رامي عاشور.. بطل العالم الذي بدأ حياته بكيس فستق

هو صاحب الأرقام القياسية وحقق أهم وأفضل الإنجازات في تاريخ لعبة الإسكواش عالميا ، كلامنا عن رامي عاشور الذي حقق 14 بطولة عالمية وعمره لم يتجاوز 22 عاما هو الوحيد الذي فاز ببطولة العالم للناشئين مرتين أيضا هو أصغر من فاز ببطولة العالم للكبار وعمره 19 عاما بل هو أصغر لاعب يتصدر قائمة التصنيف العالمي الذي يصدره الاتحاد الدولي للاسكواش ، نحن أمام موهبة وبطل حقيقي .
قال عنه أبطال العالم مثل جانشير خان ومالكوم ويلستروب أنه أعظم وأفضل من لعب الإسكواش وأنه لن يتكرر مرة أخرى فماذا يدور في عقله؟

بعد وصولك للقمة في كل شيء علي مستوي الاسكواش .. في ماذا تفكر؟
بصراحة خائف من فقدان تركيزي سواء داخل الملعب أو خارجه وأحاول مقاومة ذلك بعدم السير خلف أهوائي أو الاندهاش بالإنجازات التي حققتها زيادة عن اللزوم .
وما سر النجاح الذي حققته؟
لدي طريقة مختلفة في التفكير هي التي قادتني إلي النجاح فعندما بدأت ألعب الإسكواش لم أكن متفائلا ولا متشائما ولكن كان لدي أمل في أن أحقق شيئا أرفع به اسمي في عالم الإسكواش وأضيف إنجازا لسجل الإنجازات المصرية والتي بدأها أحمد برادة ومن بعده عمرو شبانة وكريم درويش فعندما كنت أحلم بأحد الألقاب كنت أقول لنفسي " اسكت وتوقف ولا تسبق الأحداث " وفي نفس الوقت كان بداخلي إحساس بأنني أستطيع تحقيق الحلم .
وما سبب تفوق المصريين في لعبة الاسكواش في رأيك؟
الاسكواش بالنسبة للمصريين مثل كرة القدم بالنسبة للبرازيليين فهو شيء جيني وتسير في دمائنا فالجميع يحبون مشاهدة اللاعبين المصريين حتي يتعرفوا علي الجديد من مهارات اللعبة والتي لا يقدمها سوي اللاعب المصري فإذا كان يضرب المثل بلاعبي البرازيل في كرة القدم فإنه يضرب المثل بلاعبي مصر في لعبة الإسكواش فنحن أسياد العالم في اللعبة ولكن للأسف كرة القدم هي اللعبة الأولي في العالم .. وعندنا أيضا !
بعيدا عن ملعب الإسكواش .. ما هو أكثر ما يميزك؟
بالتأكيد أنا شخصيتي في ملعب الإسكواش تختلف عنها في الحياة العامة إلا أنني يمكن أن أجمعها في كلمتين وهي "البساطة والتركيز " كما أنني إنسان عادي جدا أحب الهدوء وأسعي لأن تكون علاقتي بالآخرين جيدة وأن تكون لدي بصمة حقيقية في الحياة كل فترة لكن أهم شيء أسعي إليه هو أن أكون علي طبيعتي دائما .
هل تمارس أي رياضة أخري غير الإسكواش؟
أنا أمارس كرة القدم والرياضات المائية وركوب اللنشات وأيضا أحب المزيكا إلا أن كرة القدم هي عشقي الأول ودائما ما أمارسها من وقت لآخر .
أنت المصنف رقم واحد عالميا في الإسكواش .. عندما تسير في الشارع هل يعرفك الجمهور؟
ليس بالشكل الذي أتمناه ولكن البعض يعرفني ويتحدث معي ، ولكن شهرتي بالطبع لم تصل لشهرة عدد كبير من لاعبي كرة القدم إنجازاتهم أقل بكثير مما حققته .
هل يأخذ الإسكواش كثيرا من وقتك؟
الإسكواش لعبة صعبة جدا فحتي تصبح نجما في هذه اللعبة لا يكفيك الفوز ببطولة عالم واحدة بل لابد أن تفوز بأكثر من بطولة حتي تصبح بطلا كما أنها لعبة مرهقة وتحتاج لتركيز وتفكير طوال الوقت في اللعبة فأنا أعيش للإسكواش وليس لنفسي حيث أتدرب لمدة 6 ساعات يوميا علي فترتين الأولي من 9 صباحا إلي 12 ظهرا والثانية من 6 إلي 9 مساء وبالتالي فلاعب الإسكواش ليس اجتماعيا لأن حياته مغلقة وأصدقاءه قليلون ولا يستطيع الوفاء بأي التزامات اجتماعية .
تقول إن الإسكواش لعبة صعبة فلماذا اخترتها؟
أنا وجدت في لعبة الإسكواش المتعة والهدف الذي لا ينتهي أو بمعني أصح يتجدد في كل لقاء وكل بطولة فقد مارست اللعبة لأول مرة وعمري 6 سنوات وكان ذلك بناء علي طلب والدي وأعجبت باللعبة أكثر من الألعاب الجماعية لأنها تعطيك روح المنافسة وتتحمل فيها المسئولية بمفردك علي العكس من الألعاب الجماعية والتي يتحمل فيها باقي أفراد الفريق مسئولية الهزيمة والنجاح ينسب للجميع وهذا لا يحدث في الإسكواش .
ما الذي تحبه وتكرهه في نفسك؟
أحب في رامي عاشور إحساسه دائما بأنه لم يحقق أي إنجاز وأقول لنفسي ما زال أمامي الكثير ولكني لا أحب في نفسي تفكيري الزائد عن اللزوم في كل شيء .
أنت وعمرو شبانة وكريم درويش الثلاثة الأوائل عالميا .. كيف تري شكل المنافسة بينكم؟
كل إنجاز يحققه أي واحد من الثلاثة إنجاز لمصر وعموما المنافسة بيننا شريفة وأنا استمتع عندما ألعب أمام أي منهما وهذه المنافسة بالتأكيد في مصلحة الإسكواش المصري .
ما هو أكثر شيء يحرص لاعب الإسكواش عليه؟
لابد أن يهتم بالعامل النفسي فالعامل النفسي يؤثر بنسبة 90% في لاعب الإسكواش فعندما أكون في ملعب الإسكواش يصبح مطلوبا مني أن أركز فقط في اللاعب الذي أواجهه وكيفية التغلب علي مهاراته وهذا أمر صعب جدا خاصة أنني عندما أكون داخل الملعب الزجاجي تكون هناك مليون حاجة في رأسي وبالتالي حتي أركز بدرجة كبيرة لابد أن أكون مؤهلا نفسيا لذلك .
هل تتذكر أول لقب ومكافأة حصلت عليها؟
أول مكافأة حصلت عليها كان عمري 8 سنوات وكانت بطولة ودية فزت فيها بالمركز الثالث وحصلت علي كيس فستق هدية ولكن بداية المشوار كانت مع بطولة العالم للناشئين بعد أن فزت بها وأصبحت أصغر لاعب يفوز ببطولة العالم للناشئين وعمري 16 عاما وذلك في عام 2004 وكررت نفس الإنجاز في عام 2006 لأصبح الوحيد في تاريخ اللعبة الذي حقق هذا الإنجاز كما أنني أصغر لاعب يحصل علي بطولة العالم للكبار وعمري 19 عاما .
البعض يقول إن تفوق مصر في الإسكواش يرجع لأنها ليست لعبة أوليمبية والعديد من الدول لا تهتم بها؟
هذا الكلام ليس صحيحا ودائما ما يقال لي إنه حين دخول الإسكواش قائمة اللعبات الأوليمبية فإن لاعبي مصر لن يكون لهم وجود لأن الدول الكبري مثل أمريكا وروسيا والصين والدول الأوروبية ستهتم أكثر باللعبة وأعتقد أن هذه الدول لو كانت لديها فرصة لأن يكون لديها أبطال في الإسكواش ليهزموننا ما تأخروا لحظة عموما أنا أعرف كل صغيرة وكبيرة في ملعب الإسكواش ومستعد لمواجهة أي شخص مهما كان ومهما كان اسم بلده وأحب أن أشير إلي أن الإسكواش سيكون لعبة شرفية في أوليمبياد 2012 وبعدها سيصبح لعبة رسمية في أوليمبياد 2016.
ما الذي تحلم به الآن؟
أنا تعرضت للإصابة أكثر من مرة وفي كل مرة تبعدني عن المنافسة ولولاها لتغير الحال كثيرا الآن لذلك أدعو الله أن يحفظني من الإصابات حتي أستمر في مشواري وأحافظ علي اللقب الذي أعطته لي وسائل الإعلام العالمية وهو "ملك القاهرة ".