تدخل مصر مرحلة جديدة وهي أول انتخابات رئاسية بعد الثورة، وسواء اتفقنا او اختلفنا على موقفنا منها لكنها بلا شك تعد مرحلة جديدة تظهر فيها بعض رتوش وملامح الممارسات الديموقراطية، بإعتبارها او انتخابات تعددية حقيقية تشهدها مصر، وسيشهد العالم كله أولى المناظرات الرئاسية بين المرشحين على الفضائيات قريبا وفي السطور القادمة نحاول إلقاء الضوء على أهم المناظرات الرئاسية والمواقف التي اثرت وغيرت وساعدت ربما بعض المرشحين وقضت على مستقبل آخرين. نبدأ بأول مناظرة رئاسية منقولة تليفزيونيا وكانت في عام 1960 وقد شهدها 80 مليون شخص في وقتها حول العالم وكانت بين الرئيس الأمريكي جون كنيدي وريتشارد نيكسون، وقد ظهر فيها كنيدي كعادته يشبه نجوم السينما ومستعينا بأدوات التجميل وقد بدا شابا وواثقا من نفسه، في حين ظهر نيكسون بشكل طبيعي من دون أي تجميل، وهو الذي عرف عنه انه متحدثا لبقا كان يتصبب عرقا تحت حرارة إضاءة التصوير وعلى الرغم من محاولاته ان يبدو متماسكا إلا أن كنيدي كان صاحب حضورا طاغيا يومها. وفي العام 1967 كان هناك مناظرة أخرى بين جيرالد فورد وجيمي كارتر أدت لفقدان فورد شعبية كبيرة في استطلاعات الرأي التي تلت هذه المناظرة، بسبب تصريحات وصفت بالغبية فظهر أقل كثيرا من نظيره كارتر وكان فورد قد صرح " أنه لا وجود لما يسمى بالهيمنة السوفيتية على أوروبا الشرقية طالما ظلت البلاد تحت إدارة فورد" وقد إنتهى به الأمر بأن تراجع عن تعليقه. وفي عام 1980 دخل جيمي كارتر المناظرة متصدرا طبقا لاستطلاعات الرأي قبلها، لكن ريجان أحتل الصدارة بعد نصر تحقق في هذه المناظرة وتحديدا عندما قال كارتر " بالنظر إلى تاريخ ريجان كحاكم " رد ريجان مبتسما بهدوء "ها انت تعود مرة ثانية " وكانت هذه اللحظة علامة مميزة ابرزت ريجان كشخص هاديء وواثق من نفسه وكانت سببا في احتلاله الصدارة وقتها. وفي عام 1984 عندما حاول والتر مونديل استخدام سن ريجان الكبير وقتها 73 عاما ضده لكن ريجان جاء رده سريعا وساخرا وقال " لن ألجأ لاستخدام موضوع السن في حملتي الإنتخابية ولن أستغلها لأغراض سياسية فمنافسي شاب وتنقصه الكثير من الخبرة "، وضج الحضور وقتها بالضحك من دعابته حتى والتر نفسه ضحك، وكان واضحا ان سخرية ريجان السريعة قد اكسبته شعبية على حساب والتر وكانت سببا من هزيمة مدوية لحقت بوالتر عضو مجلس الشيوخ من ولاية مينيسوتا في وقتها من هزيمة مدوية. وربما أكثر تلك المناظرات شهرة تلك التي جاءت بين بين لويد بنستن عضو مجلس الشيوخ من ولاية تكساس وعضو مجلس الشيوخ عن ولاية انديانا دان كويل وكان كويل قد استشهد بجاك كيندي كمثال مدافعا عن نقص خبرته، وجاء رد بنستن حازما " سيناتور لقد خدمت مع جاك كيندي ، أنا عرفت جاك كنيدي ، جاك كنيدي كان صديقي ، سيناتور أنت لست جاك كنيدي ". وفي أثناء مناظرة بين بوش الأب ومايكل دوكاكيس عام 1988 وكان بوش يواجه صعوبة في الصمود أمام دوكاكيس، واضطر لأن يمسح عرقه أكثر من مرة في لقطات اسهمت في نقل صورة تدل على صعوبة موقفه، وبالرغم من فوز بوش في هذه الإنتخابات إلا أن هذه المناظرة كانت قد رفعت كثيرا من أسهمه. واحدة من أبرز الأحداث التي حدثت في موسم انتخابات 1992 كانت في مناظرة بين بوش وكلينتون بوش الذي كان يبذل جهده كي يمحي ذلك الإنطباع عنه بأنه منعزل عن الناس، عندما سأله أحد الصحفيين عن أثر الركود الإقتصادي عليه بدا منزعجا ونظر في ساعته طويلا وكانت ردة فعل سيئة من جانبه أسهمت كثيرا في نجاحات كلينتون الذي كان مهتما بالجانب الإقتصادي في الأساس. Comment *