استطاعت كرة القدم أن تبتعد بنا- ولو ليلة- عن واقعنا الحزين وأن تخرجنا, مؤقتا, من حالة التوهان في اللامعقول السياسي الذي نعيشه, إلي حالة أقرب إلي الحياة الطبيعية التي يعيشها ويستمتع بها خلق الله, خارج الشرق الأوسط الجديد, بعيدا عن الفوضي( الهدامة) التي بشرت بها سيئة الذكر, كوندي رايس!!. فقد كان موعدنا مساء أمس الأول مع مباراتين للمنتخبين الوطنيين, في الأولي واصل الشباب تأكيد جدارتهم وصلابة معدنهم, وصعدوا لنهائي البطولة الإفريقية بعد فوزهم علي غانا ثم الجزائر وبنين ونيجيريا تباعا, وبإذن الله يكررون فوزهم علي غانا في النهائي ويعودوا لنا بالكأس, وبعدها آمل ألاندخر وسعا في إعدادهم علي أعلي مستوي لنهائيات كأس العالم للشباب بتركيا, فهذا الفريق هو المؤهل, بدنيا وفنيا وذهنيا, بقيادة المدرب الوطني ربيع ياسين, لتكرارالأمجاد التي حققها الجوهري وحسن شحاتة. وفي الثانية فاز المنتخب الأول علي نظيره الزيمبابوي1/2 بصعوبة, ليحتفظ بصدارة مجموعته في التصفية الأولي لكأس العالم للكبار. ورأيي أن أحترام الفرق الثلاثة المنافسة في المجموعة( غينيا وموزمبيق وزيمبابوي) واجب, لكن الأرجح أن يفوز المنتخب المصري بالصدارة في النهاية, باعتباره الوحيد صاحب التصنيف(A) علي رأس هذه المجموعة, مثلما هو الحال مع الكبار الآخرين: غانا وكوت ديفوار ونيجيريا وتونس والمغرب والجزائر و... وكلها مرشحة مثلنا للفوز بصدارة المجموعات العشر للتصفيات, وبعدها ستحدد القرعة المواجهات الثنائية بين ابطال المجموعات لتحديدالمنتخبات الخمسة التي تمثل القارة في مونديال البرازيل. علينا إذن أن نفكر من الآن في هذه المواجهات الحاسمة, فلا نفرح بالفوز علي فرق المجموعة المتواضعة أو بعشرة أهداف في مرمي مدرسة سوازيلاند الثانوية!! وأقول بوضوح أن التخطيط والإدارة الفنية للمنتخب الأول غير واضحة المعالم, فقد لعب الفريق في الأشهر الأخيرة5 مباريات ودية كل منها بتشكيل مختلف بنسبة70 في المائة, وفي آخرها لعب بفريق كامل مختلف في كل شوط, دون أن يشترك في أيهما نصف التشكيل الأساسي الذي بدأ مباراة زيمبابوي!! فكيف يمكن أن يتحقق التفاهم والتجانس للفريق بدون حد أدني من التثبيت ؟! لمزيد من مقالات عصام عبدالمنعم