تتجه أنظار العالم اليوم الثلاثاء 6 نوفمبر تجاه الولاياتالمتحدةالأمريكية لمعرفة من هو مارد البيت الأبيض هل هو باراك أوباما الرئيس المنتهية ولايته و المرشح الديمقراطي أم ميت روميني حاكم ماساتشوستس السابق و المرشح الجمهوري؟ وسط هذ المتابعات المختلفة حول العالم تجاه بلاد العم السام لا يفوتنا أن نتجه نحو الرأي الفلسطيني الذي يُعد رمانة الميزان في الانتخابات الأمريكية خاصةً و أن هناك العديد من الفلسطينيين يحملون الجنسية الأمريكية المقيمين في رام بالضفة الغربية و الذين أداروا ظهورهم في الانتخابات الأمريكية الحالية حيث ذهب عدد قليل للقنصلية الأمريكيةبرام الله لفقدان الثقة في المارد القادم للبيت الأبيض سواء كان أوباما أو روميني لأن اللوبي الصهيوني بمثابة كارت ضغط على المؤسسات الأمريكية في تحويل مسار الانتخابات مثلما يريد اللوبي الصهيوني في إحداث فوارق هائلة بين المرشحين الجمهوري و الديمقراطي حسب موقف كل مرشح تجاه اليهود عامةً و إسرائيل خاصةً نظرًا للقوة الهائلة التي يمتلكها اليهود على المستوى الإعلامي ، الاقتصادي ، السياسي ، الفني حيث يمتلك اليهود في أمريكا مفاتيح السينما في هوليوود و كل من يفكر في محاربتهم يباد بممحاة الصهيونية مثل ما حدث لمارلون براندو الذي هاجم الهيمنة الصهيونية في تحكمها بالأمور في هوليوود فكان عقابه الإساءة إليه بتهم مشينة. تلك الطريقة هي الأداة المصغرة في الفن و الكبيرة في السياسة لتحديد مسار الأمور في أمريكا على جميع الأصعدة مما يعطي إنطباعًا متشائمًا للرأي الفلسطيني في أن كلاهما أسوأ من بعضهما سواء كان أوباما أو روميني لأن كل الدعايا الانتخابية للمرشحين متجهة نحو إسرائيل و علامة فارقة في تحديد بوصلة الفوز لمن يقدم الوعود و الضمانات و التسهيلات للكيان الصهيوني في توغله المستمر بالمنطقة. هناك بعض الأصوات الفلسطينية الحاملة للجنسية الأمريكية تتجه نحو أوباما لأنه أقل سوءًا من روميني لما يتسم به من الدبلوماسية المرنة في التعامل مع الطرفين العربي و الإسرائيلي حسب اتجاه الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه أوباما و حسب ما تم من خلال سابقيه من نفس الحزب كجيمي كارتر الذي سعى لحل الصراع العربي الإسرائيلي و تم التوصل لحل جزئي من خلال كامب ديفيد بين مصر و إسرائيل عام 1978 و 1979 و بيل كلينتون الذي نجح في الوصول لحل بين الفلسطينيين و إسرائيل عامي 1993 و 1994 باتفاقيتي غزة أريحا و أوسلو بين عرفات و رابين و بيريز و محاولته لعمل اتفاقية كامب ديفيد ثانية عام 2000 بين إيهوت باراك و ياسر عرفات و لكن لم تتم المعاهدة لخلافات بين الطرفين. أما بالنسبة لروميني فهناك رفضًا فلسطينيًا له لوعوده المكثفة و التي إتضحت بشكل كبير في المناظرة الأخيرة و كانت كفة روميني نحو القضية الفلسطينية متفوقة ب49% مقابل 42% لأوباما مما يعطي جرس إنذار بحدوث أية مفاجأت في الأيام القادمة إلى جانب أسبقية التجارب الخاصة برؤساء الحزب الجمهوري في تعاملهم مع القضية الفلسطينية مثل موقف ريتشارد نيكسون عام 1973 في إنقاذ إسرائيل أثناء حرب السادس من أكتوبر بمدها بالجسر الجوي و الأقمار الصناعية التي تكشف المواقع المصرية لحفظ ماء وجه إسرائيل تلبيةً لصرخة جولدا مائير (إنقذوا إسرائيل) و موقف ريجان في إنحيازه للجانب الإسرائيلي و كذلك جورج بوش الأب و جورج بوش الإبن مما يؤكد على الرفض الفلسطيني لروميني. و السؤال الذي يطرح نفسه هو : هل هناك مفاجأت للمرشحين ما بين الأصوات الفلسطينية و الصهيونية في تحديد الفائز في الانتخابات و لمن الرجحان في كفته؟