أعلن تجار التجزئة وأقسام الشرطة والباحثون في مجال الجرائم الجنائية في الولاياتالمتحدةالأمريكية عن زيادة سرقات البضائع الضرورية للحياة اليومية مثل الأطعمة والمنظفات في كافة أنحاء الولايات. وكان الأمريكي جو بارك، الذي يدير سوقًا بالقرب من وسط مدينة واشنطن، لاحظ تحولًا مثيرًا للقلق في السوق، حيث كان يكتشف بارك يوميًّا على الأقل شخصًا يضع كيسًا من اللحم أو كيس أرز أو طعامًا آخر في قميص أو تحت السترة. كما بدأت الحفاضات والشامبو ومنظفات الغسيل بالاختفاء بأعداد أكبر أيضًا، وقال: "لقد أصبح الأمر أكثر صعوبة أثناء الوباء، سيقول اللص، لقد كنت جائعًا فقط. ثم ماذا تفعل؟"، حسبما أشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير. ووِفقًا لللتقرير، فإن الحوافز الحكومية التي حالت دون وقوع ملايين الأمريكيين تحت خط الفقر في وقت مبكر من الوباء قد ولت منذ زمن طويل، ولا تزال المساعدات الجديدة وعود يلوح في الأفق بعد شهور من تقاعس الكونغرس، بحسب الصحيفة، فكانت النتيجة هي مجموعة فرعية متنامية من الأمريكيين الذين يسرقون الطعام من أجل البقاء. ومع تفشي الوباء، ارتفعت عمليات السرقة بشكل ملحوظ وبمستويات أعلى مما كانت عليه في فترات الانكماش الاقتصادي السابقة، وفقًا لمقابلات مع أكثر من عشرة من تجار التجزئة وخبراء الأمن وإدارات الشرطة في جميع أنحاء البلاد. قال جيف زيسنر، الرئيس التنفيذي لشركة "Aegis" للأمن في أماكن العمل: "نشهد زيادة في الجرائم منخفضة التأثير، ليس هناك الكثير من الناس الذين يدخلون، ويمسكون بأجهزة التلفاز وينفدون من الباب الأمامي. إنه نوع مختلف تمامًا من الجريمة، إنهم يسرقون المواد الاستهلاكية والأشياء المرتبطة بالأطفال والرضع". مع النصائح التي قدمتها الحكومة الفيدرالية للأمريكيين بالاستعداد لفصل الشتاء الصعب وسط ارتفاع معدلات الإصابة بالفيروس التاجي وتوقف الانتعاش الاقتصادي تقريبًا، فإن التوقعات على المدى القريب قاتمة، بحسب الصحيفة. ويُشار إلى أنه هناك أكثر من 20 مليون أمريكي يتلقون شكلاً من أشكال مساعدات البطالة، وسوف ينفد حوالي 12 مليون صندوق من الإعانات في اليوم التالي لعيد الميلاد ما لم تتحقق إغاثة جديدة. وقال مساعدون في الكونغرس إنه على الرغم من أن المشرعين قد أحرزوا تقدمًا هذا الأسبوع بشأن مشروع قانون بقيمة 908 مليارات دولار، إلا أن التفاصيل لا تزال قيد الإعداد. بالتزامن مع ذلك، سيكافح ما يقدر بنحو 54 مليون أمريكي الجوع هذا العام، بزيادة قدرها 45% عن عام 2019، وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية. مع تقليص برامج المعونة الغذائية مثل "SNAP" و "WIC"، والمساعدات الفيدرالية الأخرى التي توشك على الانتهاء. ومع تسجيل الولاياتالمتحدة الآن أكثر من 150 ألف حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا يوميًا، تعيد بعض الولايات فرض القيود في محاولة لاحتواء الفيروس. قال فابيان تيبورسي، الرئيس التنفيذي لشركة "Compliant IA"، التي توفر برامج منع الخسارة لتجار التجزئة، إن مجال عمل الشركة تغير مع الوباء حيث أصبحت سرقة العملاء من المتاجر أكثر وضوحًا، خاصة في المناطق التي ترتفع فيها نسبة البطالة. وقال: "هناك علاقة تاريخية معروفة بين البطالة والسرقة، وهي صلة ترسخت في الولاياتالمتحدة أكثر من البلدان التي لديها شبكات أمان أكثر قوة مثل كندا وأستراليا". وتابع: "لقد ازداد انعدام الثقة لدي منذ أن بدأت أرى الناس يسرقون المتاجر كل يوم، أشاهد كاميرات المراقبة كثيرًا. إذا تركنا الكثير من الناس يسرقون، فسنضطر إلى الإغلاق". فيما قال بعض مديري المتاجر إنهم توقفوا عن استدعاء الشرطة لحالات سرقة صغيرة من المتاجر، حيث يرون أن الأمر لا يستحق الوقت أو الموارد، لا سيما عندما يقوم موظفو المتجر أيضًا بمسؤوليات جديدة مثل فحص درجة الحرارة وفرض متطلبات القناع، لكن الكثيرين يتخذون احتياطات إضافية. قالت أليكس البالغة ( 27 عامًا) إنها بدأت بالسرقة من المتاجر بشكل فعلي وهو أمر لم تفعله قبل الوباء، وأوضحت أنها تتحرك في المتجر دون أن يلاحظها أحد، وعادة ما تلتقط بعض الخضروات وتخفيها في حقيبتها عند الخروج. وأشارت أليكس إلى أنها لا تشعر بالذنب حيال ذلك، حيث أنها من الأشخاص الذين يخسرون الكثير في الظرف الحالي، في وقت يستفيد فيه جزء آخر من الوباء، مضيفة: "دعنا نقول فقط إنني لا أشعر بالسوء حيال أخذ طعام بقيمة 15 دولارًا أو 20 دولارًا عندما يكون جيف بيزوس هو أغنى رجل على وجه الأرض". وعلى صعيد آخر، أعلنت جامعة جونز هوبكنز الأمريكية أن إجمالي إصابات مرض فيروس كورونا ا في الولاياتالمتحدة تجاوز ال 16 مليونًا.