عندما ينتهي خطيب الجمعة من خطبته في أي بلد أو قطر عربي نراه يدعو الله عز وجل للرئيس وللملك وللأمير؛ بأن يحفظه من كل سوء وأن يرزقه الله البطانة الصالحة التي تدله على الخير وتحذره من الشر، وفي قول مأثور لأحد الأئمة الكبار يرى أنه إذا كانت له دعوة مستجابة لادخرها للسلطان أي لرئيس الجمهورية أو ملك البلاد حتى يقيم العدل بين الناس، ورغم هذه الدعوات التي لا تحصى ولا تعد على منابر مساجد العالم العربي والإسلامي، إلا أن هؤلاء الرؤساء لا يرحمون شعوبهم ولا تهتز لهم شعرة إذا تم قتلهم أو تعذيبهم أو رميهم بكل ما تطاله أيدي أمنهم أو جيشهم أو ما تيسر من بلطجيتهم وشبيحتهم الذين تربوا وترعرعوا في كنف ونعيم البطانة السوء التي يستعين بها هؤلاء أو تم عرض خدماتهم عليهم بأي شكل من الأشكال، على عكس ما في الغرب فلا يستعين رؤساؤهم ولا ملوكهم ولا أمراؤهم بأي بلطجي لقمع الشعب الغربي، وإنما يمكن الاستعانة بهم في قهر شعب عربي كما حدث في العراق من استعانة القوات الامريكية بشركة بلاك ووتر لقتل العراقيين والتنكيل بهم، وهذا لم يكن ليحدث لو أن من يحكمون في العالم العربي يحترمون شعوبهم ويعملون لهم حسابا، ولم يكن يجرؤ الآخرون على فعل أي شيء يضر بهذه الشعوب كما حدث في أفغانستان وباكستان واليمن والعراق، من دخول الطائرات بدون طيار لتعيث قتلا وتدميرا تحت سمع وبصر المسئولين هناك، كأنهم باعوا بلادهم وشعبهم لمن يستطيع مساندتهم ومساعدتهم على البقاء على كراسيهم أطول فترة ممكنة إلى ان يأتي أجلهم الذي لا يستطيعون هم ولا الدول الحامية لهم تأجيله أو تأخيره بما تملكه من عتاد وذخيرة وأجهزة مخابرات ومعدات إلكترونية على أعلى مستوى. ورغم كل هذا لم تستطع أجهزتهم ولا مخابراتهم التنبؤ بثورات الشعوب العربية ضد حكامهم الفاسدين والقتلة الذين لا يهتمون إلا بمصالحهم الشخصية فقط هم وأذنابهم من المقربين الشبيحة والبلطجية المتسربلين بثياب رجال الأعمال وأصحاب البدل والكرافتات غالية الثمن، المتصدرين للصفوف الأولى؛ تحسبهم ملائكة وهم من عتاولة ومردة شياطين الإنس الذين يوحون إلى الحكام بالفساد والإفساد والتكويش على السلطة والمال العام، وبجوارهم رجالهم من الشبيحة والبلطجية في ثيابهم الطبيعية دون رتوش أو ماكياج يحمونهم من غضبة الناس ومن ثورة الشعب بكل ما يستطيعون فعله فكله عندهم سواء، القتل والعاهات المستديمة والتعذيب كله من أجل الرئيس وبطانته وأهله يهون. ولكن مع يقظة الشعوب ونجاح ثورات مصر وتونس أظن أن لا عودة إلى تأليه الرئيس والإيذان بسقوط دولته من المنفعجية والبلطجية وزوالها إلى الأبد، فلا مكان في الدول العربية لبلطجي سمح لنفسه أن يكون عونا لهزيمة بلده وإهانة أهله من أجل حفنة من المال أو حصانة من الأمن.