لأكثر من 6 ساعات متواصلة شهد ميدان التحرير، مساء أمس الأول، اشتباكات وأحداث عنف بين المعتصمين والباعة الجائلين. وأكد عدد من شهود العيان أن عناصر مندسة ومشبوهة وراء الأحداث، التى بدأت بمحاولة المتظاهرين إخراج الباعة الجائلين المشتبه فى قيامهم بأعمال منافية من الميدان، ورفض الباعة الجائلين الخروج، وقاموا برشق المتظاهرين بالحجارة كما شكلوا ميليشيات من البلطجية للهجوم على المتظاهرين فى ميدان عبدالمنعم رياض ومن أعلى كوبرى 6 أكتوبر مستخدمين الأسلحة الحية والخرطوش والأسلحة البيضاء والمولوتوف وبعد ساعتين من بدء الأحداث وخروج الباعة الجائلين من الميدان فوجئ المتظاهرون بعودتهم مرة أخرى، وبصحبتهم عشرات الأشخاص الذين يحملون أسلحة بيضاء، فى محاولة منهم لاحتلال الميدان، خاصة من اتجاه عبدالمنعم رياض ومدخل شارع طلعت حرب. واستمرت الاشتباكات بين الباعة الجائلين والمعتصمين حتى الثانية عشرة مساءً، نظم خلالها المعتصمون صفوفهم، ووضعوا الحواجز الحديدية على مداخل ومخارج الميدان، وخاصة فى مدخل عبدالمنعم رياض، وقاموا بتفتيش المارة والاطلاع على هوياتهم الشخصية. وشكل المعتصمون لجاناً شعبية أمام مسجد عمر مكرم، خاصة حول مخزن الأدوية، خوفاً من وصول بعض البلطجية والاستيلاء عليها. وقال مصطفى العجوز، أحد المعتصمين: إن الثوار ليسوا ضد فكرة وجود الباعة الجائلين فى الميدان، وقررنا منذ فترة وضعهم على المداخل أو المخارج، أو تخصيص مكان لهم داخل الميدان، مع الحفاظ على الشكل العام للاعتصام، إلا أن أغلب الباعة رفضوا ذلك وتسببوا فى خلق مشاكل كثيرة. وأضاف «العجوز»: تركنا بعض الباعة الجائلين الذين لا يسببون أى مشاكل، والعلاقة بيننا وبين الباعة متبادلة، فهم يستفيدون من تواجدنا ونحن نستفيد منهم، لافتاً إلى أن عناصر مشبوهة تريد فض اعتصامنا بعد فشل الأمن وأنهم هم الذين وقفوا وراء الأحداث. وأوضح أن مطالب الميدان الرفض سلمية، أولها إسقاط المجلس العسكرى، وتسليم السلطة لمجلس رئاسى مدنى، أو حكومة إنقاذ وطنى، وأن الثوار لن يقبلوا برئيس وزراء كان عضوا فى الحزب الوطنى وتم تعيينه فى حكم الرئيس المخلوع، مؤكداً أن «الميدان» سيدعو لمليونية يوم الجمعة للتأكيد على المطالب وإعلان الرفض التام لحكومة الجنزورى. وفقا لجريدة المصري اليوم وأضافت أسمينا محمد، معتصمة بالميدان: إننا لاحظنا أن الباعة الجائلين قاموا بتحويل الميدان إلى سوق، ومنهم من يبيع «ممبار ولحمة راس»، ومنهم من يبيع المخدرات فطالبناهم بالجلوس فى أماكن محددة، أو بجوار بوابات الأمن أو خارجها، كما طالبناهم بتنظيف المكان، حرصاً على المظهر الحضارى للميدان وشباب الثورة، واستجاب بعضهم، لكن آخرين رفضوا فقمنا بطردهم حتى ميدان عبدالمنعم رياض، ولجأ بعضهم إلى استخدام الأسلحة البيضاء وطلقات الخرطوش فى الهجوم علينا، ما يوضح أنهم ليسوا باعة وإنما عناصر مندسة. وقال «محمود»، من كتلة شباب السويس، إنه منذ ثلاثة أيام تم إبلاغ الباعة الجائلين بتخصيص أماكن لهم، بعدما لاحظنا أن منهم من يبيع الحبوب المخدرة ويمارس الرذيلة فقررنا طردهم، وتحدثنا معهم بالطرق السلمية، لكن بعضهم هجموا على الثوار بالأسلحة البيضاء، فقام الثوار بمطاردتهم حتى خرجوا من الميدان إلى عبدالمنعم رياض. فيما أعلنت وزارة الصحة أن عدد المصابين جراء أحداث التحرير وصل إلى 108 حالات، تم نقل 33 منهم إلى المستشفيات وتلقى 9 منهم العلاج، كما تم إسعاف 40 مصاباً، ولا يوجد سوى 10 حالات يعتقد أنها حرجة. ورصدت «المصرى اليوم» أوضاع المستشفيات الميدانية داخل التحرير، وشكا عدد من الأطباء من نقص فى أدوية المضادات الحيوية، والمسكنات وأدوية علاج الإصابات. وقال الدكتور أحمد عبدالخالق، المسؤول عن مستشفى الفلكى، إنه خلال هجوم البلطجية على الميدان مساء أمس الأول، كانت هناك إصابات عنيفة لحقت بالشباب، وكانت هناك حالات لا تستطيع الوصول إلى موقع المستشفى، ما استدعى إرسال أطباء إلى أماكنهم على مدخل ميدان عبدالمنعم رياض، مشيرا إلى أن العلاج من الإصابات كان يتم على ضوء كشافات سيارات الإسعاف.