لا يمكن للأدب الحديث أن يكون إيجابياً، انه سلبي أداته النفي والنقض وهو فضلاً عن ذلك صدامي ونقدي وكاشف للتناقضات والمفارقات. الأدب الإيجابي ليس زمانه الآن فمنذ بدأ الفكر مساره النقدي والعدمي لم يعد الأدب سوى فاضح هادم متقص للحقائق نابش لها. الأدب (...)
وليام س. بوروز واحد من أعلام بيت الجيل الأدبي الأميركي الذي انفجر في الولايات المتحدة شعراً ورواية، الجيل الذي مثّل تحدياً صارخاً لليبوريتانية الأميركية والذي قدم على مستوى الحياة ومستوى النتاج الأدبي معاً تشكيلة متلاحمة. الأدب عارم صدامي على مستوى (...)
"قربان سعيد" الاسم المذكور لمؤلف رواية «علي ونينو» على غلاف الرواية ليس حقيقياً. هذا لا يعني أن اسم المؤلف وكذلك سيرته معروفان. ليس «قربان سعيد» الاسم الوحيد الذي تسمى به المؤلف فقد ادعى اسما آخر هو «أسعد باشا». لقد عمّى على اسمه وعلى سيرته فمن هو (...)
الصوت الرخيم الجياش بالحنو الذي كان يعرف كيف يشحن وهو يتلوها بإيقاعاتها ولحنها وصداها فتكون حقاً «لغته الجميلة»، وتكون حقاً إنشاده المسائي والصباحي. الصوت يتهدج ويترجح ويبوح ويناجي فيما تقاسيم الوجه وصفحة الخد وبريق العينين تطفح جميعها بالعبارة (...)
يمكن للمرء أن يبدأ، كما يفعل كثيرون، من العنوان فيتساءل بعد قراءة رواية خورخه فولبي الضخمة التي تتعدى الخمسمئة صفحة «سجل الخديعة»؟ أين هي الخديعة، وفوراً يتراءى له أن ليس أمامه سوى شبكات متداخلة من «الخديعة»، فخورخه فولبي في روايته يعرض كل شيء، (...)
نسأل عن مصائر أحلام عاشت فوق الخمسين عاماً، ترى نسيتها الانتفاضات الأخيرة أم حادت عنها. ترانا فقدناها وفقدنا معها ذاكرة كاملة، أم أن الانتفاضات بدأت ممّا قبلها، بدأت من حيث فاتها أن تبدأ. لم يعد التحرير ولا التحديث ولا الاشتراكية ولا الوحدة ولا (...)
أمكنة كثيرة. تركيا، لبنان، سوريا، سوريا في لبنان، أزمير، ماردين، إسطنبول، بيروت، دمشق. رواية ايمان حميدان «خمسون غراماً من الجنة» التي صدرت عن دار الساقي أيضاً تضم أرمن واتراكاً في لبنان وأقليات لبنانية، ثم انها تتحرك في الزمن، تتأخر فيه وتتقدم. (...)
كريستا فولف التي رحلت من وقت قريب. هي من كبار روائيي المانيا مثلها في ذلك مثل غونتر غراس، والفارق أن كريستا فولف عاشت واشتهرت في ألمانيا الشرقية، المانيا الشيوعية ولم تغادرها إلى الغرب كما فعل كثيرون. لها لذلك تاريخ مختلف عن ذلك الذي كان لأدباء (...)
أمين معلوف اسم عالمي، وبإقرار جائزة الشيخ زايد باعتباره شخصية العام الثقافية يضاف إلى هذه العالمية بعد عربي، فالكاتب الذي نال غونكور ودخل إلى الاكاديمية الفرنسية، وصاحب ليون الافريقي وصخرة طانيوس والهويات القاتلة والتائهون هو بالتأكيد لبناني عربي (...)
أزمة الصحافة التي تشمل الصحافة كلها تكاد تكون صامتة، إذ ان الضجة التي تتصاعد حولها هي أقرب إلى ان تكون خرساء. انها تنكسر في الضجيج العام ولا ترتفع الا لتعود فتتبدد بدون أن يتردد صداها أو يبقى لها، على الأقل هذا الصدى. أزمة الصحافة قد تكون انذاراً (...)
يمكننا ان نلقي ضوءاً على هدى بركات وجيلها الروائي والأدبي. لم تكن رواية حجر الضحك مجرد رواية. كانت بالتأكيد مع أخريات صدرت في أوقات متقاربة لروائيين لبنانيين قطيعة في الرواية وربما في الأدب اللبناني. لقد ولدت الرواية من المدينة وكانت من قبل تصدر عن (...)
عاش جورج طرابيشي حياته كلها يتعلم ويعلّم، كان هكذا نموذج المثقف الذي لا يتوقف عن الدرس، المثقف الذي يهاجر من مجال إلى مجال من حقل إلى حقل ومن موضوع إلى موضوع. حتى أننا ونحن نلاحظه لا نعرف أنه اقتصر على جانب أو انحصر في رقعة، ما يفعله طرابيشي هو أنه (...)
منذ أن كان في قاعة واحدة في الحمراء إلى أن استقر في بيال، المعرض حدثنا الثقافي الأبرز، مهما كانت أحواله وأياً كان مستواه. بدأ بائساً ومزدحماً لكنه كان حدثنا. وعلى مدار سنيه التي تخطت الخمسين ظل يكتسي وينشط ببطء شديد. لكن كل عام كان يضيف جديداً، (...)
حين ظهرت لقطات لعاصي الرحباني وفيلمون وهبي ونصري شمس الدين على الشاشة في الفقرة الأخيرة من الحفل الفيروزي على أدراج قلعة بعلبك، التم التصفيق، الذي ظل طيلة العرض مشتتا ومتفرقا وسريعا في مدة واحدة متواصلة وحارة. غمر الجمهور بالتأكيد في هذه اللحظة تيار (...)
دخل إلي غرفته وأغلقها عليه. لم ينظر إلي ساعته لكنه لم يحطمها. لقد شاء باستمرار أن يكون لائقاً. أحبَّ فقط أن يكون رقيقاً، أراد أن يكون خفياً ووحده يطلق العنان لسخريته. يلقي في وجه الكون ذرة خبث يستحقها. يرمي كلمة سوداء عارمة بالضحك. في الخارج كان حتي (...)
لم أقرأ روايات حسن داوود فحسب بل حضرت ولادتها تقريباً واحدة تلو الأخري، هكذا تيسر لي أن ألاحظ كيف كانت عمارته الروائية ترتفع عملا بعد عمل بقدر من الضبط والتجريب المتأني والحفر البطيء، بحيث يمكن قياس كل رواية بالنسبة إلي سابقاتها ورؤيتها كحلقة (...)
حرب النجوم بأجزائه كلها ملحمة لا تختلف كثيراً عن الملاحم العظيمة السابقة، نجد فيها الجمال حيث المركبات الفضائية بل نجد الديناصورات أو شبهها ترعى فيها. هنا لا زمن محركاً. كل الأزمنة مجتمعة، بل الماضي العريق والمستقبل حاضران ليس على المستوى التقني (...)
لا نعاني من قلة الجوائز في العالم العربي فهي لحسن الحظ في ازدياد وأرقامها المالية تزداد أيضا فلكية، لكن أكثرها يمنح ويوزع في هدوء فلا يسأل أحد عن استحقاق الفائز ولا تؤاخذ اللجنة المانحة ولا يتحرى أحد أسماء اعضائها أو يدقق فيهم، ولا تحاكم الحوافز (...)
السفير: 10/10/2008
الشيخ المنجّد يريد ان يقيم الحد على ميكي ماوس، يفتي بإعدامه لأن الفئران من جند الشيطان. انها مناسبة لن تفوت »أهل العقل« العرب، فثمة الآن ما يوجب غضبهم واستياءهم. هدف سهل وجولة مضمونة ولا بأس من أن يلقي كل منهم بحجر. أما حجتهم (...)