الأسكواش المصري.. حدوتة عالمية قوية ورائعة لها رنين وضياء وبريق.. ينتقل بقوة من أرض الكنانة ليسود العالم كله.. مع جيل متميز وفريق من اللاعبين واللاعبات. في رياضة كانت حكرا علي نجوم باكستان وانجلترا.. وأصبح لمصر الكلمة العليا فيها ويكفي ان الأسكواش المصري يضم الآن 4 من أفضل عشرة لاعبين "رجال" علي العالم هم رامي عاشور "المصنف الأول" وكريم درويش "الثاني" وعمرو شبانة "الخامس" ومحمد الشوربجي "العاشر".. وثلاث لاعبات من الأفضل علي العالم هن أمنية عبدالقوي المصنفة "الثامنة" ورنيم الوليلي "الثانية عشرة" ونور الطيب "العشرين". هذا العصر الذهبي لرياضة الأسكواش ومع واحد من أبرع المدربين في العالم وهو أمير وجيه ومع اتحاد هو الأفضل برئاسة عاصم خليفة.. هذا العصر تحقق خلاله أعظم الانجازات منها بطولة العالم للناشئات وبطولة العالم للناشئين "فردي وفرق" وبطولة العالم لفرق الرجال.. ونحن علي أبواب بطولة العالم لفردي الرجال وأغلب الترشيحات مصرية للبطل عمرو شبانة الفائز بها في آخر ثلاث بطولات أعوام 2005 و2007 و2009 وأيضا رامي عاشور المصنف الأول علي العالم حاليا.. ينافسهما الانجليزي "نيك ماسيو". رئيس اتحاد الأسكواش عاصم خليفة يكشف أسرار الحكاية المصرية مع هذه اللعبة في التحقيق التالي.. حيث يعتبر كل البطولات السابقة تتويجا لهذا الاتحاد ومجلس إدارته.. ويكفي ان مصر فازت ببطولة فرق السيدات لأول مرة في تاريخ اللعبة في ظل قيادة الاتحاد الحالي.. والذي يملك المزيد من العطاء مع الجيل الذهبي وكتيبة من المدربين العظماء للعبة. ثورة الأسكواش يفسر عاصم خليفة هذه الطفرة القوية جدا لرياضة الأسكواش التي أصبحت سلعة مصرية عالمية بقوله: إنجازات هذا الجيل واتحادنا هي امتداد لأجيال ومجالس إدارات سابقة للاتحاد.. ويضع ثلاثة أسباب فنية لثورة الأسكواش المصري. السبب الأول أن الأبطال يصنعون أبطالا.. فمنذ بزوغ نجم البطل المصري أحمد برادة عندما فاز ببطولة العالم للناشئين عام 1994 وعدد الأبطال في تزايد عاما بعد عام والكل يطمع أن يكون بطلا في مختلف المراحل السنية. والسبب الثاني الدور الايجابي والمؤثر لأولياء أمور اللاعبين في رعاية أبنائهم وتشجيعهم علي التدريب منذ الصغر وفي نفس الوقت الحفاظ علي تفوقهم الدراسي لدرجة ان أغلب اللاعبين يؤدون واجباتهم الدراسية أثناء الراحة من التدريبات اليومية بجوار ملعب الأسكواش.. وهذا الدور الايجابي من أولياء الأمور سببه انهم يرون ان هناك مردودا جيدا لحرص أبنائهم علي التدريبات والمشاركة في البطولات ومكانة مصر العالمية المشجعة لكل الممارسين للوصول إلي هذا المستوي. .. أما ثالث الأسباب فهو وجود جيل عظيم من المدربين في كل المنتخبات والأندية وهم بالأصل أبطال عالم مثل أمير وجيه المدير الفني لمنتخب مصر وعباس قاعود في الأهلي وأحمد المطعني في هليوبوليس وأشرف حنفي في سبورتنج.. فالنتيجة مع هؤلاء لابد أن تكون عظيمة مما ننتظر من لاعب طموح يدربه بطل عالم سابق. سر العالمية ويكشف عاصم خليفة رئيس اتحاد الأسكواش سرا طريفا انه أثناء حضوره الجمعية العمومية للاتحاد الدولي للأسكواش في الهند كان السؤال المطروح علي الوفد المصري.. ماذا تفعلون حتي وصلتم باللعبة في مصر إلي هذا المستوي..؟ وتحدثوا بشكل خاص مع أمير وجيه بصفته المدير الفني لمنتخب مصر.. وكان ان كشفنا السر وهو ان أبطالنا يتوارثون البطولات من بعضهم البعض كما ان لاتحاد الأسكواش نشاطا مكثفا وليس هامشيا يبدأ من تحت سن 11 سنة بينما أصغر البطولات الدولية تكون تحت 13 سنة.. لذلك عندما يشارك فيها اللاعب المصري فأنه يكون لديه رصيد من الاحتكاك في التدريبات والمباريات يفوق غيره من كل لاعبي العالم بفارق سنتين.. والطريف ان العالم الآن بدأ يأخذ بالتجربة المصرية في التبكير بالمرحلة التنافسية لتكون تحت 11 سنة. يضيف خليفة: رياضة الأسكواش لها طبيعة خاصة لانها لا يمكن ممارستها إلا في ملعبها فالملعب هو الأساس ولدينا في مصر مشكلة كبيرة في وفرة الملاعب مما يعيق انتشار اللعبة بالقدر المناسب في المحافظات خارج القاهرة والإسكندرية.. ويطلق رئيس الاتحاد مفاجأة غير متوقعة بأن عدد الممارسين المسجلين لرياضة الأسكواش في مصر لا يزيد علي 1900 لاعب ولاعبة فقط وهو عدد لا يناسب أبدا حجم الانجازات الدولية والتصنيفات الرفيعة لأبطال مصر علي المستوي الفردي والفريق. ويقول: نحن بالفعل أمام معادلة غريبة تكشف عن اعجاز مصري فريد كيف يكون لنا 4 أفضل عشرة لاعبين في العالم و3 من أفضل 20 لاعبة بينما عدد المسجلين لايزيد في كل مصر علي 1900 لاعب فقط. وحول هذه النقطة يستمر رئيس الاتحاد بقوله: نسعي لزيادة قاعدة الممارسين من خلال توفير الامكانيات للمناطق في المحافظات والتوسع في الملاعب المتنقلة لاقامة البطولات الاستعراضية في المحافظات لأبطال مصر لتكون هذه المباريات مشجعة للنشء الصغير كي ينجذب للعبة والأهم أولياء أمورهم الذين يتكلفون بالقدر الأكبر من تكلفة تدريبهم لأن اللاعب في حاجة مستمرة للمضارب والكرات والأحذية وكلها علي نفقته خاصة في البداية وحتي ينتمي إلي ناد كبير أو ينضم لأحد المنتخبات.. ولدينا مشروع آخر لم نبدأ به بعد وهو وضع تصميمات لملاعب من الحوائط السابقة التجهيز بمواصفات خاصة تناسب اللعبة وهذا المشروع مازال تحت الدراسة واقراره سوف يساهم كثيرا في زيادة الملاعب بالمحافظات.. ونتمني أن تسعي المحافظات نفسها وتتشجع لبناء مجمعات للأسكواش ولدينا لجنة هندسية متخصصة ستقدم استشاراتها ورسوماتها مجانا.. كما ان المجلس القومي للرياضة يقدم العون للمحافظات التي تطلب هذه الملاعب بتقديم بعض الدعم. وعن بطولة العالم القادمة لفردي الرجال في هولندا.. يقول عاصم خليفة هذه البطولة ستقام الشهر القادم وتحديدا خلال عيد الأضحي المبارك في أمستردام وأتمني أن نقدم للشعب المصري هدية طيبة بمناسبة العيد بالفوز بالبطولة لأن الأسكواش المصري له بصمات مؤثرة وقوية فنحن الأبطال في بطولات 2005 و2007 و2011 وأملنا كبير في بطولة 2011 حتي يكتمل عقد الانجازات بتاج البطولة وهي فردي الرجال بعد ان فزنا من قبل ببطولة الفرق والناشئين والناشئات وفرق السيدات.. فأبطال مصر ثروة قومية حقيقية.