دخلت مدرسة المحلة الثانوية بنين فى أوائل الستينيات من القرن الماضى، وفى نهاية الصف الأول، رأيت لوحة كبيرة فى مدخل البوابة الرئيسية مغطاة بالزجاج وبداخلها مكتوب بالزيت وبخط أنيق الطالب المثالى على المدرسة: جار النبى السيد الحلو تقافز بعض زملائى (...)
الشاب النحيل يبتسم وهو يزيل الشعر عن جسدى بماكينة دقيقة وحانية، كنت ارتجف ليس من البرد، أغسطس لم يرحل بعد، بل قلبى كاد يطير منى للمرة الأخيرة، لكننى أمسكت به حين هاجمتنى عيونهم بالرجاء: لا تمت يا أبى.
كنت مجرد عصا يستندون عليها أو رأى لا يؤخذ به، (...)
الشاب النحيل يبتسم وهو يزيل الشعر عن جسدى بماكينة دقيقة وحانية، كنت ارتجف ليس من البرد، أغسطس لم يرحل بعد، بل قلبى كاد يطير منى للمرة الأخيرة، لكننى أمسكت به حين هاجمتنى عيونهم بالرجاء: لا تمت يا أبى.
كنت مجرد عصا يستندون عليها أو رأى لا يؤخذ به، (...)
لا تخلو ثقافة من الثقافات من شخصية «جحا»، تلك الشخصية التى تتسم حينا بالحكمة، وآخر بالظُرف، وبالحمق أحيانا، فيجعل كل موقف من حكاياتها مقبولا ومبررا، وأحيانا مقنعا،
وتلك هى التركيبة السحرية لشخصية جحا التى تجعل القاضى يلجأ لحكمته، حين يظهر ليكون (...)
سمعت صوت جرس الباب الحاد القصير، دسست قدمي في الشبشب، وهرولت. لما فتحت الباب طالعتني سيدة عجوز بشعر مصبوغ بالأسود تتكئ على عصا، قلت: أهلاً. قالت بصوت سمعته في قديم الزمن: رفيق.
رغم وجهها المكرمش كانت ابتسامتها عذبة ودودة. قلت: اتفضلي.
مشت بتؤده وحرص (...)
»اخترت الطريق الذي يناسبني«
بهذه الكلمات البسيطة بلور الأيب جارالنبي الحلو مجمل تجربته. لم يكتب سوي ما يشعر به.. تمسك بالبقاء بمدينته المحلة الكبري، رغم أن جميع الأصدقاء تركوه ورحلوا، بقي هناك وعبر عن مدينته في رباعية خالدة: حلم علي نهر، حجرة فوق (...)
وضعت كوب الشاي علي إفريز البلكونة، كنت قرفان، وقفت أطل علي الشارع الضيق، زيكو ابن ياسمين يخبط الكرة الجلد في الجدار المقابل بلا توقف، وأمه تطل من شباك الكشك والموبايل علي أذنها وبعد كل خبطة كرة تضحك ضحكة عالية، انتهت ظاهرة السيدات والفتيات اللائي (...)
أمين المكتبة
ذات شتاء بعيد وأنا تلميذ فى مدرسة المحلة الثانوية، خطوت بفضول باتجاه مكتبة المدرسة، ولى علاقة سابقة بالكتب سواء مكتبة أبى التراثية أو مكتبة أخى بكر الحديثة. مسحت حذائى، ثم دخلت، استقبلنى بابتسامة واسعة. كنت ضئيلاً بين هذا الكنز الضخم، (...)
يا يحيى .. ها أنت تشملنى بحبك وتهبنى الفرح، كما منحتنا قصصك المصرية ذات الذائقة المتميزة، المعجونة بموهبتك الفذة، وكما كنت تفرحنى حين تهبط على حجرتى فوق السطح ، أو كلما كنت تلف بى القاهرة مشياً ونسهر فى المقاهى حتى يطلع الصبح ، الآن تهبنى الفرحة (...)
أخذتنى رواية "ملحمة السراسوة" لأحداث وقعت على بعد قرنين كاملين من الزمان، وأتابع فرحا رحيل موسى السرسى من منوف إلى القاهرة ذات فجر بعيد ليصبح شيخ الأزهر الجليل الذى افتتح ملحمة الرحيل لهذه العائلة، تجولت بين أراضى السراسوة ومعاصرهم ومطاحنهم، وعشت مع (...)
يحدث أحياناً أن يفقد الشخص الثقة فى الأصدقاء، ويتلفت حوله فلا يجد زملاء حتى الذكريات تزيد حدة الحزن، ويكاد الشخص ينسى وجوه عمره الماضى، ويشعر أنه مثل طائر عجوز حط فوق شجرة جرداء ذات غروب بارد. يا ساتر!
هذا ما حدث لى منذ شهور، انزويت، عضضت شفتى حزناً (...)
عفريت أول: العائلة انتبه جيدا لحكاية جد جدي هكذا يقول الأب لابنه الكبير قبل أن يطفيء النور, ويتمدد علي الكنبة مبحلقا بعينين لامعتين في ظلمة السقف, يعقد ذراعيه فوق صدره, فيما الابن الكبير يجلس علي الكرسي الخشبي وقد ضم كعبيه لبعضهما, (...)
عفريت أول.. أتمنى لو أنساك
البيت ذو الطوابق الثلاثة يسكنه الهدوء، وبعض الأغنيات الخفيفة عن الحب تنطلق من حجرة سهير، التى تتقلب على جنبيها وهى تفكر بالذى وعدها بالزواج وأنه آت مع الأب والأم ليطلب يدها.
رفضت الأم أن تزوج ابنتها آخر العنقود لولد (...)