تعقد مجموعة وزراء التجارة والصناعة والاقتصاد في دول تجمع الاتفاقية العربية المتوسطية للتبادل الحر المعروفة اختصاراً ب "اغادير" اجتماعاً عاجلاً منتصف يناير المقبل للاعلان الرسمى عن تفعيل الاتفاقية والتى تشمل كل من "الاردن ، مصر، تونس والمغرب" بالتعاون مع الاتحاد الاوروبى. وكشفت مصادر بالموفوضية الاوروبية بالقاهرة انه من المنتظر ان يعلن وزراء الاقتصاد بدول الاتفاقية عن التعديلات النهائية بشأن التبادل الحر بين الدول الاعضاء بما يحمى الصناعات الوطنية داخل كل منها دون اغراق، خاصة ان مصر تقدمت بالتماس فيما يخص صناعة السيارات عقب تلقى وزارة الصناعة والتجارة الخارجية المصرية شكاوى بسبب السيارة رينو التى تدخل السوق المصرى عبر المغرب. من جانبه قال ابراهيم ابو عميرة رئيس الغرفة المغربية المصرية المشتركة ان الاجتماع المزمع عقده سيكون في العاصمة المصرية القاهرة وبحضور ممثلين حكوميين للدول الاعضاء ،لافتا الى انه تم الاتفاق على الصيغ النهائية المتعلقة بتفعيل الاتفاقية التى تخدم اكثر من 125 مليون مستهلك داخل الحيز الجغرافى للاعضاء. وكشف ابو عميرة ل "أموال الغد" عن وجود قائمة تتضمن 690 شركة مصرية تستفيد من تفعيل تلك الاتفاقية تعمل في ثلاثة مجالات هى السيارات والغزل والنسيج واخيراً الجلود، لافتا الى ان عام 2013 سيشهد طفرة كبيرة في تلك المجالات بدعم من تفعيل اغادير مما سيزيد استثمارات تلك القطاعات عن 10 مليارات دولار خلال الثلاثة اعوام الاولى من بدء التفعيل. وحصلت "اموال الغد" على القائمة النهائية للشركات التى ستستفيد من تفعيل الاتفاقية بحسب مذكرة التفاهم الاولى التى تم توقعيها نهاية العام 2007 وتم قبولها من جانب الدول الاعضاء، وتتصدر قائمة شركات السيارات "جنرال موتورز مصر ، المصرية لتجارة السيارات، جلوبار، سوزوكى، هوندا ورينو". فيما تتصدر قائمة الشركات العاملة في مجال الغزل والنسيج والملابس كل من الامريكية للغزل والنسيج والاسكندرية "سبينالكس" للغزل والنسيج ، كايرو قطن سنتر، بيلا دونا ،المصرية للغزل والنسيج ، المحلة الكبرى والنساجون الشرقيون . كما تستفيد بقطاع الجلود عدد كبير من المدابغ الاعضاء بغرفة الدباغة باتحاد الصناعات المصرية ومصانع تصنيع الجلود الاعضاء ايضاً بغرفة صناعة الجلود. من جهته أوضح يحيى زلط رئيس غرفة صناعة الجلود باتحاد الصناعات أن الاتفاقية تضم أربع دول عربية إلى الآن، وهم مصر وتونس والأردن والمغرب، مشيرا إلى أهمية المغرب ومدى استفادة الصناعة المحلية من تقدمها التكنولوجي، حيث إنها من أكبر الدول تعاونًا مع أسبانيا مما تيح دخول المنتج المصرى الى اسبانيا . اضاف انه من المتوقع أن تتضمن التعديلات الجديدة على الاتفاقية السماح بانضمام الدول العربية، خاصة سوريا فيما دعا اليه الاتحاد الاوروبى لدعم ثورات الربيع العربى، كما أن تفعيل الاتفاقية ستحدث طفرة في الصناعة في مصر. يشار الى انه تم إطلاق إعلان أغادير بالمغرب في مايو 2001 حيث أعلنت الأردن، تونس، مصر والمغرب رغبتها في إقامة منطقة تجارة حرة فيما بينها و ذلك بتشجيع من الإتحاد الأوروبي، وقامت الدول المؤسسة الأربعة بالتوقيع على اتفاقية أغادير بالمملكة المغربية في 25 فبراير 2004. ودخلت الإتفاقية حيز التنفيذ في يونيو 2006 عقب اكتمال إجراءات المصادقة عليها في الدول الأربعة، وبدأ التنفيذ الفعلي للإتفاقية في 27 مارس 2007 في نطلق محدود جداً عقب إخطار المنافذ الجمركية في الدول الأربعة بالبدء في التنفيذ. ويهدف تجمع اغادير الى زيادة التبادل التجاري بين الدول الأربعة من ناحية، وبين الدول الأربعة والإتحاد الأوروبي من ناحية أخرى، مع زيادة التكامل الإقتصادي بين الدول الأربعة (تحديداً التكامل الصناعي) من خلال تطبيق قواعد المنشأ الأورومتوسطية لتساهم فى جذب الإستثمارات الأجنبية المباشرة الأوروبية والعالمية بفضل سوق أغادير الذي يضم حالياً أكثر من 125 مليون مستهلك. وبموجب اتفاقية اغادير يتم إعفاء كامل للسلع من الرسوم الجمركية والرسوم والضرائب الأخرى ذات الأثر المماثل للسلع الصناعية المتبادلة بين الدول الأعضاء ، وتلتزم الدول الأطراف بتطبيق جداول إلتزاماتها بموجب الإتفاقية العامة لتجارة الخدمات لمنظمة التجارة العالمية ويمكن النظر لاحقاً في توسيع تلك الإلتزامات.