سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مناظرات الرئاسة الأمريكية ... بوصلة دخول البيت الأبيض حققت مفاجئة عالمية بفوز " كنيدى " على " نيكسون " فى أول مناظرة تليفزيونية
- هفوة "فورد" التليفزيونية بإستعداء روسيا أوقعته أمام " كارتر "
- فصاحة " كلينتون " أسقطت أسهم "بوش" الأب
مرت جولتان من المناظرة القائمة بين ميت روميني المرشح الجمهوري و الرئيس الأمريكي باراك أوباما المرشح الديمقراطي و الطامح للفوز بولاية ثانية في الانتخابات الأمريكية لكي يكون أول أفرو أمريكي يفوز بالرئاسة لولايتين متتاليتين ، نجم عن المناظرة الأولى فوز ميت روميني بالإعجاب الشعبي له لفصاحته المتفوقة على أوباما بينما جاءت الجولة الثانية لصالح أوباما الذي بات متحفزًا متحمسًا لتعويض الإخفاق الذي وقع بين براثنه في المرة الأولى. عالم المناظرات عالم مثير و كبير و مشوق حيث تكون الهفوة نقطة تحول في خسارة مرشح و كلمة تكون إبرة البوصلة للفوز أو الخسارة حسبما يتلقاها الجمهور و تهضمها العقول و تاريخ المناظرات الرئاسية في الولاياتالمتحدةالأمريكية بدأ أول مرة عام 1858 بين السيناتور ستيفن دوجلاس المرشح الديمقراطي و إبراهام لينكولن المرشح الجمهوري للفوز بمقعد في انتخابات الكونجرس الأمريكي و التي انتهت بفوز لينكولن و احتلاله مقعدًا بالكونجرس الأمريكي و في المرة الثانية عام 1860 دخل لينكولن مرشحًا للرئاسة الأمريكية عن الجمهوريين و وجد أمامه مرشح الديمقراطيين مرةً أخرى ستيفن دوجلاس الذي أيد تجارة الرقيق و رفع شعار العنصرية لعدم امتلاك السود مزارع و منازل كالبيض مما حمس البعض لتأييده بينما جاء لينكولن ليقول : ألم يخلق الله الناس متساوين؟! فرد البعض : نعم فقال: إذن لماذا لا نلتزم الدستور و حقوق الإنسان ؟! ألا نستطيع أن نفعل ذلك فردد المعظم: بل نستطيع أن نفعل ذلك. هنا نجح لينكولن في أن يفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية و ليكون نقطة تحول في تاريخ أمريكا بإلغائه تجارة الرقيق و تحرير العبيد و انتصر على الولايات الجنوبية المؤيدة لتجارة الرقيق في الحرب الأهلية الأمريكية. مناظرة ستيفن دوجلاس و إبراهام لينكولن في عام 1960 كان الحدث الأهم بإجراء أول مناظرة تليفزيونية بين السيناتور جون كيندي المرشح الديمقراطي و نائب الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور ريتشارد نيكسون المرشح الجمهوري فكان التركيز لم يكن على الفصاحة و البلاغة و الطلاقة في الرد و التعبير بل كان كيندي يبدو أنيقًا وسيمًا جذابًا في مظهره و ملبسه أما نيكسون فكان يبدو عليه التعب و الإرهاق و عدم الاهتمام بمظهره حيث كان مرتديًا بذلة غامقة اللون بجانب أنه كان متعبًا بسبب وقوعه على الأرض من الإرهاق لمشاغله الانتخابية و مكوثه في المستشفى مدة ليست بالقليلة على الرغم من تفوقه في المناظرة الإذاعية أما المناظرة التليفزيونية فكانت من نصيب كيندي ليفوز بالرئاسة الأمريكية كأصغر رئيس حتى الآن حيث كان عمره 42 سنة. مناظرة كنيدى و نيكسون 1960
رفض الرئيس ليندون جونسون عام 1964 المرشح الديمقراطي إجراء مناظرة مع السيناتور باري قولد ووتر المرشح الجمهوري و فاز ليندون جونسون في الانتخابات و في عام 1968 رفض نائب الرئيس ليندون جونسون هيوبرت همفري مناظرة نيكسون لكن نيكسون فاز ، في عام 1972 رفض نيكسون إجراء مناظرة مع السيناتور جورج ماكقفورت المرشح الديمقراطي و فاز نيكسون. في عام 1976 رفض الرئيس جيرالد فورد المرشح الجمهوري مناظرة السيناتور جيمي كارتر حاكم ولاية جورجيا في البداية لكنه قبل بعد ذلك بسبب ما عُرف بمرحلة الشفافية بعد فضيحة (وترجيت) عام 1974 التي أقالت ريتشارد نيكسون عام 1974 حينما كان فورد نائبًا له و ما تسبب في خسارة فورد المناظرة كلمة أعتبرها الجمهور الأمريكي هفوة حينما قال ( الاتحاد السوفيتي لن يهيمن على أوروبا الشرقية مادمت رئيسًا للولايات المتحدةالأمريكية).
مناظرة فورد و كارتر 1976 في عام 1980 حدثت مناظرة بين الرئيس الأمريكي جيمي كارتر المرشح الديمقراطي و السيناتور رونالد ريجان المرشح الجمهوري و نتيجة للأزمة الأمريكية الإيرانية التي فشل في حلها الرئيس جيمي كارتر حول أزمة الرهائن الأمريكيين المحتجزين بإيران أثناء الثورة الإيرانية الإسلامية علاوةً على خبرة ريجان في مواجهته للكاميرا حينما كان نجمًا هوليوديًا شهيرًا استطاع أن يحسم الصراع لصالحه ليكون مارد البيت الأبيض رقم 40 في تاريخ الرئاسة الأمريكية و ليحتفظ بمنصبه للمرة الثانية عام 1984 حينما أصاب هدفًا قاتلاً في مرمى منافسه الديمقراطي والتر موندييل بالرد على سؤاله بأن سنه الكبير 73 سنة قد يعوقه في أداء مهامه كرئيس للولايات المتحدة قائلاً: لا أريد أن يكون السن قضية انتخابية و لهذا لن أتحدث عن صغر سن موندييل و قلة خبراته و قلة تجاربه. مناظرة بين ريجان و كارتر 1980
في عام 1988 جرت مناظرة بين نائب رونالد ريجان جورج بوش الأب و السيناتور مايكل دوكاكيس، حاكم ولاية ماساتشوستس و فاز بوش الأب ليكون الرئيس رقم 41 حيث أقترب للناس كرجل شعبي عن منافسه الذي قدم نفسه كمثقف مما جعل الناس تنظر لمن يقترب منها لا من يقدم لها فلسفات و نظريات تكون الحاجز بين الحاكم و شعبه. في عام 1992 كانت المناظرة القوية بين الشباب و الخبرة فالشباب ممثلاً في بيل كلينتون و الخبرة ممثلةً في جورج بوش الأب فكان كلينتون يتحدث عن المستقبل و الغد و الأمام و النظرة البعيدة لما هو أفضل أما بوش فكان يتحدث عن الماضي و حرب الخليج لدرجةً أن بوش نظر لساعته كناية عن سئمه المناظرة مما أوقعه في هفوة كانت الحاسمة لكلينتون ليكون الرئيس رقم 42 لأمريكا و ليحتفظ بمنصبه للمرة الثانية عام 1996 بعد فوزه على منافسه الجمهوري (بوب دول) الذي كان نائبًا لنيكسون في ولايته الأولى (1968 – 1972). مناظرة بين كلينتون و بوش الأب 1992
في عام 2000 كان ألجور المرشح المثقف و بوش الإبن المرشح الشعبي فكانت كفة الشعب في صالح من يداعب أوتارها كما حدث مع بوش الأب و ليحتفظ بوش الإبن بمنصبة مرةً ثانية معوضًا إخفاق أبيه حينما وعد الشعب بمحاربة الإرهاب و يتفوق على نظيره كيري المرشح الديمقراطي عام 2004. في عام 2008 تقع مناظرة قوية بين السيناتور باراك أوباما المرشح الديمقراطي و السيناتور جون ماكين المرشح الجمهوري لنجد المناظرة تنم عن أوباما كثير الكلام و ماكين قليل الكلام ، أوباما مشاكس و ماكين هاديء ، أوباما فصيح جدًا و مفوه أما ماكين أقل فصاحة و كان عسكريًا ، أوباما متحمس و ماكين سيناتور عجوز فكانت الكفة متجهة نحو أوباما بناءً على تلك الاختلافات البينة بين الطرفين ليكون أول أفرو أمريكي يفوز برئاسة أمريكا عام 2008 و يكون الرئيس رقم 44 في التاريخ الأمريكي فهل يستطيع أوباما في مناظرات أخرى مع روميني أن يحتفظ بمنصبه و رقمه في البيت الأبيض لعام 2012 أم للأقدار أراء أخرى؟! حالة مداعبة لماكين أثناء مناظرته الثالثة مع أوباما 2008