زحام شديد واستهتار بتنفيذ قواعد الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي بين البائعين، هذا هو حال الأسواق العشوائية بشوارع منطقة "المنشية" بنطاق حي الجمرك بالإسكندرية، فرغم دخول الموجة الثانية لفيروس كورونا، إلا أن البائعين الذين افترشوا الطرق أمام المحال التجارية قد تحدوا الفيروس في ظل تكدس المواطنين لشراء احتياجاتهم من الأسواق. "صوت البلد" استطلعت آراء المواطنين المترددين على الأسوق بمنطقة المنشية، حيث أكد البعض على وجود التزام من قِبَل بعض البائعين؛ بارتداء الكمامات والتباعد فيما بينهم تجنبًا لانتشار العدوى بالفيروس، فيما قال آخرون أن هناك عدم التزام واضح بالإجراءات الوقائية، مطالبين بمزيد من الرقابة على الأسواق، وتنفيذ الإجراءات الاحترازية بحذافيرها. وقال أشرف صابر موظف: "ارتداء الكمامة شيء أساسي، حفاظًا على صحتي وصحة الآخرين، خاصة في الأماكن المزدحمة، لكن زي ما حضرتك شايف في الكثير من الباعة في السوق غير ملتزمين بتطبيق أي إجراءات وقائية أو تباعد فيما بينهم، ولازم يكون في حملات أكثر على الأسواق العشوائية، ومنطقة المنشية اللي إحنا واقفين فيها دلوقتي من أكثر المناطق ازدحامًا، خاصة عند منطقة زنقة الستات". وتساءلت آمال سالم مهندسة قائلة: لماذا كل هذا الاستهتار من جانب البائعين المفترشين للطرق والممرات بشوارع وأزقة منطقة المنشية؟ حيث لا يوجد التزام بمعايير الأمان وارتداء الكمامات الواقية أو التباعد الاجتماعي، وأردفت: "لازم نخاف على بعض، لكن من الواضح أنهم لا يخشون سوى من حملات شرطة المرافق، التي تطاردهم من حين لآخر، بينما لا يكترثون بأهمية المحافظة على قواعد الوقاية من فيروس كورونا". وقال حامد محمود أحد البائعين الذين يفترشون الرصيف بشارع "سعد زغلول": "بصراحة كده أنا سايبها على الله، وإذا كان مكتوب لي حاجة هشوفها، وروح بص على الناس في شارع "النصر" هتلاقي بشر فوق بعضها، كله بيشتري حاجاته، والبياعين بيستسهلوا، ومبيهتموش بكمامة ولا تباعد، ولما يتمسكوا ويتغرموا بخمسين جنيه، بيرجعوا يشتكوا وساعتها بيعرفوا إن الله حق". ومن جانبه أشار الحاج غريب فكري بائع متجول بشارع "الغرفة التجارية" إلى ضرورة ارتداء الكمامة والحفاظ على التباعد بين البائع والزبائن، وقال: "يا بيه زي ما حضرتك شايف، أنا حاطط الكمامة، ولابس جوانتي، لكن في بياعين مش مهتمة بالأمر، والأدهي من كده؛ إن في بياعين مش مصدقين موضوع كورونا ده من الأساس، والله دي حاجة تحزن وتجيب المرض، لأن لازم كلنا نخاف على بعض من العدوى". وأضاف عماد الوكيل، بائع متجول بشارع "سعد زغلول": "يا أستاذ الناس فوق بعضها في السوق الموجود في شارع "النصر"، ولا تقولي كورونا ولا يحزنون، ومن الآخر كده المخالف لابد يتحاسب، والله الخمسين جنيه الغرامة الفورية دي؛ مش كفاية المفروض تزيد عن كده، علشان الناس تخاف وترتدع، مش عارف إيه الهم اللي إحنا عايشين فيه ده". انتقلت عدساتنا إلى شارع "فرنسا" بمنطقة المنشية، والتقينا أم سمر، ربة منزل، والتي كانت تنتقي احتياجاتها من السوق، وقالت: "مش فاهمة تقصد إيه؟ آه قصدك البياعين.. لا يا فندم الناس هنا فيهم كده وفيهم كده، لأن في ناس بتخاف على عيالها وبيتها من العدوى، وعلشان كده بيلبسوا الكمامة، وبيحرصوا على التباعد ما بينهم وبين بعضهم، لكن طبعًا أنا بشوف بعيني بياعين آخرين لا بيهمهم حاجة وبيقولوا لما يحصل حملة تفتيش نبقى نلبس الكمامة، وهم ناس معندهمش أي اهتمام بصحتهم ولا صحة اللي حواليهم، وعلشان كده أعداد الإصابات بتزيد يوم بعد يوم". وأضاف عم شمس البنداري، أحد بائعي السوق العشوائي بشارع فرنسا، "صوابع إيدك مش زي بعضها، هتلاقي الكبير والصغير، وده نفسه هو الحال في أسواق المنشية، في ناس بتهتم بالإجراءات الوقائية والكمامة والتباعد الاجتماعي، وفي ناس تانية ولا بيهمهم أي شيء، وهما السبب في كل البلاوي السودة اللي بتحصل، إحنا بندعي ربنا يعدي الأيام دي على خير ويرفع عنا البلاء ويزيل الوباء".