عثمان الشريف صرح عثمان الشريف وزير التجارة السوداني بأن مباحثاته مع وزيرة التعاون الدولي الدكتورة فايزة أبو النجا مؤخرا شملت كيفية تعظيم الاستفادة من اللحوم الحية الواردة لمصر في صورة شحنات من الماشية والجمال، من خلال إعداد مرابي جاهزة، بالإضافة إلى المجازر الآلية المدعمة بثلاجات متنقلة لضمان وصول اللحوم الطازجة وتوزيعها على مختلف أنحاء مصر. وأكد الوزير السودانى - خلال لقائه اليوم باللواء مصطفى السيد محافظ أسوان وحضور السفير بلال قسم الله ، القنصل العام السوداني بأسوان - عمق الأواصر والروابط القوية التي تجمع الشعبين المصري والسوداني. وشدد على أن بلاده لن تسمح بأي محاولات لاختراق هذه العلاقة، منوها بأن العلاقات السودانية - المصرية أصبحت قائمة على قاعدة عريضة من المصالح المشتركة وفي مقدمتها زيادة التبادل التجاري. وأضاف أن تضافر كافة الجهود التنفيذية بمشاركة شعبية وذاتية قد أسهم في تيسير استقبال أكثر من 18 ألفا من السودانيين النازحين من ليبيا عقب أحداث الثورة الليبية ، وتوفير كافة سبل الراحة أثناء توديعهم عبر ميناءى السد العالي شرق وأبو سمبل، جنوبي أسوان مما يؤكد علي روح الأخوة والمحبة بين الشعبين الشقيقين. من جانبه، أبدى القنصل العام السوداني بأسوان سعادته بثورة المصريين التي أحدثت نقلة حقيقية في العلاقة المتميزة بين مصر والسودان، لافتا إلى أن هذه النقلة ليست على مستوى القطرين الشقيقين فحسب، ولكنها على مستوى المحيط العربي كله. وأشار إلى أن هناك المزيد من التعاون المثمر الجاد البناء بين البلدين الشقيقين، مشيرا إلى أن الفترة القادمة ستشهد خروج المقترحات والدراسات لحيز التنفيذ وخاصة مشروع خط السكك الحديدية بين أسوان ووادي حلفا، وأيضا تجاوز أهم المعوقات أمام التبادل التجاري وكيفية استثمار الطرق البرية وميناءي السد العالي ووادي حلفا من خلال رفع مستوي النقل النهري بين الميناءين من خلال تحديث العبارات ومعدات النقل التجارية بجانب تخفيف القيود الجمركية والإجراءات الروتينية في الرقابة على الصادرات والواردات. فيما صرح محافظ أسوان اللواء مصطفى السيد بأن هناك إمكانية لرفع سقف التبادل التجاري بين البلدين، والتصدي لأى عوائق روتينية أو إجرائية لتحقيق هذا الهدف..وخاصة الإجراءات الجمركية وخفض رسوم الخدمات "اللوجستية". وأضاف أن مصر والسودان في قارب واحد، يواجهان نفس التحديات التي تستهدف زعزعة الجبهة الداخلية، وإشاعة الفوضى والانقسام، ومحاولة عرقلة جنى مكتسبات ثورة (25 يناير) من أجل إقامة دولة مدنية تفي بمتطلبات شعبها..وفي مقدمة ذلك حرية التعبير والعدالة الاجتماعية. وقال محافظ أسوان اللواء مصطفى السيد خلال اللقاء أنه بعد التغييرات الجوهرية التي حدثت بفضل الثورة المجيدة أصبح المناخ مهيئا لإقامة العديد من المشروعات المشتركة التي تقوم علي المصالح المتبادلة ، إلى جانب فتح الباب أمام الاستثمارات ، انطلاقا من الاتفاقيات الموقعة مؤخرا ، بالإضافة إلى الترابط البري والنهري بين أسوان والولاية الشمالية ، باعتبار ذلك القاعدة التي ينطلق منها قطار التعاون والتلاحم بين الجانبين . وأكد أن الفترة القادمة ستشهد نقلة غير مسبوقة في العلاقات بين البلدين وخاصة بعد استكمال رصف طريق أرقين - دنقلة بطول 450 كيلومترا ، إلى جانب رصف 29 كيلومترا في الجانب السوداني من طريق قسطل - وادي حلفا ، ليصبح هناك طريقان دوليان بين الدولتين يمتدان من الإسكندرية وحتى الخرطوم ، لمد جسور التواصل والتبادل التجاري والزيارات المتبادلة على المستوى الرسمي و الشعبي، فضلا عن البعثات والقوافل الثقافية والصحية، وبرتوكولات التعاون بين جامعتي دنقلة وجنوب الوادي ومتحفي النوبة ووادي حلفا. جدير بالذكر بأن زيارة وزير التجارة السوداني لأسوان تستمر يومين، وشملت لقاءات موسعة مع المسئولين التنفيذين والقيادات السياسية والاجتماعية بالمحافظة وأفراد الجالية السودانية، إلى جانب المسئولين عن هيئة وادي النيل للملاحة النهرية، والقيام بزيارات ميدانية لسوق الجمال بمدينة "دراو " وميناء السد العالي والمتحف النوبي..إضافة إلى لقاءاته بوزراء التجارة والزراعة والتعاون الدولي، واجتماعه برؤساء البنوك الرئيسية بالقاهرة.