فيما خرج آلاف الكويتيين في مظاهرات حاشدة مساء اليوم دعت إليها المعارضة رداً على إعلان الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح بإجراء تعديل جزئي للقانون الانتخابي المثير للجدل. احتشد المتظاهرون أمام قصر العدل بوسط العاصمة الكويت وتحركوا باتجاه مقر مجلس الوزراء ورددا هتافات "الله واحد ونرفض نرفض الصوت الواحد". وذكرت وسائل إعلام كويتية أن قوات الشرطة فرقت المتظاهرين باستخدام الهراوات والقنابل المسيلة للدموع، وحالت دون توجه المظاهرات إلى أبراج الكويت. وأضافت أن قوات الشرطة استعانت بطائرة هليكوبتر للتحليق فوق المظاهرات لتحديد مسارها بدقة، وإعطاء التعليمات الكفيلة بتفريقها. تفريق المظاهرات وتداول عدد من النشطاء الكويتيين صوراً حول استخدام الشرطة الكويتية القوة مع المتظاهرين الذين خرجوا إلى شوارع الكويت مساء اليوم الأحد، احتجاجا على قرار تعديل النظام الانتخابى. وقال النشطاء إن شرطة مكافحة الشغب فى الكويت فرّقت أنصار المعارضة الذين كانوا يتجمعون للسير فى تظاهرة كبيرة تنديدا بقرار أمير الكويت تعديل النظام الانتخابى، ووقعت مواجهات عندما منعت عناصر الشرطة المحتجين من التجمع فى ثلاثة مواقع مختلفة فى العاصمة الكويتية، وتم اعتقال عدد من الأشخاص، بينهم النائب الإسلامى البارز وليد الطبطبائى، حسب ما أفاد ناشطون عبر تويتر. وقال شهود إن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق الجموع التى كانت بدأت بالتجمع فى المواقع الثلاثة، ونقل المنظمون على الفور نقطة التجمع إلى منطقة أبراج الكويت، وطلبوا من المتظاهرين إبقاء الطابع السلمى للتحرك. وكانت المعارضة توقعت "أكبر مسيرة فى تاريخ الكويت"، وطلبت من المناصرين الحفاظ على سلمية التحرك، بعدما حذرت السلطات من أى تظاهرات "غير شرعية".وتم تحديد ثلاث نقاط فى العاصمة الكويتية لتجمع المتظاهرين والسير بشكل متزامن إلى قصر السيف المجاور، وهو القصر الذى فيه مكاتب الأمير وولى العهد ورئيس الوزراء. المسيرات ممنوعة وحذرت وزارة الداخلية من المسيرات التى قالت إنها ممنوعة فى الكويت، وذكرت أن التظاهر المسموح هو التجمع فى ساحة قبالة مبنى مجلس الأمة، مؤكدة أنها ستتعامل بحزم مع المخالفين، وتم تعزيز التدابير الأمنية بشكل كبير فى العاصمة الكويتية، إذ نشرت السلطات مئات من الشرطيين غير المسلحين وعشرات من الدوريات الأمنية، بالقرب من نقاط التجمع، كما قامت السلطات بتطويق المساحات الفارغة بالقرب من مناطق التظاهر للحد من إمكان ركن السيارات، والحد بالتالى من أعداد المتظاهرين. وترددت أنباء عن قيام الشرطة بالاعتداء على النساء المشاركات فى المسيرة بالضرب، وتوجهت المسيرات من كل النقاط إلى أبراج الكويت، وذلك بسبب ضرب وقمع واعتقال المتواجدين فى النقاط الأصلية. لماذا التظاهر؟ وأشار معارضون أن التظاهرات تأتى بعد قرار الحكومة الكويتية- في اجتماع استثنائي السبت- بالموافقة على تعديل المادة الثانية من قانون الانتخابات لتغيير طريقة التصويت، بحيث يصبح للناخب اختيار نائب واحد بدلا من أربعة، وتحديد موعد الانتخابات في الأول من ديسمبر/كانون الأول المقبل، لكن المعارضة دعت المواطنين لمقاطعة الانتخابات ترشيحا وتصويتا. ويقسم القانون الانتخابي المعمول به حاليا الكويت إلى 5 دوائر انتخابية تنتخب كل منها 10 نواب، وينص على أنه يحق لكل ناخب التصويت ل 4 نواب كحد أقصى . وتعتبر المعارضة هذه القرارات محاولة من "الحكومة للتحكم في نتائج العملية الانتخابية التي أسفرت عن فوز أغلبية من المعارضة في انتخابات فبراير/شباط 2012 قبل أن يتم حل مجلس الأمة بحكم من المحكمة الدستورية. وقضت المحكمة الدستورية العليا في يونيو الماضي بحل برلمان 2012 الذي هيمنت عليه المعارضة الإسلامية وإعادة برلمان 2009 الموالي للحكومة بسبب مسائل إجرائية، لكن برلمان 2009 فشل في عقد جلساته مرتين على التوالي لعدم اكتمال النصاب وهو ما جعل أمير الكويت يحله في السابع من أكتوبر الجاري. وأكد أمير الكويت في خطابه الجمعة الماضي أن تعديل الدوائر الانتخابية يهدف "لحماية الوحدة الوطنية وتعزيز الممارسة الديمقراطية ويحقق تكافؤ الفرص والتمثيل المناسب لشرائح المجتمع".