تمر اليوم الجمعة الذكرى الرابعة لكارثة الدويقة، والتى راح ضحيتها المئات من سكان جبل المقطم، نتيجة سقوط إحدي صخوره عليهم فى 28 سبتمبر 2008، حيث أن أهالى المنطقة لايزالون يعانون الأمرين. ورغم مرور هذه السنوات وقيام ثورة 25 يناير، إلا أن أهالى المنطقة لايزالون يعانون الأمرين، بسبب إهمال المسئولين، وعلى رأسهم محافظة القاهرة، والتى لايعرف سكان الدويقة حتى هذه اللحظة ما إذا كانت عمليات الحصر التى تقوم بها من خلال لجان مختصة عادلة بشأن من يستحق وحدات سكنية جديدة أم لا. وقعت الكارثة فى عهد المحافظ الأسبق عبدالعظيم وزير، وأحيل وقتها نائبه محمود ياسين ورئيس حى منشأة ناصر وعدد من مسئولى الإسكان بالحى للمحاكمة. كما شكل وزير وقتها لجانًا مختصة من أساتذة الهندسة وعلوم التربة والجولوجيا، لفحص مناطق الخطورة بجبل المقطم، وإخلائها على الفور، ولكن عمل هذه اللجان غير منتظم الآن. ورغم سعى المحافظة، إلى تسكين المتضررين فى وحدات جديدة، إلا أن أغلبهم يرفضها، بسبب افتقادها للمرافق وبعدها عن أماكن عملهم. ولم ييأس الأهالى طوال الأربع سنوات من الاعتصام أمام مبنى محافظة القاهرة بعابدين، لإجبار المسئولين على تسكينهم فى مساكن آدمية، فى حين مارس بعضهم أعمال البلطجة لعدم حصوله على وحدة سكنية فى الأساس. وقد علق هؤلاء أملهم على ثورة يناير، معتقدين أنها ستحقق العدل والمساواة فى الحصول على الوحدات، ولكن ذلك لم يتحقق، بل بقيت الدويقة بأكملها غارقة فى العشوائية بمناطقها المختلفة، وعلى رأسها"عزبة خيرالله" والتى تعتبر من أكبر عشوائيات القاهرة. "بوابة الأهرام" حاولت مشاركة الأهالى هذه الذكرى المأساوية فى ظل غياب المسئولين، أو حتى محاولتهم افتتاح أحد المشروعات التى ترقى بها. أكد ابراهيم محمد، أحد سكان شارع الأماين بمنشأة ناصر، أن معاناتهم تزداد يومًا بعد يوم، كما أن الوحدات التى تدعى المحافظة أنها توفرها للمتضررين، توزع على من لا يستحقها، بدليل بقائى أن وأسرتى وبعض المضارين من الجيران فى منزل متهالك منذ وقوع الكارثة. أضاف عفيفى حسين، أن شهر سبتمبر الحالي قد شهد سقوط أحد الأسوار التى أقامها حى منشأة ناصر للفصل بين الأهالى وجبل المقطم على عجوز وسط تجاهل من المسئولين، ورغم إصابتها البالغة، إلا أن الحى لم يسألى عنها أو حتى يصرف لها غرفة أدمية تسكن بها. من جانب أخر، كانت المحافظة منذ وقوع الكارثة قد وعدت بصرف تعويضات لبعض الحالات القاسية، إلا أن ذلك لم يتم على حد قول منى السيد، أحد هذه الحالات، موضحة ل"بوابة الأهرام" أنه لم تصرف وأبنائها أى تعويض، كما أن المحافظة تعجزهم بطلبها مستندات لا يتوافر أغلبها معها. كما رفض أحمد على، أحد المتضررين الانتقال إلى مساكن"أوراسكوم ب 6 أكتوبر" وهى من ضمن المساكن التى وفرتها المحافظة لأهالى الدويقة، وكان سبب الرفض وفق رواية على هو بعدها عن مكان عمله، وضيق مساحتها والتى لن تسع أسرته المكونة من 6 أفراد، بالإضافة إلى افتقارها للخدمات الأساسية. فى سياق متصل، لا تقتصر معاناة سكان جبل المقطم على السكن فقط، بل يعانون من سوء الصرف الصحى، وتلوث مياه الشرب، وعدم وجود مدارس تقدم خدمة تعليمية جيدة لأبنائهم، ناهيك عن زيادة العشوائية وبؤر الإجرام فيها يوما بعد يوم. وفى الذكرى الرابعة لمأساتهم، لا يتمنى الأهالى سوى أن ينظر لهم المحافظ الجديد الدكتور أسامة كمال بعين الاعتبار، وأن يمن عليهم بزيارة واحدة ليرى على الواقع العشوائية التى يعيشون وسطها. المصدر:بوابة الاهرام