رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه بالرغم أن كوريا الشمالية تمثل تهديدا وشيكا أكثر من البرنمج النووى الايرانى إلا أن جولة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الآسيوية المستمرة لثلاثة أيام تؤكد أن الإدارة ليس لديها استراتيجية يمكن أن تكون أكثر نجاحا من الحالية والتي فشلت في كبح جماح طموح الشطر الشمالي النووي أو حتى عدوانه حتى الآن. ولفتت الصحيفة الأمريكية -في مقالتها الإفتتاحية أوردتها على موقعها الإلكتروني اليوم السبت أنه برغم من تحذيرات كيري للشطر الشمالي من مغبة إطلاق أي صاروخ والذي سيكون "خطأ فادحا" على حد قوله في مؤتمر صحفي في سول أول محطة في جولته الآسيوية إلا أن كلا من نوايا بيونج يانج والسياسة الأمريكية للرد عليها تبدو مشوشة أكثر من أى وقت مضى. وتابعت الصحيفة قولها "فمن ناحية هون مسئول أمريكي بارز من احتمالات تنفيذ كوريا الشمالية تهديداتها قائلا "إن هذه التهديدات ليست سوى محاولة من قبل الزعيم الكوري الشمالي كيم يونج أون لحفظ ماء الوجه ونزع فتيل التوترات وعقب ساعات حذر كيري الزعيم الكوري الشمالي من عدم المضي قدما في تهديداته النووية فالوضع متوتر بالفعل ولايحتمل المزيد من المخاطر. ورأت الصحيفة أنه وفي ظل هذا المناخ الضبابي يمكن أن تضيع تأكيدات كيري بشأن مدى الاهتمام الأمريكي بإجراء المفاوضات لاسيما وأنه وضع المسئولية على الشمال لإثبات حسن نواياه عن طريق نزع السلاح النووي وبدا منحازا بالسماح للرئيسة الكورية الجنوبية الجديدة بارك كون هيه للمضي قدما أولا في دعوتها للحوار مع كوريا الشمالية. واعتبرت الصحيفة أنه برغم أن هذا يستحق المحاولة إلا أن الصين الحليف الوحيد لكوريا الشمالية والمستفيد الرئيسي يبقى بمثابة عامل أساسي من أجل إحراز أي تقدم وسيتعين عليه ممارسة المزيد من الضغوط على بيونج يانج بصورة أكثر مما كانت عليه حتى الآن. ورصدت الصحيفة الأمريكية وجود دلائل على أن بعض المسئولين الصينيين ضاقوا ذرعا بطرق تهديدات كيم وأنه ينبغي إعطاء كيري فسحة جديدة خلال زيارته المقررة لبكين اليوم للتحقق من الحجة القائلة بأن دعم الصين سمح لكيم بتنفيذ تهديداته مع الإفلات من العقاب فبالنسبة لبلد مثل الصين والذي يقدر الاستقرار قبل كل شيء ينبغي أن يكون هذا بمثابة وضع لا يمكن الدفاع عنه.