لم يعرف العالم مناظرات الرئاسة الا عام1860 وبالتحديد في الولاياتالمتحدة وكانت بين إبراهام لينكولن عضو الكونجرس الجمهوري والسيناتور ستيفن دوجلاس الديمقراطي وكان الموضوع الرئيسي فيها هو تجارة وامتلاك الرقيق بينما بعد ذلك بمائة عام جرت أول مناظرة رئاسية تليفزيونية بين السيناتور الديمقراطي كيندي ونائب الرئيس الجمهوري نيكسون وبسبب هذه المناظرة التي فاز بسببها كنيدي حدث التحول في رؤية الناس للمرشح, فبدلا من التركيز علي فصاحة اللسان والاسئلة المثيرة المغلفة بالاتهامات ومناقشة القضايا الكبري صار التركيز علي منظر الشخص وطريقة حديثه وأصبحت قاعدة أن الظهور التليفزيوني هو القشة التي تحسم مصير المرشح!! ورغم غلبة الشكل علي المضمون في مزاج الشعب الامريكي بسبب التدخل التليفزيوني إلا أن الأمر لا يخلو من طرح قضايا مهمة من عينة الحرب علي الارهاب والكساد الاقتصادي ومستقبل البلاد!..!.. وإذا كان ذلك ما يحدث عندهم فإن ما نراه عندنا شيء آخر فقد تخيل مسئولو القنوات الفضائية أن الدخول في هوجة المناظرات اثبات لتأثيرها أو أن مجرد اقتباس مثل هذه الأشكال الإعلامية من دول عتيدة في الديمقراطية سيمنح الانتخابات المصرية نفس الدرجة من الشفافية والنزاهة بينما يعلم المقدم أو صاحب القناة أن تاريخه مع المرشح الفلاني وارتباط مصالحه معه قبل وبعد الثورة يجعل هذا المرشح مطمئنا الي أنه لن يسأل أي سؤال فيه إحراج أو اتهام أو أن يظهره علي حقيقته وهذا ما رأيته وأنا أتابع مناظرة علي إحدي القنوات, فقد كاد يقول المرشح لمحاوره اخرس والا فضحتك, فالأمر تبدو فيه البدائية والركاكة والطبطبة وعدم الجدية والتصنع في حضور جمهور يصفق عمال علي بطال لمرشحه وهو ما يذكرني ببرامح اوائل الطلبة زمان ولا يستثني من ذلك إلا القليل خاصة علي قناة النهار. المزيد من أعمدة ايمن المهدى