بقلم - حامد عزالدين سواء كان منتخب مصر للشباب فاز في مباراته مساء اليوم على غانا أم لم يفز ببطولة ة كاس الأمم الافريقية لكرة القدم أو لم يفز فهو منتخب يستحق التحية وكل التقدير على أنه نجح باقتدار في ظل ظروف غاية في الصعوبة في البقاء والصمود ورفع رأس المصريين بتصدره مجموعة الموت التي ضمت كلا من منتخب الجزائر الدولة المضيفة للبطولة ومنتخب غانا المرشح الدائم للبطولات الافريقية وبخاصة بطولات الشباب . ولأنه منتخب شاب يمثل مستقبل كرة القدم المصرية فان مهمة الادارة الفنية والاخلاقية له تبدو في غاية الصعوبة لكن ربيع ياسين - الذي ارتبط اسمه شرطيا منذ كان لاعبا ونجما في صفوف النادي الأهلي ومنتخب مصر حيث كان أحد فرسان مصر في كاس العالم 1990 بايطاليا - وللمرة الثانية حقق نجاحا مبهرا بداية من اختياراته للاعبين على مدى عامين ومرورا بالادارة الأخلاقية رفيعة المستوى وانتهاء بالادارة الفنية والنفسية للفريق وهو يحمل مسؤولية تحقيق حلم الصعود لنهائيات كأس العالم للشباب التي تستضيفها تركيا في يونيو المقبل . ولنبدأ من الجهد الكبير الذي بذل في اختيار اللاعبين من عدد كبير من الأندية المصرية بما يدل على متابعة واعية لبطولات المرحلة السنية ووجود سمات محددة كان المدير الفني يبحث عنها في اختياراته . ولا أعتقد أن هناك دليل نجاح في الاختيارات أفضل من أن معظم لاعبي هذا المنتخب الشاب يشاركون بصفة أساسية أو شبه أساسية ضمن صفوف فرق الدرجة الأولى في أنديتهم أمثال رامي ربيعة ومحمود حسن تريزيجيه وصالح جمعة ومحمود كهربا ومحمد حسن أوكا المحترف في صفوف نادي ريو أفي البرتغالي وغيرهم . أما الادارة الأخلاقية الرفيعة فتبدو في حرص ربيع طيلة فترة الاستعدادات على عدم التردد في استبعاد أي لاعب يرتكب أخطاء تتعلق بالأخلاق وتنتقص من الأدب مهما كانت درجة موهبته الفنية ومن هنا كانت الجدية والالتزام الكاملين من جانب لاعبي هذا المنتخب الذين تغلب الأخلاقيات العالية على سلوكهم داخل الملعب وخارجه وهو ما انعكس ايجابا على تكاتفهم وتعاونهم وقدرتهم على ضبط أعصابهم واللعب بقوة وجدية من الثانية الأولى الى الثانية الأخيرة . ووضح ذلك تماما في ثقة هؤلاء اللاعبين في أنفسهم وهم يواجهون منتخب غانا القوي في افتتاح مبارياتهم وتصميمهم على تحقيق الفوز ولا شيء غيره حتى آخر دقيقة وهو ما تحقق في الفوز 2-1 بهدف جاء قبل النهاية بأربع دقائق . .. وتأكدت تلك السمات النفسية والأخلاقية في المواجهة الثانية الشرسة أمام منتخب الجزائر ووسط جماهيره شديدة الحماس لما سجل المنتخب هدفا في الشوط الأول وتحمل اللاعبون جميعا عبء الحفاظ عليه بل ومحاولة التسجيل مرارا في الثاني دون أن ترهبهم الحجارة والزجاجات الفارغة التي ألقيت عليهم من المدرجات أو العنف الذي لجأ اليه لاعبو منتخب الجزائر وحركات الاستفزاز المتتالية الى أن وفقهم الله بنصر غال من عنده . وفي المباراة الثالثة أمام منتخب بنين ظل اللاعبون على عطائهم والتزامهم ولم يكن لضمان وصولهم الى نهائيات كأس العالم أي تأثير في أدائهم القوي الجاد أمام منتخب قوي يتطلع بثقة نحو المستقبل فتحققت لهم العلامة الكاملة تسع نقاط من ثلاث مباريات . وفي مبارة نصف النهائي أمام منتخب نيجيريا القوي للغاية وبطل أمم افريقيا في هذه السن 6 مرات لم يقصر أحد من أبناء ياسين بل انهم جميعا كانوا نجوما وفاوا بهدفين لنجم الهجوم الشاب محمود كهربا. وهذا دليل لا يقبل الشك على حسن الادارة الفنية والنفسية للكابتن ربيع ياسين الذي يعتبر وجوده مع هؤلاء اللاعبين من حسن طالعهم باعتباره نموذجا غير مسبوق فنيا وأخلاقيا وانسانيا . لكل هذا وغيره فانني لا لم أكن لأكترث كثيرا لنتيجة المباراة التي لعبها منتخب شباب مصر اليوم أمام منتخب غانا وما اذا كان الفريق سيحصل على البطولة الافريقية بوصفه أصبح المرشح الأول للفوز بها بعد المستوى الذي قدمه في ثلاث مباريات متتالية في مجموعته , ذلك أن نتائج مباريات كرة القدم أيضا تخضع لعنصر التوفيق وخصوصا في الدورين قبل النهائي والنهائي . لكن المؤكد يقينا هو أن ربيع ياسين قدم لمصر منتخبا رائعا صاحب مستوى ثابت التزاما وعطاءا وأداء خططيا وقبل كل هذا وبعده أخلاقيا وأعاد لنا الأمل من جديد في قدرات المصريين الكامنة التي تحتاج فقط الى الادارة بالقدوة الصادقة فهؤلاء اللاعبون ما كان يمكن أن يستجيبوا لقائدهم الا لأهم يثقون في أنه لا يطلب ولن يطلب منهم الا ما التزم به طوال عمره لاعبا ونجما وقائدا لفريقه ثم مدربا ومديرا فنيا . أعتقد أن ما أوضحته لاعلاقة له مطلقا بكون ربيع ياسين ارتبط بلقب الشيخ وأن ما تحقق جاء بفضل "بركة الشيخ ياسين " لكنه تحقق بالتخطيط والادارة والصدق مع الله ومع النفس فربيع ياسين قائد بكل ما تعنيه الكلمة ولايعتمد مطلقا على مجموعة دراويش . . !!