عكست الحلقة الأولى من برنامج الإعلامي الساخر باسم يوسف والتي أثارت جدلا واسعا حول ما يعانيه المجتمع في مصر من ظواهر أفرزتها الأحداث المتلاحقة لبلد الأهرامات خلال المرحلة الانتقالية منذ قيام ثورة 25 يناير 2011.وعكست تلك الحلقة السلبيات التي تتستر خلف حرية التعبير عن الرأي، متجاهلة العادات والتقاليد، التي تمثل ركيزة للعمل في كافة المجالات السياسية والثقافية والإعلامية.وقد اعتبر الإعلامي المصري مدير وكالة ألأخبار العربية، الدكتور حامد عز الدين، خلال حديثه ل "أنباء موسكو" أن هناك في العالم العربي ومصر حالة وصفها ب "الفلتان العام" في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية، مضيفا أن الإعلام يعتبر الحارس على إيصال كافة وجهات النظر داخل المجتمع .ولفت عز الدين إلى أن عمل الناشط السياسي في الإعلام من شأنه أن يطيح بوجهة النظر الآخرى، مؤكدا أن رسالة ألإعلام هي عرض وجهات النظر المختلفة.واردف أنه كُسر كل ما يتعلق بالقيم والمبادئ، منوها إلى أن السب والقذف واستخدام الإيحاءات الجنسية، بات أمرا شائعا وهذا يفقد الإعلام وظيفته الاجتماعية . ووصف الإعلامي المصري، الإعلام التلفزيون ب "الخطير" مع زيادة المحطات الفضائية وكذلك زيادة الصحف المقروءة التي تقوم على المزيد من الإثارة والصراعات بحثا عن نصيب من كعكة المشاهدة أو القراءة. وأن ذلك أطاح في طريقه بكل المبادئ المتعارف عليها في العمل الإعلامي.وحذر من أن الإغراق في الموضوعات التي تثير النعرة الطائفية والدينية والعرقية وكذلك الإغراق في الإثارة الجنسية، يُنذر بتدمير المجتمعات.وأشار الإعلامي المصري حامد عز الدين إلى أن ما يجري في وسائل الإعلام، خاصة التلفزيونية منها، يتناقض بصورة وصفها ب "الإجرامية" حتى مع قانون المطبوعات الأمريكي الذي يعتبر الأكثر إباحية في التاريخ.وأوضح أن الحرية في التعبير عن الرأي، تشترط إتاحة الفرص لاحترام آراء الآخرين، بمعنى "المسؤولية عن حماية حرية الآخرين".وذكر أن الإعلام الإلكتروني هو إعلام بلا مسؤولية جنائية، موضحا أن الحل يكون بإعادة النظر في التشريعات والقوانين المُنظمة للعمل الإعلامي في العالم العربي بأكمله. وأكد في ختام حديثه ل "أنباء موسكو" أن الذين ارتضوا "الفلتان" يدفعون الضريبة، معتبرا أنه لا توجد حرية مطلقة وإلا أصبح ما قال عنه "البرنو" مشروعا.