يرعى الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية، غداً الأربعاء، 10 صفر 1433ه الموافق 4 يناير 2012م، حفل تدشين المعهد التقني السعودي لخدمات البترول، بالدمام، وتخريج الدفعة الأولى والثانية من طلبته. تم إنشاء هذا المعهد ليغطي حاجة السوق المحلية لصناعة البترول من العمالة الفنية عالية التدريب، وليوفر فرص عمل للشباب السعوديين، الأمر الذي من شأنه أن يعزز الجهود الحثيثة لتوطين الوظائف في هذا المجال. وبهذه المناسبة قال معالي الأستاذ عبد الرحمن بن محمد عبد الكريم، المستشار لشؤون الشركات بوزارة البترول والثروة المعدنية، ورئيس مجلس أمناء المعهد: "إن تشريف سمو أمير المنطقة الشرقية، ورعايته الكريمة لهذا الحدث تشكل جزءاً من مسيرته، حفظه الله، في دعم مشاريع تنمية الشباب وتطوير الكفاءات الوطنية، ودعم توطين الوظائف، وتعزيز الموارد البشرية للصناعات الاستراتيجية في المملكة". وأضاف معاليه: "بالأمس القريب رعى سموه حفل وضع حجر الأساس للمعهد الوطني للتدريب الصناعي في الأحساء، وكان تشجيعه ولقاؤه بمسؤولي صناعة البترول والبتروكيماويات في المملكة، وتوجيهاته الكريمة لهم، خير دليل على ما يحظى به أبناء المنطقة من اهتمام سموه بتدريب الشباب السعوديين وفتح الفرص لهم للمزيد من المشاركة في صناعاتنا الوطنية التي ننافس بها عالمياً". وحول فكرة إنشاء هذا المعهد؛ أوضح عبدالكريم، "لقد جاءت بناءً على توجيهات معالي وزير البترول والثروة المعدنية، المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، المستلهمة من توجهات الدولة رعاها الله في هذا الخصوص، ولإيمانه العميق بضرورة العمل على تطوير مستوى التدريب التقني، فقامت الوزارة بالتعاون مع المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني وشركة شيفرون السعودية العربية بالعمل على تحقيق ذلك التوجيه من خلال إنشاء هذا المعهد الرائد في المنطقة". وأشار إلى أن إيمان الأطراف المؤسسة للمعهد بأهمية التدريب ودوره الفاعل في تهيئة الشباب السعودي للانخراط في سوق العمل وتزويده بالمعارف النظرية والمهنية وفقا للمعايير الدولية العالية، قادهم إلى تبني إحداث نقلة نوعية في مستوى التدريب، فجاء المعهد ليكون حلقةَ وَصلٍ، ومُلبياً لكل قطاعات الطاقة والمهن المتصلة بصناعة خدمات البترول، وتخريج كوادر سعودية مدربة في هذا المجال. من جانبه؛ أكد المدير التنفيذي للمعهد التقني السعودي لخدمات البترول، الأستاذ عبدالله بن محمد اليامي، أن المعهد يعتبر مؤسسة غير ربحية يديره مجلس أمناء برئاسة الأستاذ عبدالرحمن بن محمد عبدالكريم، وممثلين عن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وشركة شيفرون العربية السعودية، وصندوق تنمية الموارد البشرية، وعدد من شركات خدمات الطاقة. وقال اليامي، "إن مدة الدراسة بالمعهد سنتان، حيث تخصص السنة الأولى لدراسة المواد الأكاديمية المساندة، أما السنة الثانية فتخصص لتدريس التخصصات الفنية". وحول البيئة العلمية للدراسة في المعهد قال اليامي، "يقوم المعهد بالتدريب في بناء راقٍ تم تصميمه ليتيح للمتدرب مجالاً واسعاً على التدريب العملي. كما تم تصميم المناهج من قبل شركة بريطانية متخصصة في التدريب الأكاديمي والفني، حيث ستتولى عملية تنفيذ التدريب على هذه البرامج. ويمنح الخريجون شهادات معترف بها تصدرها جهات مانحة عالمية بالإضافة لدبلوم المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني". وفي مزيد من التفاصيل حول ذلك قال اليامي :" تبلغ الطاقة الاستيعابية للمعهد 1200 متدرب حيث يقوم المعهد خلال تدريبهم بالتركيز أيضاً على الصحة والسلامة وممارسات أخلاقيات العمل. كما يقدم لهم برامج تدريبية معترفاً بها ومصدقة عالمياً في مادة اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى تدريبهم على مجموعة من المهارات الأساسية، كالميكانيكا، والكهرباء، واللحام، وأعمال الأنابيب، والتشغيل والحفر". ويبدأ الطالب الدراسة بالمعهد بعد أن يستوفي شروط القبول التي أعدت لتساعد على نجاحه في الدراسة ومن ثم يوقع عقدا مع إحدى الشركات الراعية للمعهد، حسب ما أشار اليامي. وكان المعهد قد بدأ أعماله بتعليم الطلاب وتدريبهم على المهارات المطلوبة لسوق العمل في قطاع مساندة صناعة البترول عام 2008م وتخرج منه حتى الآن دفعتان تمثلان في مجموعه 427 طالباً. ويدرس بالمعهد الآن 1018 طالب ترعاهم 43 شركة مختلفة. كما يبلغ عدد منسوبي هيئة التدريس بالمعهد 100 معلم وفني بالإضافة إلى 37 موظفا في الإدارة والمساندة. وبحلول عام 2012 سيتم توسيع المعهد بإضافة مركز متخصص في مهارتي الإنشاء والحفر. كما يجري حالياً إنشاء معهد مماثل بمدينة الخفجي وسيتم افتتاحه في السنوات القليلة القادمة، بإذن الله. الجدير بالذكر أن المعهد التقني السعودي لخدمات البترول هو أحد ثمرات نجاح قسم الشراكات الاستراتيجية بالمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، والمتمثل في نهج المؤسسة بالتعاون مع القطاع الخاص لتوطين الوظائف ونقل تقنيات التدريب والتصنيع الأمر الذي يهدف إلى تأهيل كفاءات وطنية ذات تأهيل تقني عالي في التدريب، ولسعودة وظائف مهنية وتقنية جديدة عالية المستوى تعتمد على التدريب في المعاهد غير الربحية قبل الالتحاق بالعمل. يشار إلى أن المعهد روعي في تصميم فكرته أن يمثل نموذجاً يحتذى به في هذا المجال، حيث يمكن إنشاء نسخ مماثلة له في مناطق أخرى. ومن المؤمل أن يوجد المعهد على المدى القصير شريحة واسعة من الشباب السعودي المدرب لرفد السوق المحلية. وستؤدي مخرجاته إلى الحد من إعادة التدريب من قبل شركات خدمات البترول بما يتلاءم ومتطلباتهم، وبالتالي سيعمل المعهد على توحيد المؤهلات على المستوى الوطني بالحد من التدريب الذي تقوم به الشركات بشكل منفرد.