لم تبد السعادة في عيون عاصم خليفة المسئول الأول عن الاسكواش المصري رغم احتفاظه بمقعد الرئاسة.. بل بدا عليه القلق تارة والتوتر تارة أخري وكأنه يري السنوات الأربع المقبلة بمثابة كابوس مرعب ومخيف يهدد كيان اللعبة وأبطالها وبطلاتها. وحين سألته عن سبب الحالة التي ارتسمت علي وجهه قال إنه قلق علي الاسكواش ومتوتر من المصير المجهول. أي مصير تتحدث عنه؟! باتت لعبة الاسكواش أقرب الي الأوليمبياد بعدما وافقت اللجنة الأوليمبية الدولية علي ارسال لجنة خاصة لبطولة هونج كونج الدولية التي ستقام الشهر المقبل وتجمع كل أبطال وبطلات العالم بغرض متابعتها والاطلاع علي كل تفاصيلها، وفي حالة اقتناعهم بالبطولة سوف تدرس اللجنة ادراج اللعبة ضمن اللعبات الرسمية الأوليمبية بداية من الدورة المقبلة عام 2016. وماذا فعل مسئولو الاسكواش كي يحاولوا اقناع مندوبي اللجنة الأوليمبية؟ ما من شك أن هناك استعدادات خاصة واهتمام غير عادي بالبطولة وبكل تفاصيلها.. وقد لا يعرف الكثيرين اننا أهدينا هذه البطولة أحدث ملاعب الاسكواش في العالم رغبة منا في الاسهام في إنجاح البطولة من جهة والدعاية لمصر في توقيت نحتاج فيه الي كل فعل أو كلمة من شأنها أن تساعد علي فتح أسواق جديدة للسياحة. وهل هذه البطولة هي مبعث القلق والتوتر الذي تبدو عليه بعد نجاحك في الانتخابات؟ ضحك خليفة وقال: القلق الحقيقي في كيفية ادارتنا للعبة بشكل مختلف عن السنوات الأربع السابقة.. نحن نحتاج الي فكر مختلف وطريقة عمل مختلفة في شكلها ومعناها لأن ادراج اللعبة أوليمبيا يعنى اننا أصبحنا مطالبين بتحقيق أكثر من ميدالية سواء علي مستوي الفردي أو الفرق.. ولذلك ينبغي أن نعمل من الآن بطريقة احترافية وغير تقليدية من كل الجوانب: الفنية والادارية والمالية لأن كل دول العالم التي تمارس اللعبة لن تقف مكتوفة الأيدي بل سوف تسعي هي الأخري للفوز.. وقد تفكر في خطف لاعبينا ولاعباتنا والاستفادة بأصحاب الخبرة من المدربين.
ولكن الظروف التي تمر بها البلاد لا تسمح بتوفير السيولة المالية التي تساعدك علي تحقيق برنامجك الانتخابي وتنفيذ كل أحلامك؟ لست في حاجة الي سيولة مالية بقدر احتياجي لرجال يحبون الوطن ويعشقون العمل في صمت وينكرون الذات من أجل مصر.. ولو فكرنا في ظروف البلد من الممكن أن نصاب بالاحباط لأننا نؤمن بأن ما نعيشه الآن هو ظرف استثنائي لابد أن نعيشع ونتعايش معه ونتحمله .. ولذلك لا ينبغي أن يصبح تفكيرنا تقليدي بالبحث مثلا عن رعاه ورجال أعمال يعشقون الاسكواش ويدعمون أبطاله وبطلاته.. بل يجب أن نبحث عن حلول غير تقليدية منها علي سبيل المثال فتح أكاديميات تعليمية تتبع الاتحاد وتكون نواه لاختيار عناصر المنتخبات الوطنية بحيث يرعي الاتحاد اللاعبين واللاعبات ويضمن حقوقهم مقابل الحصول علي مبلغ من المال يدعم به خزينته.. وهذا لا يعني مطلقا انني ضد الاكاديميات الخاصة بل أريد أن تعمل أكاديميات الاتحاد جنبا الي جنب لتحقيق الفائدة مع عدم الاعتماد علي الدعم الحكومي الذي بات لا يكفي لتغطية الانفاق علي اللعبة. أليس لديك أفكار اخري تستطيع أن تتغلب بها علي مشكلة التمويل؟ لدينا أفكار كثيرة دون شك لأنها تأتي في نطاق عملي كمسئول أول عن وكالة الأهرام للاعلان..نريد مثلا أن ندعم السياحة الرياضية سواء باقامة بطولات في المناطق السياحية مثل الاهرامات والجونة والغردقة وشرم الشيخ أو باقامة معسكرات للدول التي ترغب في زيارة مصر، وهي أمور سهلة للغاية ولا تحتاج أي جهد اللهم إلا التنسيق مع الجهات المسئولة والتفكير في كيفية ادارة البطولات أو المعسكرات لتحقيق أكبر فائدة ممكنة. ولكن قد ترفض الدول اقامة معسكرات ، وقد يرفض نجوم العالم المجيء الي مصر في ظل الظروف الاستثنائية التي نمر بها الآن؟ أثق تماما أن هذه الظروف لن تعرقل مجيء من يريد اللعب علي تراب مصر لأنه أولا وأخيرا يتمني اللعب في بلد مليئ بالمواهب وأمام جماهير تعشق اللعبة وتختلف من كل الجوانب عن جماهير الاسكواش في العالم.. والحقيقة أن لدينا عروض من دول مثل الهند والباكستان وانجلترا لاقامة معسكرات في القاهرة واللعب مع نجومنا ونجماتنا خلال أيام المعسكر. هل هذا هو كل ما تحلم به خلال السنوات الأربع المقبلة؟
لا هناك أمور كثيرة أتمني أن تتحقق علي أرض الواقع.. منها مثلا نشر اللعبة وهذا لن يتحقق باقامة بطولة هنا وأخري هناك كما تفعل الاتحادات الأخري بل باستغلال ما نملكه قدر الامكان.. أي باقامة بطولات في المدن التي تمتلك ملاعب بالفعل .. يشارك فيها أبرز نجوم اللعبة من المصنفين عالميا لجذب اللاعبين الصغار وتحفيزهم علي ممارسة الاسكواش..هناك 8 ملاعب في جامعة المنصورة وملاعب أخري في نجع حمادي وسكر الحوامدية ولابد أن نستغل وجود هذه الملاعب بالشكل الذي يحقق انتشار اللعبة وتوسيع القاعدة. وماذا بعد؟ أتمني أيضا أن يتغير نظام التصويت في الانتخابات بحيث يملأ مجلي ادارة النادي أو الهيئة التابعة للاتحاد الاستمارة الخاصة بالترشيح وفق رؤيتهم ويحملها أحد مندوبي الجهة الادارية ويضعها في الصندوق الانتخابي تحت اشراف مندوب النادي .. هذا النظام لو حدث سيقضي الي حد كبير علي سلبيات النظام الحالي للانتخابات الذي يعتمد في المقام الأول علي مندوب النادي وليس علي مجلس ادارة النادي.. وبصراحة أنا اتسرقت في هذه الانتخابات وكان من المفترض أن أفوز بنتيجة 9 /2 ولكني فزن بنتيجة 7/4 بعدما تلاعب مندوب هيئيتين وصوتا ضد رغبة مجلس الادارة التابعين لها.. باختصار استطيع أن أقول إن النظام الانتخابي الحالي يسمح بنشل الأصوات. لم تذكر في حوارك معي أي شيء يخص اللاعبين؟ لأنهم هم الأساس الذي نفعل كل شيء من أجلهم.. لولاهم ما كان هناك اسكواش أو بطولات وبدونهم لا معني للعبة ولا مكان للاتحاد. وماذا يفعل لهم الاتحاد في دورته الجديدة ؟ الاتحاد لم يتخل عنهم يوما بل دائما ما يقف الي جوارهم ويدعمهم فنيا وماليا ويوفر لهم كل سبل الراحة من أجل الحفاظ علي مستواهم وترتيبهم العالمي. متي نعود لاحتلال صدارة الترتيب العالمي؟ نحن لسنا وحدنا في عالم الاسكواش، وهناك دول كثيرة تنفق الملايين علي لاعبيها كي يظلوا في الصدارة.. مثل انجلترا التي تسعي الي أن تكون زعيمة العالم في الاسكواش، والباكستان التي تحلم بالعودة الي سنوات الماضي الجميل، وكذلك الهند وأمريكا ودول أخري كثيرة.. ولذلك ليس بغريب أن يتبادل اللاعبون المراكز مع أبناء هذه الدول ولا بعجيب أن نري شبانة يوما فوق القمة وبعده درويش ومن بعده رامي ثم ينتزع هذا المركز جوتييه الفرنسي أو ماثيو أو ويلستروب الانجليزيين وما أقصده هنا أننا نلعب مع دول أخري كثيرة وكل ما نفعله جميعا أن نبقي في المقدمة ، وكيفينا أن لدينا خمسة لاعبين ضمن أفضل عشرة علي العالم، ولدينا لاعبتين ضمن أفضل خمس لاعبات علي مستوي العالم، وهو أمر لا تملكه لا انجلترا ولا فرنسا ولا هولندا ولا أية دولة اخري. وهل تري أن يحافظ هؤلاء علي هذه المراكز؟ ينبغي أن يعلم الجميع ان لدينا أجيال متعاقبة ولا يتوقف الأمر عند اللاعبين الكبار.. صحيح هم مرآة الاسكواش المصري الذين يصولون ويجولون في ملاعب العالم وفي كل البطولات الدولية، انما لا ينبغي أن ننسي أن لدينا جيل آخر من اللاعبين صغار السن سوف يحملون الراية ويواصلون المشوار ويحافظون علي المكاسب التي تحققت علي أيدي الأبطال الكبار، وهو ما يجعلنا نشعر ببعض الطمأنينة في استمرار الاسكواش المصري في مقدمة العالم لسنوات مقبلة. اذن انت راض عن كل ما تحقق خلال الدورة السابقة للاتحاد؟ أكيد لأن مجلس ادارة الاتحاد في دورته السابقة بذل كل الجهد كي نحافظ علي مكاننا ومكانتنا العالمية، ولم يحدث أي تقصير من أي نوع من أعضاء المجلس الذين تفانوا في عطائهم وتركوا أعمالهم الخاصة من أجل الاسكواش ومصلحة الاسكواش