في لقاءه مع عثمان الشريف وزير التجارة السوداني أكد محافظ أسوان مصطفي السيد علي أن مصر والسودان في قارب واحد يواجه نفس التحديات التي تستهدف زعزعة الجبهة الداخلية وإشاعة الفوضي والانقسام ومحاولة عرقلة جنى مكتسبات ثورة 25 يناير من أجل إقامة دولة مدنية تفي بمتطلبات شعبها وفي مقدمة ذلك حرية التعبير والعدالة الاجتماعية .. حضر الاجتماع السفير بلال قسم الله القنصل العام لجمهورية السودان في أسوان ومسئولي هيئتي وادي النيل للملاحة النهرية و الرقابة علي الصادرات والواردات ومديري ميناء السد العالي والجمارك والجوزات والمحاجر البيطرية والاستثمار وأضاف مصطفي السيد بأنه بعد التغيرات الجوهرية التي حدثت بفضل الثورة المجيدة أصبح الآن المناخ مهئياً لإقامة العديد من المشروعات المشتركة التي تقوم علي المصالح المتبادلة ، بجانب فتح الباب أمام الاستثمارات انطلاقاً من الاتفاقيات الموقعة مؤخراً ، بالإضافة إلي الترابط البري والنهري بين أسوان والولاية الشمالية باعتبارهم القاعدة الذي ينطلق منها قطار التعاون والتلاحم بين الجانبين ..
وتابع محافظ أسوان بأن الفترة القادمة ستشهد نقلة غير مسبوقة في العلاقات بين البلدين وخاصة بعد استكمال رصف طريق أرقين / دنقلة بطول 450 كم ، بجانب رصف 29 كم في الجانب السوداني من طريق قسطل / وادي حلفا ليصبح هناك طريقان دوليان بين الدولتين يمتدان من الإسكندرية وحتى الخرطوم من أجل مد جسور التواصل والتبادل التجاري والزيارات المتبادلة على المستوى الرسمي أو الشعبي، بجانب البعثات والقوافل الثقافية أو الصحية ، علاوة علي برتوكولات التعاون بين جامعتي دنقلة وجنوب الوادي ومتحفي النوبة ووادي حلفا .. ومن جانبه أشار عثمان الشريف إلي أن الأواصر والروابط القوية بين الشعبين والتي تراكمت علي مدار الاف السنين لن تسمح بأي محاولات لاختراق العلاقات القوية بين البلدين والتي أصبحت قائمة علي قاعدة عريضة من المصالح المشتركة وفي مقدمتها زيادة التبادل التجاري ، لافتاً إلي أنه عقد سلسلة من الاجتماعات مع وزراء التجارة والزراعة والتعاون الدولي ، علاوة علي رؤساء البنوك الرئيسية بالقاهرة من أجل رفع سقف التبادل التجاري والوقوف علي أي عوائق روتينية أو إجرائية في الجانبين أمام هذا الهدف الرئيسي وخاصة الاجراءات الجمركية وخفض رسوم الخدمات اللوجستية ، وأضاف وزير التجارة السوداني بأن المباحثات مع وزيرة التعاون الدولي المصرية شملت كيفية تعظيم الاستفادة من اللحوم الحية الواردة لمصر في صورة شحنات من الماشية والجمال من خلال إعداد مرابي جاهزة ، بالإضافة إلي المجازر الآلية المدعمة بثلاجات متنقلة لضمان وصول اللحوم الطازجة وتوزيعها علي مختلف أنحاء مصر ..
وفي أثناء الاجتماع بين الجانبين عرض اللواء كمال المغربي مدير عام ميناء السد العالي بأن حركة نقل الركاب تضاعفت بين مينائي أسوان ووادي حلفا في عام 2011 وصلت إلي 55 ألف و 200 راكب بزيادة قدرها 75 % عن حركة نقل الركاب في عام 2010 ، مشيراً إلي أن حركة البضائع شهدت انخفاضاً وصل إلي 154 % بسبب تعدد الاحتجاجات والمطالب الفئوية مما تسبب في قطع الطرق الرئيسية والسكك الحديدية أمام البضائع المصدرة من مصر إلي السودان فبعد أن كان ميناء السد العالي في عام 2010 يصدر بضائع بحوالي 92.5 ألف طن انخفضت في عام 2011 إلي حوالي 60 ألف طن .. الجدير بالذكر بأن زيارة وزير التجارة السوداني لأسوان علي مدار يومين تشمل لقاءات موسعة مع المسئولين التنفيذين والقيادات السياسية والاجتماعية بالمحافظة وأفراد الجالية السودانية ،بجانب المسئولين عن هيئة وادي النيل للملاحة النهرية ، علاوة علي القيام بزيارات ميدانية لسوق الجمال بمدينة دراو وميناء السد العالي وزيارته للمتحف النوبي ويكون فى استقباله مساء اليوم الدكتور / راجح زاهر مدير المتحف النوبى والاستاذ / نصر سلامة مدير منظقة اثار اسوان والنوبه.