في السينما، تمثل الأفلام التاريخية حلقة وصل بين التوثيق الفني وإعادة تصور الماضي، حيث تدمج بين الحبكة الدرامية المتقنة والديكوباج البصري الذي يعيد الحياة إلى عصور مضت. هذه الأعمال السينمائية لا تكتفي بعرض الأحداث كما وقعت، بل تسعى إلى تشخيص التجارب (...)
تُعَدُّ الكتابة السينمائية نقطة الانطلاق لأي فيلم، فهي بمكانة البنية التحتية التي ينبني عليها العمل الفني. غير أنّ هذا النص الأولي، مهما بلغ من الإحكام والإبداع، يظلّ قابلاً للتحولات الجذرية التي قد تعيد تشكيل معناه ورسائله خلال عملية الإنتاج.
إن (...)
ماذا لو أن زمن القصة أصبح بطلًا في الفيلم؟ ماذا لو كان بمقدور الزمن أن يتحرك للخلف، أو يلتف على نفسه، أو يقفز بنا من لحظة إلى أخرى دون تفسير؟ هكذا، تأخذنا السينما إلى عوالم لا تقيدها قوانين الزمن؛ حيث تتجاوز حدود السرد التقليدي لتصبح اللعبة الزمنية (...)
يعدّ الهالوين واحداً من أكثر الاحتفالات الشعبية انتشاراً، لا سيما في الثقافات الغربية، حيث يُحتفل به في ليلة 31 أكتوبر. ومؤخراً بدأت بعض الدول العربية تشهد احتفالات مشابهة، خاصة في المجتمعات التي تتسم بالتنوع والانفتاح الثقافي لديها.
يعود تاريخ هذا (...)
ليس هناك شك في أن الحديث عن السينما المصرية، التي كانت لعقود طويلة جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية المصرية والعربية، يُعد بمثابة حديث عن فن عظيم كان -يومًا ما- يتصدر المشهد الثقافي والفني في العالم العربي. لقد ارتبطت السينما المصرية بوجدان الأمة، (...)
لم يكن يعلم، وهو يودعها بنظرة أخيرة قبل أن ينطلق إلى ساحة المعركة، أن تلك اللحظة ستصبح ذكرى محفورة في قلبها إلى الأبد. غادر ليؤدي واجبه المقدس في الدفاع عن الوطن، غير مدرك أن الحرب ستفصله عنها للأبد. آلاف الشباب مثله تركوا خلفهم أحبتهم وأحلامهم، (...)
عندما تُذكر السينما في مصر، تتجه الأنظار مباشرة إلى الإسكندرية، المدينة التي كانت شاهدة على أول عرض سينمائي في البلاد عام 1896، لتصبح ثاني مدينة في العالم تعرف شاشات السينما، وذلك بعد عام واحد فقط من أول عرض في باريس. تلك اللحظة لم تكن مجرد بداية (...)
لنتأمل السينما المصرية، تلك التي بدأت بلونين لا ثالث لهما، الأبيض والأسود. هذا الأبيض الذي لا نعرف أين يبدأ، وهذا الأسود الذي لا نعرف كيف ينتهي. تلك الشاشة الكبيرة التي رأينا فيها وجوهنا، حياتنا البسيطة، رأينا فيها الضحك الذي يرافقه الحزن دون أن (...)
في اللغة العربية، يحمل التعبير "بين السماء والأرض" في معناه الحرفي دلالة على ذلك الفراغ الشاسع الذي يفصل بين العلو المتمثل في السماء، وبين الأرض التي تعبر عن الثبات والمكان الذي يقف عليه الإنسان. هذا الفراغ، في جوهره، يُمثل حالة من التعليق أو (...)
في حقبة الستينيات، كانت مصر تعيش مرحلة من التحولات العميقة التي لم تقتصر فقط على الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية، بل امتدت أيضًا إلى الفنون والآداب، و-بالطبع السينما-. في تلك الفترة، كانت السينما المصرية في أوج عطائها، وكانت الكوميديا تحتل مكانة خاصة (...)
في عالم الأدب، الذي يُبنى على الكلمة والحوار، قد يبدو غياب الكلمات وكأنه نقص، أو فجوة ينبغي ملؤها. ولكن، في العديد من الحالات، يكون الصمت هو العنصر الأكثر تأثيرًا، وقد يحمل معانٍ وأبعادًا تتجاوز ما يمكن للكلمات التعبير عنه. إن الصمت في الأدب ليس (...)
تخيل لحظة تحول فيها سطور الكتب إلى مشاهد حية تتحرك أمام عينيك، حيث تنبض الكلمات بالحياة وتتحول الصفحات إلى أزقة وشوارع وميادين يسير فيها الأبطال والشخصيات الخيالية. في هذه اللحظة، يُرفع الستار ليكشف عن عالم جذاب حيث يتداخل الأدب مع السينما، (...)
في عالم الفنون الأدائية يكمن سر عميق يتحدى قوانين الواقعية ويفتح الباب على مصراعيه لعالم الخيال، إنه "الجدار الرابع"، ذلك الحاجز الخفي الذي يفصل العرض عن الجمهور ويشكل نقطة تلاق بين الخيال والواقع. في السينما، نجد أن كسر هذا الجدار يفتح أبواباً لا (...)
في الستينيات من القرن الماضي، شهدت مصر مرحلة حافلة بالاضطراب والنهضة، لتصبح تلك الحقبة بمثابة "العصر الذهبي للسينما"، والذي تداخلت فيه التحولات الاجتماعية والسياسية مع أروقة الفن السينمائي.
في هذا الوقت، وتحت قيادة الرئيس جمال عبد الناصر، لم تكن (...)
في أروقة السينما التسجيلية المصرية، يسطع اسم هاشم النحاس كرمز يعبر عن الانتقال من التوثيق البسيط إلى التحليل العميق للواقع الاجتماعي والثقافي بأسلوب فني متقن، ولأن الفن يسعى دوماً إلى تحقيق التواصل والتعبير العاطفي، فإن هاشم النحاس، ببراعته الفنية (...)
في الحادي والعشرين من يونيو، حين تنحني الأيام نحو الصيف بكل ما فيه من وعود بالأيام المشرقة، تتجدد في مصر وغيرها من الأقطار العربية ذكرى يوم الأب، ذلك الركن الأساسي في بنيان الأسرة، فهو القوة والسند في الأزمات والراعي الأول لأبنائه، وهو الشخص الذي (...)
بين دهاليز السينما والتلفزيون، حيث ترصد الكاميرات كل ركن من أركان الحياة، وفي عالم الفن الغني بالتنوع، والذي تتداخل فيه الأفكار والمشاعر والثقافات كأمواج بحر عاتية، يظهر سلوك إنساني عميق الجذور يعكس جوهر النفس البشرية؛ إنه الشغف بإعادة المشاهدة، (...)
منير مراد .. ذلك الراعي الرسمي لأغاني المناسبات في البيت المصري. فإذا كان للفن المصري عظماء يجسدون روحه ويعبرون عن آلامه وأفراحه، فإن منير مراد يقف -بلا شك- في الصفوف الأولى من هؤلاء العظماء. لقد كان حبي لمنير مراد منذ طفولتي حبًا مغلفاً بالانبهار، (...)
في عالمنا المعاصر، حيث تتسابق اللحظات كأنها وميض برق، وحيث تلهث الأرواح وراء كل جديد ومبتكر، يبرز إلى الساحة الفنية نوعٌ جديد من السينما، يطلق عليه "أفلام الومضة". فن أفلام الومضة والذي يُعرف بالإنجليزية باسم "Flash Film" أو أحيانًا يُطلق عليه (...)
لقد وقف العالم مشدوهًا أمام جائحة كوفيد-19 التي فرضت نفسها كقوة مدمرة ليس فقط للاقتصاد العالمي بل وللثقافات والفنون، وعلى رأسها السينما التي شهدت تحولات جذرية أعادت صياغة مفهوم الفن السابع وطرق تقديمه واستهلاكه. فبعد الجائحة، لم تعد السينما كما كانت (...)
في مسيرة الحياة، التي تتشابك فيها أضواء العلم بأسرار الفن، تجلت على الدوام تلك العلاقة المعقدة بين الإبداع البشري وما صنعت يد الإنسان من آلات وأدوات، حتى وصلنا إلى عصر الذكاء الاصطناعي، ذلك العصر الذي بات فيه السؤال المحوري: هل العلاقة بين الفن (...)
عبر التاريخ، تتجلى قوة المرأة المصرية في قصص ومواقف ملهمة. شامخة كأهرامات الجيزة، وراسخة في الأرض الطيبة، تنبض بالحياة والعطاء. تأتي مناسبة اليوم العالمي للمرأة ، والذي يوافق الثامن من مارس في كل عام ، لنقف في هذه المحطة تقديراً لتلك الشخصية الفريدة (...)
في الرابع عشر من نوفمبر من كل عام، تتحول الشوارع إلى لوحات فنية تضج بالألوان الحمراء، حيث الورود والهدايا والرموز التي تعبر عن الحب. يوم الحب، أو "Valentine's Day" كما يُعرف في أغلب دول العالم، هو احتفالاً يُظهر مدى الحب والتقدير بين الأحباء (...)
في الغمر العميق للتاريخ الموسيقي المصري، تتلألأ شخصية السيد درويش البحر كنجم لامع يضيء سماء الموسيقى العربية. وُلد في أحضان الإسكندرية في السابع عشر من مارس عام 1892، وكانت تلك البداية الواعدة لمسيرة فنية استثنائية.
منذ صغره، أُيقظت أوتار الفن في (...)
في متاهات الحياة، حيث يتشابك الوجود الإنساني بخيوط علاقات لا تُعد ولا تُحصى، يُجابه الإنسان، هذا الكائن الاجتماعي بطبعه، لحظات مفصلية تكشف عن مسارات الضعف والقوة في حياته.
في هذه الرحلة العاطفية العميقة، يُمكن أن تتخذ النفس دروبًا تؤدي إلى خيانتها، (...)