فشل زعماء دول الاتحاد الاوروبي ال27 اليوم الجمعة في التوصل الى اتفاق حول الاقتراح الفرنسي - الالماني الذي يقضى بتعديل المعاهدة الاوروبية من أجل الحيلولة دون حدوث انهيار لمنطقة اليورو، فيما اتفقوا على أن منطقة اليورو وغيرها من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تهدف الى توفير موارد اضافية تصل قيمتها الى 200 مليار يورو لصالح صندوق النقد الدولي. كما توصلوا الى اتفاق من شأنه تسريع بدء انفاذ آلية الاستقرار الاوروبي او ما تعرف بصندوق الانقاذ المالي الدائم لمنطقة اليورو وينبغي أن تدخل حيز التنفيذ في يوليو 2012. وصرح رئيس المجلس الاوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الاوروبية خوسيه مانويل باروسو - في مؤتمر صحفي مشترك صباح اليوم /الجمعة بعد محادثات ماراثونية استمرت طوال الليلة الماضية- أنه تم الاتفاق على اتخاذ اجراءات فورية وذلك على المدى القصير للتغلب على الصعوبات الحالية أما بالنسبة للمدى البعيد فقد تم الاتفاق على ميثاق مالي جديد لمنطقة اليورو. ولفتا الى أن الجميع مهتم بالقواعد المالية القوية الجديدة في أوروبا، كما يحتم على الدول الاعضاء ان تقدم مشاريعها الخاصة بالميزانية الى المفوضية الاوروبية. وأشار فان رومبوي الى صعوبة التوصل الى اجراءات قانونية حيث أن الاتحاد الأوروبي مبني على البروتوكولات والمعاهدات والقوانين، وأضاف "لقد بدأنا هذا النقاش في نهاية الجلسة الأولى وتوصلنا الى أن 17 عضوا في منطقة اليورو – اضافة الى ستة آخرين - سوف يبرمون معاهدة دولية ما بين الحكومات في حين لم يحصل بلدان آخران على تفويض للمشاركة. وأوضح فان رومبوي أن تعديلا جديدا على معاهدة الاتحاد الأوروبي ينطوي على اجراء مطول بينما يمكن الموافقة على اتفاق بين الحكومات والمصادقة عليه بسرعة أكبر بكثير مشيرا الى ان عامل السرعة اهمية قصوى من أجل تعزيز المصداقية. وذكر فان رومبوي أنه فيما يتعلق باشراك القطاع الخاص ،فلقد تحقق تغيير كبير في حيث سيكون ملزماومن الآن فصاعدا الالتزام بشكل صارم بمبادئ وممارسات صندوق النقد الدولي. من جانبه، قال باروسو ان الاجماع كان مطلوبا لتعديل كامل للمعاهدة وأنه تعذر التوصل لهذاالاجماع. من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه رفض المقترحات الفرنسية - الالمانية حول معاهدة اوروبية جديدة لحل الازمة المالية لانها لا تحمي المصالح البريطانية. وقال كاميرون إن ما تم تقديمه لا يخدم المصالح البريطانية ومن ثم فقد تم رفضه ، معربا عن رغبته فى توافق على مستوى دول منطقة اليورو معا لحل مشكلاتها على ان يندرج هذا الامر في اطار معاهدات الاتحاد الاوروبي. من جانبه، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي - في مؤتمر صحفي منفصل - إن دول منطقة اليورو ال17 إضافة الى ست دول أوروبية أخرى ستعمل على اتفاق منفصل، وقال ساركوزي إن كاميرون اقترح بروتوكولا بصدد كتابته وفق المعاهدة الاوروبية للسماح لبريطانيا بعدم المشاركة في التغيير المقترح حول الخدمات المالية "ولا يمكن أن نقبل بهذا ومن المقرر أن يعقد قادة الاتحاد الأوروبي جلستهم الرسمية في وقت لاحق من اليوم".