التشكيك في النوايا والتذكرة بخطابات مبارك ... بهذا الانطباع استقبل جموع العمال خطاب د. محمد مرسي رئيس الجمهورية ، مساء أمس أثناء احتفاله بعيد العمال ، والتي أعلن خلالها عن منح علاوة جديدة بنسبة 50% ، وأنه سيسير خلال الفترة المقبلة على نهج الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بتنمية المشاريع القومية وعدم المساس بشركات قطاع الأعمال . أكد ناجي رشاد القيادي العمالي وصاحب الدعوي الشهيرة لوضع حد ادني للأجور عام 2008 ، أن الرئيس مرسي ورط الحكومة بتصريحاته الرنانة أمس حول العلاوة التي سيمنحها للعمال ، منوها بأن وزير المالية د.المرسي حجازي أبدى تخوفه من عدم قدرة الموازنة العامة للدولة تحمل تلك العلاوة . أشار رشاد أن وزير المالية ذكر له بأن كل 100 جنيه علاوة إضافية ستكلف الدولة مايقرب من 680 جنيه مما يؤكد صعوبة صرف تلك العلاوة وهو أمر مشابه لوعود الرئيس السابق مبارك . وقال رشاد أنه لو أراد النظام الحاكم خدمة العمال فعليه أن يطبق الحد الأدنى للأجور بحيث لا يقل عن 1500 جنيه، والحد الأقصى للأجور لا يزيد عن 15 ضعف الحد الأدنى وتحقيق للعدالة الاجتماعية التي نادت بها ثورة 25 يناير ولم تُطبق حتى الآن، لافتا إلى أن النظام الحاكم لا يفكر في العمال ولا يهتم بقضايا العمال على الإطلاق، ولا يريد كسب ودهم . وأوضح رشاد أن الحكومة هي الأداة التي تنفذ قرارات الحزب الحاكم، لافتا إلى أن الحزب الحاكم لا يهتم بالشأن العمالي بشكل حقيقي، ولكن كل ما ينشر في وسائل الإعلام ما هو إلا شعارات لتهدئة القيادات العمالية وسير العمال في العمل في ظل انتقاص لحقوق العمال، وعدم حصولهم على أدنى حقوقهم في الحياة الكريمة. وأكد رشاد أن مصر بها 4500 مصنع تم إغلاقهم خلال الفترة التي أعقبت الثورة . من ناحيته يرى طلال شكر عضو المجلس الاشتراكي لاتحاد عمال مصر الديمقراطي ، عدم وجود فرق كبير بين خطاب مرسي بالأمس وخطابات مبارك الرنانة التي لا تحقق أية حلول لمشاكل العمال . قال أن مطالب العمال التي نادوا بها ويؤكدون عليها دائما تتمثل في ضرورة تحديد حد أدنى وأقصى للأجور، لافتا إلى أن هذه الزيادة التي اقرتها الحكومة في الموازنة العامة الجديدة، تصب لصالح كبار المستشارين في الدولة وأصحاب الحظوة من حلفاء النظام الحاكم. وطالب شكر بضرورة مراعاة أصحاب الدخول المنخفضة من العمال ومراعاة اساسيات المعيشة وقدرة المواطن على أن يحيى حياة كريمة وحفظ كرامة العمال، لافتا إلى استمرار سياسة النظام السابق ما زالت قائمة وهناك تهميش لحقوق العمال. وأشار شكر إلى أنه سيتم تنظيم احتفالية اليوم بميدان التحرير ،لافتا إلى أنه سيتم رفع مطالب الثورة، والمطالبة بتشريعات تنقذ العمال. وأكد على أن بالرغم من أن مصر وضعت على قائمة الدول الأشد انتهاكا للعمال على مستوى العالم، ومازالت هناك وجود انتهاكات متعددة؛ لعدم قبول أوراق نقابات جديدة، لافتا إلى أنه لم تستقر أوضاع العمال في مصر ما لم تكن هناك مناصفة لحقوق العمال، ونسعى للمفاوضة وأن تكون هي الوسيلة والآلية الوحيدة لحل المنازعات. وقال عبد الحميد غزالي رئيس نقابة الصناعات الهندسية والمعدنية سابقا، أن خطاب الرئيس مرسي أمس زاد من حالة الاستقطاب والانقسام التي تعاني منها مصر مؤخرا ، خاصة وأن العمال إنقسموا بين مؤيدين ومشككين حول نوايا الرئيس . أشار إلى أن النظام لم تقدم أى دليل على اهتمامه بالعمال ، منوها بأن زيادة مخصصات الأجور في الموازنة العامة الجددة بالأمر الطبيعي خاصة وأن هناك حقوق كثيرة مهدرة للعمال، ويجب النظر في تلك الطلبات والحقوق والعمل على تلبيتها، إذا كانت تسعى حكومة قنديل إلى رفع مستوى المعيشة وزيادة الإنتاج، فيجب الاهتمام بالملف العمالي، وزيادة الإنتاج حتى لا تحدث ثورة أخرى، والتي ستقضي على كل شيئ. من جانبه أكد وليم ذكي عضو العمال بحزب الوفد، ونائب رئيس رابطة سائقي القطارات، أن الزيادة التي أقرتها حكومة الدكتور هشام قنديل في مخصصات الأجور بالموازنة العامة الجديدة تعد بمثابة رشوة مقننة، خاصة قبل انتخابات مجلس الشعب المقبلة للعمل على تهدئة العمال وكسب ودهم. وطالب ذكي بضرورة ضبط أسعار السعر قبل الحديث عن زيادة مخصصات الأجور التي لا تصل أصلا إلى العامل البسيط في الوقت الذي ترتفع فيه أسعار السلع الأساسية ولا يقابلها ارتفاع عادل في الأسعار، مما سيُخلق فجوة كبيرة في الوضع الاجتماعي. وشدد على ضرورة الاستجابة لمطالب العمال وتحديد حد أدنى وأقصى للأجور، وتطبيق هذا القانون في أسرع وقت والذي سيضمن تحقيق العدالة الاجتماعية التي نادت بها ثورة 25 يناير، مطالبا بضرورة الاهتمام بمشاكل وقضايا العمال والتي أهملت على مدار الأعوام السابقة. وأكدت فاطمة رمضان، نائب رئيس الاتحاد المصرى للنقابات المستقلة، أن خطاب مرسى ، لم يضف جديداً على سياساته لأخونة التنظيم النقابى، مؤكدة أن الرئيس مرسى سعى للتدخل فى سياسات العمال والتعدى على حقوق العمال وشئونهم، متجاهلاً التحدث عن الحقوق التى يبحث عنها العمال فى عهد الرئيس مرسى. وأشارت "رمضان"، أن خطاب الرئيس مرسى كان موجهاً لفئة معينة من الشعب ممثلة فى أعضاء الاتحاد المصرى الذين وافقوا على حضور احتفاليتهم فى القصر الجمهورى بعدما كان يأتى إليهم الرؤساء فى عيدهم، لافتة إلى أن الرئيس مرسى لم يضف شيئاً فى خطابه كعادته. من ناحيته ، أكد أمين إسكندر القيادي الناصري وعضو جبهة الإنقاذ ، اندهاشه الشديد بتضمن خطاب مرسي أمس ، ذكرى الزعيم الراحل عبدالناصر بشكل إيجابي ولأول مرة منذ توليه السلطة ، مؤكدا أن الأيام المقبلة هي التي ستؤكد صدق النوايا أم أنه مجرد كلام يدغدغ المشاعر التي تحب ناصر .