دعا مؤتمر الحوار المصري الدانماركي إلى تعميق الحوار الإسلامي المسيحي سواء على المستوى المحلى أو الدولي، مشيرا إلى ضرورة تجاوز تداعيات احداث 11 سبتمبر والرسوم المسيئة للإسلام في الدانمارك عام 2007 ، والتى أثرت كثيرا على صورة الإسلام فى الغرب وقللت من فرص اندماج المسلمين في المجتمعات الغربية. جاء ذلك ضمن فاعليات مؤتمر الحوار المصرى الدانماركى الخامس حول الإعلام والديمقراطية والذى نظمته الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية بالإسكندرية على مدى ثلاثة أيام بمشاركة نخبة من رجال الدين الإسلامى والمسيحى وأساتذة الجامعات والقيادات الإعلامية. وقال المشاركون من اعضاء الجانبين المصري والدانماركي ن الاعلام الدولي البارز لعب دورا رئيسيا في تشويه صورة الآخر خاصة المسلمين في أوربا ، كما لم يلعب دورا مهنيا متميزا في عرض وجهات نظر كل طرف، وسيطرت عليه مصالح مالكيه وجماعات الضغط القوية سواء في أوروبا وأمريكا وفي مقدمتها اللوبي الصهيوني. وركز المؤتمر على قضية الإعلام ودوره في التحول الديمقراطي، حيث أن الجماعات الدينية لجأت الى ايجاد اعلامها الخاص من فضائيات وانترنت حتى تعبر عن انتمائها، فوجدنا عشرات الفضائيات الدينية الإسلامية والمسيحية قد انطلقت لهذا الهدف ، ولكنها بقت محدودة التأثير والانتشار داخل الجماعة الواحدة، ولم تساهم في مد جسور الحوار مع الاخر وتصحيح الصور المغلوطة لكل طرف عن الاخر. واشاد المشاركون في المؤتمر بثورة 25 يناير في مصر واعتبروها نقطة انطلاق نحو الديمقراطية، كما أشادوا بالزخم الاعلامي الواسع الذي حدث عقب الثورة وارتفاع سقف حرية الرأى والتعبير، إلا انهم طالبوا الاعلام المصرى الجديد أن يكون مسئولا وألا يندفع نحو الاثارة على حساب الموضوعية، وألا يجور على المعايير الإعلامية الموضوعية النزيهة. كما طالب المشاركون في المؤتمر أن يحمى الاعلام نسيج الوحدة الوطنية، وألا يندفع نحو اثارة النعرات الطائفية مما يهدد سلامة وأمن المجتمع، كما يشرح المستقبل السياسي ويمد جسور التفاهم مع صانع القرار السياسي ولا يلجأ الى التخويف والتخوين او السجالات غير المبررة ولا يقوم بالتعبئة غير المطلوبة للجماهير فيتشكل رأى عام يملكه حماس دون عقلانية. ومن جانبه قال القس الدكتور اندريا زكي مدير عام الهيئة القبطية إن الثورة المصرية كانت نقطة انطلاق لتغيير السياسات السابقة وإرساء ديمقراطية نأمل أن تترسخ معالمها خلال الفترة القادمة ، وأن يلعب الإعلام دورا ايجابيا في تحقيق الإصلاح السياسي والإجتماعي وتجاوز كل سلبيات الفترة الماضية. واشار الى ان الممارسات الاعلامية السلبية لبعض وسائل الاعلام ساهمت في حدوث تعبئة سياسية على أساس ديني - وظهر ذلك واضحا في استفتاء مارس الماضي - كما لجأ الاعلام الى تضخيم بعض الحوادث مماأثر سلبا على المجتمع والعلاقات الدينية به . واكدت سميرة لوقا مدير منتدى الحوار بالهيئة القبطية أن اللقاءات والحوارات المتوالية مع الجانب الدانماركي ادت الى ثراء ثقافي وتبادل واسع للخبرات ، خاصة أن الجانب الدنماركي له خبرات واسعة في علاقة الدين بالدولة . يشار إلى أن الدورة الحالية لمؤتمر الحوار المصري الدانماركي ، والتي ركزت على علاقة الاعلام بالدين والدولة ساهمت في تقييم أداء الكثير من الممارسات الإعلامية في حضور عدد من رؤساء التحرير ورؤساء القنوات الفضائية ، ونبهت الى حاجة مصر بعد الثورة الى إعلام أكثر مهنية يساهم في بناء المجتمع ويستوعب الجماعات الدينية المختلفة داخل المجتمع.