أكد جيمس بيكر، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، أن الولاياتالمتحدة قد بذلت جهودا مُضنية على مدى عام كامل من أجل إقناع صدام حسين بالانضمام مجددا إلى المجتمع الدولى، لكنه دأب مرارا وتكرارا على إدارة ظهره لبعض مطالب الولاياتالمتحدة. جاءت تعليقاته ضمن الحلقة الأولى من برنامج "الذاكرة السياسية"، الذي يذاع على قناة "العربية" مساء الجمعة. وأضاف: "كما تعلمون فإن الولاياتالمتحدة قدمت إلى العراق معلومات استخباراتية إبان الحرب العراقية– الإيرانية، وتعاونا مع الحكومة العراقية لبعض الوقت. غير أنه لدى غزو صدام حسين الكويت.. بلد كبير يتصرف بوحشية ضد بلد صغير مجاور بلا مبرر، مقدما بذلك مثالا لعدوان وحشي كان على الولاياتالمتحدة برأينا أن تقود المجتمع الدولى لإنهاء العدوان، وهذا ما فعلناه". وأردف: "قبل العدوان ساعدنا العراق على الدفاع عن نفسه ضد العدوان الإيراني خلال حرب طويلة، وتالياً كانت الولاياتالمتحدة إلى حد ما حليفة للعراق، ولم يكن هناك ما يجعلنا نعتقد أن صدام حسين سيقدم على ما فعله بغزوه بلدا جارا صغيراً بكل وحشية وإخضاع شعبه لاحتلال وحشي". وأشار بيكر إلى السياسة التي كانت تنتهجها الولاياتالمتحدة في ذلك الوقت، والتي كانت تقوم على عدم التورط عسكرياً في شكل خاص في النزاعات الحدودية بين الدول العربية في المنطقة. وأضاف: "بمجرد أن اتضح أن الوضع كان يتجاوز النزاع الحدودي (بين العراق والكويت)، تحركت الولاياتالمتحدة في شكل سريع وحازم وباستخدام واسع للقوة، لكن سياستنا كانت تقوم على عدم اللجوء إلى استخدام القوة لتسوية النزاعات الحدودية التي كان يوجد الكثير منها في تلك الفترة بين بلدان كثيرة في المنطقة. لست أدري كيف كان يمكن للولايات المتحدة أن تفعل أكثر مما فعلته لوضع حد للعدوان والكثير من البلدان في المنطقة، لا سيما منهم حلفاؤنا كانوا محظوظين لأن الولاياتالمتحدة تحرّكت على النحو المعروف".