مهما بدت العائلات مستقرة والأسرة هادئة ، إلا أن المشاكل الزوجية تبقى هي القاسم المشترك بين كل البيوت، وأحيانا تتفجر هذه المشاكل، وأحيانا تختفي من على السطح، ولكن تبقى المشكلة التي تفجر معظم الخلافات الزوجية وهي هروب الزوج المستمر من منزل الزوجية بحجة الانشغال بالعمل. وكثيرا ما تشكو الزوجات من افتعال أزواجهن للمشاكل للهروب من المنزل بسبب أو بغير سبب، وغالبا ما يكون المبرر الذي يسوقه معظم الرجال ، لتبرير غيابهم لفترات طويلة عن المنزل هو انشغالهم بالعمل، لكن في بعض الحالات يكون هذا الانشغال المزعوم بالعمل هو مجرد قناع يخفي وراءه الأزواج السبب الحقيقي للهروب من المنزل ، بسبب حالة الروتين والملل التي تتحول لها الحياة الزوجية ، وبالتالي يؤدي هروب الرجل إلى إصابة الزوجة بالإحباط، وهو ما ينعكس على علاقة الزوجة بباقي أفراد أسرتها، ومن الممكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة سواء على الصحة النفسية للزوجة أو الأبناء، وقد يؤدي في نهاية المطاف لغرق مركب الحياة الزوجية. يؤكد الدكتور مجدي هاشم استشاري الطب النفسي أن الحياة العصرية أدت الى انشغال الزوج لفترات طويلة خارج البيت، لتحقيق أكبر قدر من النجاح وسط ضعوط الحياة التي تتطلب الوفاء بالتزامات مالية لا تنتهي خاصة مع حالة ارتفاع الأسعار التي تعصف بكل متطلبات الحياة في معظم المجتمعات العربية. ويشير إلى أنه في الإمكان أن يقسم الزوج وقته بين العمل وبين الأسرة، فاليوم يتكون من 24 ساعة ، وهذه الساعات يمكن أن تكون كافية للعمل والترفيه وقضاء وقت مع الزوجة والأبناء إذا أحسن الزوج تقسيم وقته وجهده على مدار اليوم، ولاشك أن بعض الأزواج يعانون من الفتور الزوجي أو ما يسمى بالملل بعد مرور فترة من الزواج، فيلجأون للهروب من هذه الحالة عن طريق الابتعاد عن المنزل لفترات طويلة بحجة الانشغال بالعمل، لتجنب مواجهة الزوجات قدر الامكان. ويؤكد د. هاشم أن هذا الهروب يدخل الزوج في حلقة مفرغة ليبرر غيابه المستمر عن المنزل، فتكثر الأكاذيب والحجج، وتزداد الفجوة بين الزوجين وتكبر المشكلة من فتور زوجي إلى نفور قد يؤدي إلى الطلاق. ويحذر من أن التعامل مع البيت كفندق يحدث عندما يعجز الزوج عن التفاهم مع زوجته ، وعندما تختفي نقاط التلاقي في الحوار بينهما، في إشارة إلى أن ذلك يحدث غالبا بسبب غياب الذكاء الاجتماعي لدى الزوج أو الزوجة أو حتى عند الطرفين. ويشدد على أنه من الضرورة على الرجل قبل أن يقدم على الزواج أن يعي جيدا أن الحياة الزوجية ليست مجرد حفل خطوبة يتبعه حفل زفاف فحسب، بل هي شراكة كاملة وحياة تقوم على التعاون بين الزوج والزوجة، مؤكدا على أنه لابد لهذه العلاقة أن تنمو على أسس قوية من تنازلات طواعية يقدمها كل طرف للطرف الآخر ، بهدف ارضاء كل شريك لشريكه. وفي نفس الوقت يؤكد د. هاشم أنه على الرجل أن يتذكر أن المرأة مخلوق ضعيف نفسيا ، ودائما في حاجة الى الاحساس بوجود زوجها الى جوارها لتلقي بهمومها عليه وتشعر بالأمان لوجوده بجوارها، وهو عندما يتركها ولا يحضر للبيت إلا للحصول على احتياجاته من طعام وشراب وراحة فإنه يسئ إلى أحاسيسها بدرجة عالية وقد تتعرض لأزمات نفسية تصل في بعض الحالات إلى حالة مرضية قد تضع الزوجة في دائرة الإصابة المحتملة بالاكتئاب، لأن الزوجة ترى في زوجها المخلوق الوحيد المختص بحمايتها وتدريجيا تفقد ثقتها فيه وفيمن حولها واذا استمرت معه لأجل الأولاد فقد تتحول لانسانة عصبية مريضة تحتاج للتدخل النفسي . ومن ناحيتها تؤكد الدكتورة مديحة الصفتي، أستاذ علم الاجتماع، على خطورة البعد الاجتماعي للمشكلة، مؤكدة أن معظم الرجال بسبب الظروف الصعبة التي يمر بها المجتمع في الوقت الحالي ينشغلون بأعمالهم عن واجباتهم الزوجية ، ويبررون تخليهم هذا بأعباء الحياة العصرية التي تأخذهم من منازلهم، معتبرة أن من يرتكب مثل هذا الخطأ يرتكب خطأ كبيرا ، نتيجة ما تعتبره بقلة وعي وسوء تفسير الحياة العصرية التي تعني بالأخذ بسبل التقدم في كافة المجالات، وليس الاهتمام بالعمل على حساب تربية الأولاد والعناية بالأسرة، و تكشف الدكتورة مديحة الصفتي عن جانب آخر من جوانب المشكلة الاجتماعية، وهي أن معظم الرجال يخشون الفشل في العمل بينما لا يعبأون بالفشل الأسري طالما لم يصل الأمر للطلاق. وتؤكد الصفتي أنه طالما أن الانسان أقدم على تكوين أسرة فعليه القيام بمسئولياته تجاهها، فكما أن للزوج الحق في بيت منظم وهادئ ففي المقابل عليه العناية بأسرته ومشاعر زوجته، مؤكدة على أن البيت عندما يصبح فندقا يسبب مشاكل كثيرة للزوجة والأولاد لأن الفراغ العاطفي قد يدفع الزوجة لعدم الاهتمام ببيتها وأولادها، فيتحول الأمر إلى أن البيت لا يصبح فندقا فحسب، بل يتحول إلى مجرد مأوى لا يرقي إلى لوكاندات الدرجة العاشرة، بلا ادارة ولا خدمات ولا مسئوليات وذلك بعد أن يتخلى كل طرف من طرفي العلاقة الزوجية عن مسئوليته تجاه الطرف الآخر وتجاه باقي الأسرة. وتشير إلى أنه كثيرا ما نسمع هذه الأيام عن مصطلح "البيوت السائبة" في إشارة إلى البيوت التي لا يحكمها ضابط ، ولا رابط بعد أن تتفكك العلاقة العاطفية بين الزوجين ويصبح كل شخص منها في وادي والطرف الثاني في وادي آخر، حيث تشير د.الصفتي إلى أنه بالتحليل ثبت أن الرجل يلعب دورا كبيرا في دفع الأمور الى هذا المنزلق. إن الأسرة نواة المجتمع ولو فسدت النواة سيعاني المجتمع كله ، وعلى الزوج أن يعرف أن محافظته على كيان أسرته ومراعاته لمشاعر زوجته جزء من محافظته على الجبهة الداخلية للمجتمع ككل. خدمة ( وكالة الصحافة العربية ) مهما بدت العائلات مستقرة والأسرة هادئة ، إلا أن المشاكل الزوجية تبقى هي القاسم المشترك بين كل البيوت، وأحيانا تتفجر هذه المشاكل، وأحيانا تختفي من على السطح، ولكن تبقى المشكلة التي تفجر معظم الخلافات الزوجية وهي هروب الزوج المستمر من منزل الزوجية بحجة الانشغال بالعمل. وكثيرا ما تشكو الزوجات من افتعال أزواجهن للمشاكل للهروب من المنزل بسبب أو بغير سبب، وغالبا ما يكون المبرر الذي يسوقه معظم الرجال ، لتبرير غيابهم لفترات طويلة عن المنزل هو انشغالهم بالعمل، لكن في بعض الحالات يكون هذا الانشغال المزعوم بالعمل هو مجرد قناع يخفي وراءه الأزواج السبب الحقيقي للهروب من المنزل ، بسبب حالة الروتين والملل التي تتحول لها الحياة الزوجية ، وبالتالي يؤدي هروب الرجل إلى إصابة الزوجة بالإحباط، وهو ما ينعكس على علاقة الزوجة بباقي أفراد أسرتها، ومن الممكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة سواء على الصحة النفسية للزوجة أو الأبناء، وقد يؤدي في نهاية المطاف لغرق مركب الحياة الزوجية. يؤكد الدكتور مجدي هاشم استشاري الطب النفسي أن الحياة العصرية أدت الى انشغال الزوج لفترات طويلة خارج البيت، لتحقيق أكبر قدر من النجاح وسط ضعوط الحياة التي تتطلب الوفاء بالتزامات مالية لا تنتهي خاصة مع حالة ارتفاع الأسعار التي تعصف بكل متطلبات الحياة في معظم المجتمعات العربية. ويشير إلى أنه في الإمكان أن يقسم الزوج وقته بين العمل وبين الأسرة، فاليوم يتكون من 24 ساعة ، وهذه الساعات يمكن أن تكون كافية للعمل والترفيه وقضاء وقت مع الزوجة والأبناء إذا أحسن الزوج تقسيم وقته وجهده على مدار اليوم، ولاشك أن بعض الأزواج يعانون من الفتور الزوجي أو ما يسمى بالملل بعد مرور فترة من الزواج، فيلجأون للهروب من هذه الحالة عن طريق الابتعاد عن المنزل لفترات طويلة بحجة الانشغال بالعمل، لتجنب مواجهة الزوجات قدر الامكان. ويؤكد د. هاشم أن هذا الهروب يدخل الزوج في حلقة مفرغة ليبرر غيابه المستمر عن المنزل، فتكثر الأكاذيب والحجج، وتزداد الفجوة بين الزوجين وتكبر المشكلة من فتور زوجي إلى نفور قد يؤدي إلى الطلاق. ويحذر من أن التعامل مع البيت كفندق يحدث عندما يعجز الزوج عن التفاهم مع زوجته ، وعندما تختفي نقاط التلاقي في الحوار بينهما، في إشارة إلى أن ذلك يحدث غالبا بسبب غياب الذكاء الاجتماعي لدى الزوج أو الزوجة أو حتى عند الطرفين. ويشدد على أنه من الضرورة على الرجل قبل أن يقدم على الزواج أن يعي جيدا أن الحياة الزوجية ليست مجرد حفل خطوبة يتبعه حفل زفاف فحسب، بل هي شراكة كاملة وحياة تقوم على التعاون بين الزوج والزوجة، مؤكدا على أنه لابد لهذه العلاقة أن تنمو على أسس قوية من تنازلات طواعية يقدمها كل طرف للطرف الآخر ، بهدف ارضاء كل شريك لشريكه. وفي نفس الوقت يؤكد د. هاشم أنه على الرجل أن يتذكر أن المرأة مخلوق ضعيف نفسيا ، ودائما في حاجة الى الاحساس بوجود زوجها الى جوارها لتلقي بهمومها عليه وتشعر بالأمان لوجوده بجوارها، وهو عندما يتركها ولا يحضر للبيت إلا للحصول على احتياجاته من طعام وشراب وراحة فإنه يسئ إلى أحاسيسها بدرجة عالية وقد تتعرض لأزمات نفسية تصل في بعض الحالات إلى حالة مرضية قد تضع الزوجة في دائرة الإصابة المحتملة بالاكتئاب، لأن الزوجة ترى في زوجها المخلوق الوحيد المختص بحمايتها وتدريجيا تفقد ثقتها فيه وفيمن حولها واذا استمرت معه لأجل الأولاد فقد تتحول لانسانة عصبية مريضة تحتاج للتدخل النفسي . ومن ناحيتها تؤكد الدكتورة مديحة الصفتي، أستاذ علم الاجتماع، على خطورة البعد الاجتماعي للمشكلة، مؤكدة أن معظم الرجال بسبب الظروف الصعبة التي يمر بها المجتمع في الوقت الحالي ينشغلون بأعمالهم عن واجباتهم الزوجية ، ويبررون تخليهم هذا بأعباء الحياة العصرية التي تأخذهم من منازلهم، معتبرة أن من يرتكب مثل هذا الخطأ يرتكب خطأ كبيرا ، نتيجة ما تعتبره بقلة وعي وسوء تفسير الحياة العصرية التي تعني بالأخذ بسبل التقدم في كافة المجالات، وليس الاهتمام بالعمل على حساب تربية الأولاد والعناية بالأسرة، و تكشف الدكتورة مديحة الصفتي عن جانب آخر من جوانب المشكلة الاجتماعية، وهي أن معظم الرجال يخشون الفشل في العمل بينما لا يعبأون بالفشل الأسري طالما لم يصل الأمر للطلاق. وتؤكد الصفتي أنه طالما أن الانسان أقدم على تكوين أسرة فعليه القيام بمسئولياته تجاهها، فكما أن للزوج الحق في بيت منظم وهادئ ففي المقابل عليه العناية بأسرته ومشاعر زوجته، مؤكدة على أن البيت عندما يصبح فندقا يسبب مشاكل كثيرة للزوجة والأولاد لأن الفراغ العاطفي قد يدفع الزوجة لعدم الاهتمام ببيتها وأولادها، فيتحول الأمر إلى أن البيت لا يصبح فندقا فحسب، بل يتحول إلى مجرد مأوى لا يرقي إلى لوكاندات الدرجة العاشرة، بلا ادارة ولا خدمات ولا مسئوليات وذلك بعد أن يتخلى كل طرف من طرفي العلاقة الزوجية عن مسئوليته تجاه الطرف الآخر وتجاه باقي الأسرة. وتشير إلى أنه كثيرا ما نسمع هذه الأيام عن مصطلح "البيوت السائبة" في إشارة إلى البيوت التي لا يحكمها ضابط ، ولا رابط بعد أن تتفكك العلاقة العاطفية بين الزوجين ويصبح كل شخص منها في وادي والطرف الثاني في وادي آخر، حيث تشير د.الصفتي إلى أنه بالتحليل ثبت أن الرجل يلعب دورا كبيرا في دفع الأمور الى هذا المنزلق. إن الأسرة نواة المجتمع ولو فسدت النواة سيعاني المجتمع كله ، وعلى الزوج أن يعرف أن محافظته على كيان أسرته ومراعاته لمشاعر زوجته جزء من محافظته على الجبهة الداخلية للمجتمع ككل. خدمة ( وكالة الصحافة العربية )