من المقرر أن يزور وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الصين ، للضغط على بكين لاستخدام نفوذها لكبح جماح كوريا الشمالية ودفعها للتوقف عن لغة الحرب. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن كيري قبيل زيارته أن سياسة التنديد التي تشاركها الولاياتالمتحدة والصين يجب أن يكون لها تأثير وفاعلية.
وتأتي جولة كيري في آسيا التي تستمر أربعة أيام وسط تكهنات بأن بيونج يانج تستعد لإطلاق صاروخ.
وأكدت الولاياتالمتحدة أنه لا يوجد دليل على أن كوريا الشمالية يمكنها نشر صاروخ نووي، وهو ما يتعارض مع التقرير الذي صدر عن أجهزة الاستخبارات العسكرية الأمريكية ويشير إلى أن بيونج يانج قادرة على إطلاق صاروخ باليستي مجهز برأس نووي.
وأفادت تقارير بأن كوريا الشمالية نقلت على الأقل صاروخين من نوع موسودان باتجاه ساحلها الشرقي.
وأثارت مجموعة من التصريحات العدائية من جانب كوريا الشمالية تكهنات بأنها قد تطلق صاروخا، على الأرجح في 15 أبريل/نيسان، حينما تحتفل بعيد الميلاد 101 لمؤسس الدولة والزعيم الراحل كيم إل-سونج.
ومنذ أن فرضت الأممالمتحدة عقوبات جديدة على كوريا الشمالية في فبراير/شباط الماضي، تعهدت قيادتها بإعادة تشغيل مفاعل نووي متوقف عن العمل، وأغلقت الخط العسكري الساخن مع كوريا الجنوبية ودعت أفراد البعثات الدبلوماسية إلى الرحيل، مشيرة إلى أنه لا يمكن ضمان سلامتهم.
ورغم أن خطاب كوريا الشمالية كان أكثر عدائية وميلا إلى الحرب من المعتاد، فإن محللين يقولون إنه يأتي ضمن النهج الذي تتبناه بيونج يانج منذ فترة طويلة، وربما يهدف إلى تعزيز شعبية زعيم البلاد كيم جونج اون الذي تولى السلطة العام الماضي.
وقال كيري الجمعة خلال زيارته للعاصمة الكورية الجنوبية "سول" إن الولاياتالمتحدة ستحمي نفسها وحلفائها، وإن المباحثات في بكين ستهدف إلى "تحديد مسار سينزع فتيل هذا التوتر".
وأضاف "أعتقد أنه من الواضح للجميع في العالم بأنه لا توجد دولة في العالم لها علاقة وثيقة وذات تأثير كبير على كوريا الشمالية مثل الصين".
واعتبر أن الصين مثل الولاياتالمتحدة تريد نزع السلاح النووي، وقال "إذا كانت هذه سياستكم، يجب عليكم أن تمنحوها قدرا من الفاعلية".
وشدد على أن بلاده لن تقبل أبدا بأن تصبح كوريا الشمالية قوة نووية موضحا أن واشنطن ستدافع عن كوريا الجنوبية إذا اقتضت الضرورة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده كيري ونظيره الكوري الجنوبي يون بيونج سي في سول التي يزورها في مستهل جولته الآسيوية التي تتضمن زيارة بكين وطوكيو.
وحذر كيري كوريا الشمالية من أنها سترتكب خطأ فادحا إذا أطلقت أحد صواريخها متوسطة المدى في ظل التصعيد الذي تشهده شبه الجزيرة الكورية.
وقال كيري "يجب أن يفهم كيم جونج أون وأعتقد أنه يفهم على الأرجح ماذا ستكون نتيجة صراع كهذا".
وأكد وزير الخارجية الأمريكي أن الصين تملك "إمكانيات كبيرة" للمساعدة في تهدئة كوريا الشمالية.
وقال إنه ينبغي على القادة في كوريا الشمالية "أن يستعدوا للعيش وفق الالتزامات والمعايير الدولية التي قبلوا بها" مضيفا أن لدى الصين إمكانات كبيرة لإحداث التغيير المطلوب بهذا الشأن.