مع تعاظم وضوح حدة التناقضات فى حركيات الشأن العام الدولى، خاصة فيما يتعلق بمعايير حقوق الإنسان، وبإنفاذية سيادة القانون، يتصاعد الحس باللايقينية عند الجميع، أفرادا، وكيانات، وشعوبا. ولأن تفاقمات اللايقينية قد تخطت عتبات الاستحمال، فقد انخفض بشدة (...)
إذا كانت تداعيات «7 أكتوبر» قد نبهت إلى حدة عورات النظام الدولى، فالأكثر أهمية أن هذه العورات قد نجمت عن تراكمات مزمنة من الانحرافات الدولية، الأمر الذى يدل على قدر حاجة الشأن العام العالمى إلى تصحيح أوضاع النظام الدولى. من هنا، يجتهد الطرح الحالى (...)
بعد أن كشفت أحداث غزة الضخامة المتناهية لعورات النظام الدولى، صار التساؤل الأكثر انتشارا فى العالم: «وماذا بعد؟ أى: ماذا بعد الانكشاف الكبير للاصدقية هذا النظام؟»
فى هذا الخصوص يسعى الطرح الحالى للنظر فى المخرجات الفكرية لأحداث غزة، وقدر علاقتها بما (...)
يطل علينا من وقت لآخر مخطط بمسمى «اليوم التالى»، والذى يعنى ترتيبات إسرائيل (وحلفائها) لأوضاع غزة (والمقاومة الفلسطينية) بعد توقف إطلاق النار.
تكمن إشكالية هذا المخطط فى لاصدقيته، حيث صناعه هم أنفسهم القائمون على الإبادة الجارية فى غزة. وبالتالى، (...)
بالرغم من أن انتفاضات الجامعات الأمريكية قد جذبت (وما زالت تجذب) انتباه عموم الناس فى كل أرجاء العالم، إلا أن مكانتها، فى ضوء انعكاساتها الممكنة على الأوضاع الأمريكية والدولية، تستدعى الإبحار أكثر وأكثر فى معانيها ومستقبلياتها.
لقد ضمت هذه (...)
أدت «7 أكتوبر» وتتابعاتها إلى انكشاف عورات النظام الدولى. مع الصلابة العظيمة للمقاومة الفلسطينية فى غزة، والصمود الرهيب لأهلها برغم شراسة الإبادة الجماعية، حدث إيقاظ للرأى العام العالمى. عندها صارت غزة منصة كبرى للإدراك الشعبى العالمى للحق (...)
تمهيد: «7 أكتوبر» من المقاومة إلى شق مجرى دولى جديد
صدقت إشارة «جوتيريش» سكرتير عام الأمم المتحدة لضرورة فهم حركية المقاومة الفلسطينية فى 7 أكتوبر 2023 كرد فعل لتراكمات الممارسات الإسرائيلية الإرهابية، الخارجة على القانون الدولى، طوال عقود (...)
«7 أكتوبر».. هل تمثل مفاجئة؟
التفكير بشأن مسارات ما بعد «7 أكتوبر» يحتاج للإدراك بأن هذا الحدث لم يكن بالكامل مفاجأة، الأمر الذى يرجع إلى سببين، أحدهما يختص بمنظومية المقاومة الفلسطينية، بينما يتعلق الآخر بمتغيرات فى التحدى الذى يواجه الشعب (...)
أولا تعقيدية الإشكالية: لأن الشأن العام فى أى مجتمع هو المجال الناجم عن التفاعلات البينية لكل الكيانات التى يضمها هذا المجتمع (بشر ومؤسسات وموارد.. إلخ)، فإن حوكمته، بمعنى المتابعة المنظومية/ المنتظمة لانضباطه وتحسينه (بالرأى والشفافية والمساءلة)، (...)
عندما تتعدد الظواهر المُجَسِّدة لرجوعية المجتمع إلى الوراء، مقارنة بالذات، أو بالآخر، يكون الشأن العام أقرب إلى "خرابة" يغرف منها المرتزقة، من داخل البلاد أو من خارجها (علاقة الشأن العام بحركية الزمن – الشروق – 16 أغسطس 2023).
فى هكذا حالة، يفتقد (...)
تمهيد: عن حركية الزمن:
(يتعاظم الاختلاف فى الشعور بالزمن بين الإحساس الجماعى للإنسان فى مجتمع متقدم، وللإنسان الآخر فى مجتمعات الجنوب. عادة، عند المتقدمين يتحرك البشر وينتجون أسرع من تحرك عقارب الساعة، فيشعر الإنسان هناك بتقلص الزمن Time (...)
عندما يتشارك الناس فى الاهتمام بأمور تهمهم جميعا معا، فإن هذه الأمور فى مجملها تصنع ما يعرف بالشأن العام. لاهتمام الناس بالشأن العام سمتان أساسيتان؛ أولهما تخطى الأفراد لقضاياهم الشخصية، وثانيهما أنه (أى الاهتمام) يأتى من الجميع بصرف النظر عن (...)
مؤخرا، عندما دعتنى جماعة الرواد العريقة، فى إطار تعاونها مع وزارة الثقافة، للتحدث عن «ثورة 25 يناير فى الميزان»، وافقت على الفور، إذ أحس بانتمائى لهذا الحدث، برغم عدم مشاركتى فى صنعه، حيث بدأت علاقتى به باستشرافه، سنوات قبل حدوثه. جرى ذلك أكثر من (...)
منذ لحظة بزوغ الدعوة الرئاسية للحوار الوطنى أحسُ به فرصة للتحول إلى الأحسن، وبأن قدومه ليس بالضرورة انعكاسا لعوامل خارجية. لقد رأيت فى هذه اللحظة مدخلا لمعالجة القلق (من القلق المجتمعى إلى الحوار الوطنى والعكس الشروق 2 يوليو 2022)، ولإتاحة الحوار (...)
فى تناول سابق بزغ التساؤل: «هل لو كانت الظروف قد سمحت بالحوار فى أوقات سابقة (منذ 2012 وحتى 2018) كان من الممكن أن تستفحل المشكلات الاقتصادية إلى ما وصلت إليه؟» (من القلق المجتمعى إلى الحوار الوطنى.. والعكس الشروق 2 يوليو 2022).
وبينما ينطلق التساؤل (...)
تماما، وكما جاء فى طرح سابق (من القلق المجتمعى إلى الحوار الوطنى.. والعكس الشروق 2 يوليو 2022)، الحاجة قصوى لحوار وطنى، ليس فقط بسبب تعملق الأزمة الاقتصادية، ولكن أيضا بالاعتبار لجملة الأسباب التى ساهمت فى نشوئها وفى زيادة الحساسية لمخاطرها.
أما (...)
لحظة بزوغ الدعوة الرئاسية للحوار الوطنى كانت لحظة فارقة عند عموم الناس فيما يتعلق بإشكالية «الكلام فى السياسة». قبلها كان التحسب (الباب اللى يجيلك منه الريح سده واستريح). بعدها تسارعت التساؤلات والحوارات فى الظهور. بمعنى آخر أثبتت هذه اللحظة «عطش» (...)
برغم تطور الإدارة بالاعتماد على تقنيات التواصل والمعلوماتية والذكاء الاصطناعى، إلا أن الفكر الإدارى ذاته، صار يرجع بأوضاعها إلى الوراء.
لم يأت هذا الرجوع فجأة، فقد كان فى مرمى الاستشراف.
هنا تعود الذاكرة بكاتب هذه السطور إلى مقال بعنوان «العلماء (...)
إذا كانت الأوضاع الأمريكية قد أفصحت مؤخرا عن جائحة السلوكيات «الترامباوية»، فمن شأن ما شهده السباق الرئاسى الأخير من تناقضات، وما قاد إليه من إدراكات، توليد أوضاع واستشرافات غير تقليدية. ذلك يستدعى الاجتهاد فى التعرف على ما يلى:
أولا تضاريس شخصية (...)
بعد أن صرنا كعرب «فى هوا الرجعية سوا»، مما نعانيه من متضادات وتناقضات مزمنة قاسية ترجع بنا إلى الوراء، كما ورد فى تناول سابق، فإن التنقيب عما يمكن أن يساهم فى تصحيح أوضاعنا ومستقبلياتنا، بحيث نتحول إلى التقدم، يصبح حاجة عظمى، ومُلحة.
وعليه، فهذا (...)
«لا يمكن التوصل إلى حل لأى مشكلة بالاعتماد على نفس مستوى الوعى الذى أوجد هذه المشكلة». صدرت هذه المقولة البليغة، والتى تمثل مفهوما استراتيجيا بالغ الأهمية، عن أحد أعظم علماء القرن العشرين ألبرت أينشتاين (1879 1955).
الأهمية العملية لهذا المفهوم (...)
منذ أكثر من عامين أشرنا إلى أن تعويم الجنيه المصرى ليس هو المسئول عما شهدته مصر وقتها من موجة جديدة لأزمات الدواء، وأن هذه الأزمات مزمنة على مدى عقود سابقة. وفى نفس الوقت عرضنا المداخل الممكنة لاستنهاض الشأن الدوائى المصرى [أحوال مصرية أكتوبر 2016 (...)
عندما يتصاعد منسوب المعرفة السياسية، الأمر الذى كانت قد جرت منذ فترة الإشارة إلى حدوثه عند عموم المصريين فى مقالات سابقة، فإن حركية المعرفة السياسية تتزايد.
وباعتبار أن الظروف والمتغيرات المتعلقة بكليهما (منسوب المعرفة وحركيتها) تؤثر فى الآخر، وأن (...)
إذا كانت ظاهرة «تصاعد منسوب المعرفة السياسية عند عموم المصريين» قد استحقت فى تناول سابق الإشارة إلى «معناها»، و«تلقائيتها»، و«مظاهرها»، فإن التمعن فى تبعاتها ومخرجاتها من المنظورين الأخلاقى والمستقبلى يصير ضرورة.
أخلاقيا، لهذه الظاهرة «منافع» ممكنة (...)
قبل السياقات التى أدت إلى 25 يناير 2011، لم يكن لدى الإنسان المصرى العادى اكتراثا جادا بالشأن السياسى، إلا لدواعٍ وطنية كبرى، على غرار العدوان الثلاثى (1956) وانتفاضة أحكام الطيران (1968).
أما فيما بعد 25 يناير، وبفعل ما تلى من تطورات وتناقضات، فقد (...)