دعا مفتى الديار المصرية الدكتور علي جمعة شباب مصر إلى ضرورة تثقيف الذات وقراءة التاريخ والاستفادة من تجارب الثورات التى مرت بها البلاد وذلك حتى تتشكل لديهم العقلية الواعية القادرة على بناء مستقبل مصر بالصورة التى يأملها الجميع. جاء ذلك خلال لقاء مفتى الديار المصرية مع 500 شاب وفتاة فى لقاء حوارى ضمن سلسلة حوارات شبابية ينظمها المجلس القومى للشباب أسبوعيا لفتح باب المناقشات حول مختلف القضايا التى تشهدها الساحة خلال هذه الآونة بين شباب مصر والمسئولين والمتخصصين ورجال الدين. وقال جمعة "إن بناء المستقبل مرهون بالاستناد للماضى لإدراك كافة التجارب التى شهدتها مصر بصورة سليمة مع أهمية التعليم والبحث العلمى لكونهما أساس تقدم المجتمعات وتطورها". وحث مفتى الديار المصرية الشباب على حب الوطن والابتعاد عن الإحباط والعمل على إدارة عجلة الإنتاج من خلال بذل مزيد من الجهد لتحقيق التقدم الاقتصادى للبلاد ، مشيرا إلى أن هناك دولا قد عانت بشكل كبير من الحروب والاحتلال ولكنها استطاعت بعد ذلك أن تصل لمصاف الدول المتقدمة بفضل جهد وعمل شعوبها. وأوضح أن التظاهر السلمى من حقوق الإنسان المكفولة بشرط عدم تعطيل سير العمل وحركة المرور وأنه يعد وسيلة يستطيع المواطنون من خلالها التعبير عن آرائهم ومطالبهم المشروعة غير أنه رفض قيام المتظاهرين بقطع الطرقات والسكك الحديدية للمطالبة بحقوقهم لأنهم بذلك يخرجون على سلمية المظاهرات ويؤذون باقى المواطنين بهذه الصورة التى لا يستطيعون الحصول على حقوقهم من خلالها. وشدد جمعة على أن الدين لا يدعو إلى مثل هذه الأعمال .. قائلا "إن المطالبة بالحق لا يجوز أن تكون معه سلب لحقوق الآخرين".وأبدى مفتى الديار المصرية الدكتور علي جمعة تخوفه الشديد من ظاهرة العشوائيات التي انتشرت بشكل كبير في مصر وما ينجم عنها من أعمال غير أخلاقية كالبلطجة وأبناء الشوارع والتسرب من التعليم ، مشيرا إلى أن العشوائيات أصبحت ثقافة مدمرة وحلها ليس فقط عن طريق نقل سكان العشوائيات إلى أماكن سكنية أخرى فحسب ولكن أيضا من خلال تغيير ثقافتهم التي ترسخت بأذهانهم لفترات طويلة الأمر الذي يقع على عاتق وسائل الإعلام. وحول رأيه في حصول حزب الحرية والعدالة على الأغلبية في انتخابات مجلس الشعب ، أوضح جمعة أن هذه النتيجة جاءت بناء على إرادة الشعب التي اختارت من يمثلها في البرلمان .. مشيرا في ذات الوقت إلى عدم انتمائه لأي فصيل أو تيار إسلامي موجود على الساحة باعتباره القاضي الذي يحكم بين الناس جميعا وبالتالي لا يجوز له الانتماء لأحد. وعن دور دار الإفتاء في مصر ، قال إن دار الإفتاء تقوم بتصحيح الدين الصادر عن أي شخص في العالم سواء كان سنيا أو شيعيا أو متطرفا .. وأن دار الإفتاء شهدت تطورا ملحوظا حيث أصدرت العام الماضي أكثر من 400 ألف فتوى بعد أن كانت تصدر 944 ألف فتوى فقط خلال ست سنوات فى عهد الإمام محمد عبده. وبالنسبة لتطبيق الشريعة الإسلامية ، قال مفتى الديار المصرة "إننا في أشد الحاجة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية فهي تسامح ورحمةوعمل وجهاد في سبيل الله وانتماء للوطن".. مبينا أنها تقوم على أساس المشاورة في الأمر ومسألة تطبيقها ترجع للمجلس التشريعي. وفيما يتعلق بإنشاء هيئة للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، أوضح أنه لم تكن هناك هيئة للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر في عصر الرسول وإنما كانت وظيفة مجتمعية تطورت إلى مؤسسات تحث الناس على الأمر بالمعروف وتنهيهم عن المنكر
