اجمع خبراء اسواق المال، علي أن البورصة المصرية، مرشحة لاستمرار التحركات الايجابية في ظل تراجع حدة الاحداث السلبية سواءاً الداخلية أو الاقليمية (الحرب علي سوريا)، وهو ما ينتظره كثير من المستثمرين لضخ مزيد من السيولة في اسواق المال، فضلا عن الدعم العربي للاقتصاد المصري عبر حزمة المساعدات ومشاورات لتمويل عدد من المشروعات . قال رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي، في مقابلة صحفية إن بلاده حصلت "بالكامل" على 12 مليار دولار مساعدات من دول السعودية والإمارات والكويت وتتفاوض مع الدول الثلاث على تمويل مشروعات مهمة، مضيفأ إننا حصلنا على ستة مليارات دولار كودائع وثلاثة مليارات لشراء مواد بترولية وثلاثة مليارت كمنحة. وفي تحقيق لموقع مباشر المتخصص في شؤون البورصة المصرية والبورصات العربية , قال محسن عادل نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل و الاستثمار ان بعض مقتنصي الصفقات في السوق الآن يراهنون على جاذبية الاسهم، مشيراً الي أن الأسهم القيادية شهدت نشاطا خلال الاسبوع، في ظل تحول العرب والمصريين نحو الشراء أمام مبيعات للاجانب في جلسات الاسبوع، موضحا ان الاقتصاد المصري أثبت قدرته على امتصاص الصدمات، كما أن البورصة كذلك لم تتأثر بصورة كبيرة بالأحداث السابقة . وقال عادل، انه "جاءت عمليات الشراء في الفترة الأخيرة لتكوين مراكز ترقبا لتطورات الاحداث فمن منظور العوامل الأساسية جاءت النتائج الفصلية متوافقة مع التوقعات أو أفضل منها وهو ما يظهر قوة الاداء المالي لعدد من الشركات ". واضاف ان موقف المستثمرين الاجانب يمكن تلخيصة في انهم "يتطلعون لاستقرار سياسي قبل أن يعززون مراكزهم في مصر لهذا فلن يتضح الموقف بشأن نتائج الشركات أو العملة حتى تتضح آفاق الاقتصاد الكلي "، موضحا انه يهيمن على السوق نشاط المتعاملين الأفراد مع تطلع المستثمرين لتحقيق مكاسب على الأمد القصير. واكد نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل و الاستثمار انه "يشعر الناس أن الأمور ستصبح على ما يرام مستقبلا منوها الي انه تبدو نهاية الضغوط السياسية وشيكة و ذلك ما سيحدد اتجاه السوق." كما اكد نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل و الاستثمار علي ضرورة قراءة متداولي (البورصة) المشهد السياسي الخارجي بواقعية والتأني في الاوامر الاستثمارية لضمان الخروج الامن سواء كان ذلك بعمليات الشراء او البيع نظرا للانخفاضات التي تواجهها السوق بفعل التطورات السياسية التي تشهدها المنطقة مؤكداً أن فوائض الأموال العربية علي الارجح هي التي ستقود السوق المصرية خلال المرحلة المقبلة اذا استمرت الاوضاع الحالية . وذكرت تقارير في بداية الاسبوع حول أنباء قوية عن شبه اتفاق بين أمريكا وروسيا على ما اقترحته الأخيرة بوضع السلاح الكيماوي السوري تحت الرقابة الدولية، وهو ما يؤجل قرار الحرب بشكل مؤقت ما يعني استقرار الأوضاع نسبياً في المنطقة وانعكاسات ذلك على هدوء الوضع السياسي والاقتصادي. ونصح عادل، المتداولين بضرورة قراءة المشهد السياسي دون المبالغة سواء كان بالتفاؤل او التشاؤم وعدم الالتفات الى الشائعات التي تطلق حاليا و التي قد تكون مضللة من اجل تحقيق اغراض خاصة ودعا عادل الى "البحث عن اسباب الانخفاض مبينا ان "هذا العامل الخارجي تأثيره مؤقت غالبا "، مشيرا الي ان الظروف الحالية تستدعي الترقب لتحين الفرصة الاستثمارية التي يحقق من خلالها المتداول اتزانا في العملية الاستثمارية سواء كانت بالبيع او الشراء دون الاخلال بالأسهم التي يمتلكها بفعل معلومات تروج حاليا في السوق معظمها يفتقد الدقة والمصداقية . وأوضح عادل، أن البورصة لن تكون جاذبة للاستثمار بدون استقرار مشيرا الي أن تفاعل السوق مع الاحداث السياسية يعكس مدى الكفاءة التى وصلت إليها البورصة المصرية واندماجها مع الواقع . وفي ذات السياق قال عادل عبد الفتاح رئيس مجلس إدارة شركة "ثمار" القابضة لتداول الأوراق المالية، أن البورصة مرشحة لاستمرار الاداء الجيد خلال تعاملات الاسبوع القادم من ناحية استمرار الحركة الصعودية وارتفاع قيم التداول، بدعم من استمرار التهدئة علي الساحة الاقليمية فيما يتعلق بسوريا. وأضاف عبدالفتاح، ل "مباشر" أن بوادر الحل السلمي للازمة السورية سيضفي مزيدا من الايجابية علي أسواق المال، مضيفأ أن هدوء بواعث القلق من توجيه ضربة عسكرية محتملة لسوريا يدعم ثقة المستثمرين في ضخ مزيد من السيولة بعد انباء عن تبني اتفاق امريكي روسي لخضوع السلاح الكيماوي السوري تحت ادارة دولية. وربط رئيس مجلس إدارة شركة "ثمار القابضة" استمرار التحركات الايجابية للبورصة المصرية خلال تعاملات الاسبوع القادم، بعدم وقوع أحداث جوهرية سلبية علي الساحة الداخلية واستقرار الاوضاع الداخلية في ظل استمرار التهديدات الامنية التي تشهدها البلاد وبخاصة في شبه جزيرة سيناء، بعد الاطاحة بأول رئيس مدني منتخب علي يد الجيش بعد تظاهرات حاشدة .