. وأوضح بأنه كان يتمنى وضع الدستور أولاً حتى يأتى رئيس الجمهورية على مطالب محددة ويلتزم بها لا أن يشترك فى صنعها وناضلت من أجل هذه الرؤية، لكن أنا أرى أن الوقت قد داهمنا وسندخل فى صراع اجتماعى يفتت القوى ويدخلنا فى احتقان على المستوى الشعبى، لذلك فليكن ما يكن وندخل تجربة الانتخابات البرلمانية أولا ثم يتم تشكيل لجنة تأسيسية من خلاله على أن تضم خبراء فى هذا المجال يتم تشكيلها من المجلسين، لكن البديل هو الدخول فى صراع شعبى أنا أأبى أن تنتهى إليه ثورة 25 يناير ويجمد كل شىء ولا نكون قد تحصلنا على لجنة تأسيسية ولا على انتخابات برلمانية . وأشار إلى أن رأى الحزب الناصرى الواضح والذى تحدث عنه سامح عاشور رئيس الحزب، أن اللجنة التأسيسية أولاً، وبالتالي فلن نشارك فى عملية الانتخابات إذا جاءت الانتخابات قبل اللجنة. لكن رؤيتى تدخل من باب المواءمة لأننا لن ندخل فى صدام مع المجلس العسكرى أو مجلس الوزراء أو يحدث انقسام فى ثوار الميدان وسائر الميادين والقوى الشعبية على مستوى مصر، فأنا أخشى من التفتيت والصدام والتدمير أو الصراع مع المجلس العسكرى ومجلس الوزراء فأنا لا أريد الوصول لهذه النقطة. وعن اختلاف أعضاء الناصرى حول إقامة الدستور أولا، قال: أنا على علم بأن بعض أعضاء الحزب الناصرى بل غالبيته وغالبية الشعب الآن خائف، وكانوا يظنون أن قولهم "نعم" على مبدأ الإصلاحات فقط، ولم يعرفوا أنهم سيصوتون لما جاء فى الإعلان الدستورى الأخير، وكانوا يظنون أن موافقتهم على التعديلات فى الاستفتاء ستنتهى إلى لجنة تأسيسية من غير أن يدخل أعضاء مجلسى الشعب والشورى فيها بصفاتهم، لكن لا ينفردون بإعداد الدستور الدائم للشعب والثورة لا يعبر عن إرادة الثوار والإرادة الشعبية ويعبر عن ارادة الأحزاب التى ستستطيع دخول البرلمان وهم الإخوان المسلمون وفلول الحزب الوطنى وبعض الأحزاب الرأسمالية التى تستطيع أن تخوض المعركة، ولأن باقى الاحزاب الموجودة كلها غير مستعدة لخوض المعركة الانتخابية؛ فبالطبع حدثت خلافات فى الرؤى ولكنها لن تؤدى إلى تفتيت أو أى شىء من هذا القبيل لأن هذه رؤية سياسية وليست عقائدية أيديولوجية، وأنا أقول رأيى هذا لاعتبارات المواءمة بعد أن فاض الكيل بى وأكاد أكون قد يئست من المجلس العسكرى وأنا لا أقبل أن أدخل فى صدام مع المجلس العسكرى.