في خضم المنافسة الشرسة بين المرشح الديمقراطي و الرئيس الحالي باراك أوباما و المرشح الجمهوري ميت روميني حيث تتأرجح النسب و تتفاوت التوقعات حول من سيكون المارد المنتظر بالبيت الأبيض هل الرئيس الحالي أم رئيس جديد؟ حيث كانت الكفة ترجح دائمًا كفة الرئيس الحالي بحكم الخبرة عدا ثلاث مرات المرة الأولى عام 1976 حيث أخفق فورد أمام كارتر و الثانية إخفاق كارتر عام 1980 أمام ريجان و الثالثة إخفاق بوش الأب عام 1992 أمام كلينتون ، فهل من الممكن أن يكرر روميني للمرة الرابعة ما سبقه إليه أسلافه؟ لكي يفوز روميني كحال أي انتخابات بضرورة توفر أوراق اللعب الخاصة به كمرشح لتجعله فرس الرهان في الفوز بسباق الرئاسة أمام المارد الأسمر باراك أوباما و الأوراق التي يلعب بها روميني ترتكز على إرضاء إسرائيل التي زارها ثلاث مرات خلال خمس سنوات إلى جانب علاقته الوطيدة ببنيامين نتنياهو بصداقة قاربت الأربعون عامًا منذ عام 1976 أثناء عملهما سويًا في أحد المكاتب الإستشارية ببوسطن علاوةً على إعلانه في زيارته الأخيرة يوليو الماضي برعايته لجعل القدس عاصمة إسرائيلية و نقل مقر السفارة الأمريكية بتل أبيب إلى القدس علاوةً على جمعه تبرعات لحملته الانتخابية من خلال فندق الملك داود بالقدس مقابل وعوده لإسرائيل. ما يصبو إليه روميني بتوطيد العلاقة مع إسرائيل هو أن يحمي بلاده من قدوم إيران على حرب نووية قد تؤدي إلى حربًا عالمية ثالثة و هذا ما جعله ينتقد أوباما على ضعف العلاقة مع نتنياهو مما يدعم موقف إيران فيما تعتزم فعله على حد قوله ، مما جعله يؤكد على دعمه الملاحظ بتصريحه بوجود خروقات ثقافية و اقتصادية بين الفلسطينيين و الإسرائيليين كناية على عنصرية بينة. تعهد لإسرائيل بممارسة الضغوط على مصر في ظل وجود الإخوان المسلمين في سدة الحكم بالضغط على مصر من خلال المعونة الأمريكية ككارت ضغط لعدم التغيير ببنود المعاهدة مع إسرائيل و منع تحول إيران لدولة نووية و اللجوء للحلول العسكرية ضد الهجمات التي تتعرض لها السفارات و القنصليات الأمريكية منتقدًا سلبية أوباما تجاه الهجوم على القنصلية الأمريكية ببنغازي و مقتل السفير الأمريكي هناك دلالة على تقلص مكانة أمريكا على المستوى العالمي و خاصةً في منطقة الشرق الأوسط. ركز روميني على فشل أوباما في حل القضية السورية حيث تراق الدماء يوميًا هناك مما جعله يصرح بأنه في حالة فوزه سيدعم الفصائل السورية بالأسلحة لوضع نهاية لتلك المأساة التي من الممكن أن تزداد دون توقف بوجود طبعة جديدة لتجربة تنظيم القاعدة لحركة طالبان بأفغانستان أثناء صراعها مع الاتحاد السوفيتي على مدار عشر سنوات. ركز روميني على تشجيع جيرانه بأمريكا اللاتينية بدعم العلاقات مع الولاياتالمتحدة لمواجهة فكر هوجو شافيز الفنزويلي و الأخوين كاسترو بكوبا بدعم العلاقات في الأمن ، الطاقة و التجارة. فشل أوباما الاقتصادي في حل الأزمات الاقتصادية ببلاده قد تجعل كفة روميني الأرجح لأنه رجل أعمال ناجح ساهم في إنقاذ شركات عديدة تولى إدارتها من الإفلاس و الإنهيار علاوةً على توليه منصب حاكم ماساشوستس من عام 2003 حتى عام 2007 و لم يتقدم للترشح فترة ثانية و كانت له بصمة هامة في التوقيع على قانون الإصلاح الخاص بماساشوستس للاهتمام بالرعاية الصحية عن طريق الإعانة المالية إلى جانب أنه عمل على تخفيض الصرف و زيادة الأجور و أزال عجزًا متوقعًا بحوالي مليار و نصف مليار دولار. فهل كفاءة روميني الاقتصادية سترجح من كفته أم عنصريته السياسية قد تؤدي لخسارته ليودع حلم دخول للبيت الأبيض؟!