أكد الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء أنه لا رجعة عن الديمقراطية في مصر، مشيرا الى انه يفضل إعطاء الفرصة لعملية الحراك السياسي الدائرة حاليا، قائلا انه "بشكل شخصي من أنصار أن يكون هناك وقت إضافي قبل إجراء الإنتخابات البرلمانية". وأضاف شرف -في لقاء مع ممثلين عن الجالية المصرية في جنوب أفريقيا بمقر السفارة المصرية في بريتوريا مساء السبت- إلى أن الحوار الدائر في مصر حاليا حول الخطوات التي ينبغي اتخاذها لدفع مسيرة التحول الديمقراطي طرح مقترحات مختلفة حول العمل المستقبلي حيث تطالب بعض الأصوات بإجراء الإنتخابات الرئاسية أولا والبعض الآخر يطالب بوضع الدستور أولا. وأوضح شرف أن البعض طلب نوعا من التأجيل حتى تعطي فرصة للحراك السياسي أن يتبلور، معربا عن أمانيه بأن يتبلور التغيير الذي أحدثته الثورة بمضي الوقت على مستوى الحركة والخريطة السياسية للوصول إلى نتائج ملموسة، غير أنه قال انه إذا اختار المواطنون أن يتم التغيير في هذا التوقيت فلا بد أن نستجيب وأن نمد يد المعاونة. وردا على سؤال حول مسار التحول الديمقراطي في مصر، قال رئيس مجلس الوزراء انه يجب تدعيم المسار الديمقراطي عن طريق بناء اقتصاد قوي . وأضاف شرف أن الحكومة ترحب باستثمارات المصريين في الخارج و ستقدم كل التسهيلات اللازمة لإقامة مشروعات خاصة بهم , والإسهام في مشروعات قائمة أو مشتركة، كما أكد أن الحكومة عازمة على ربط المصريين بالخارج بوطنهم الأم ومشاركتهم بالإقتراع في الإنتخابات والإستفتاءات القادمة. الديمقراطية راسخة في جينات المصريين وقال رئيس الوزراء انه "يشعر بأن عملية التحول الديمقراطي سيكتب لها النجاح لأن الديمقراطية راسخة في جينات الشعب المصري بدليل أن المشاركة في الإستفتاء تحولت من مجرد مشاركة رمزية كانت نسبتها ثلاثة في المائة لتصبح 40 في المائة في الإستفتاء الأخير". وأضاف أن الحكومة تسعى لإستغلال هذه الطاقة في المشاركة الديمقراطية في الوقت المناسب, مؤكدا أن مستقبل مصر وتطوير علاقاتها الخارجية مرهون بمدى تحولها إلى الديمقراطية. ومضى شرف يقول انه يفتح باب مكتبه للجميع وكذلك الوزراء, وأنه حريص على مقابلة المواطنين في الشارع وأحيانا يقابلهم في بيته, مشيرا إلى أن مستشاره السياسي يلتقي من آن لآخر مع شباب الثورة. وبالنسبة لعلاقات مصر الخارجية , قال رئيس مجلس الوزراء انها تنبع من مبدأ مهم هو فتح صفحة جديدة حتى لو كانت هناك مشكلات سابقة, وأن التوجه في الخارطة العامة هو أن أفريقيا يجب أن تكون في القلب فهذا هو دور مصر الطليعي على الساحتين الأفريقية والعربية. العودة إلي أعلي مشروع زويل للعلوم أمن قومي وتعهد الدكتور عصام شرف بدعم الحكومة للبحث العلمي والعمل لكي تكون التكنولوجيا جزءا من الثقافة للمواطن المصري مشيرا إلى مشروع زويل لمدينة العلوم الذي وافق عليه مجلس الوزراء مؤخرا والذي سيعطي دفعة قوية للبحث العلمي الذي وصفه بأنه قضية أمن قومي وجدد شرف تأكيده على اهتمام الحكومة بالبحث العلمي في مجال الطاقة النووية وبمشروع الإستخدام السلمي للطاقة النووية، لافنا الى أنه ينبغي زيادة الإنتاج وتجويده وزيادة القدرة التنافسية للمنتج المصري الأمر الذي يتطلب تطوير البحث العلمي والإبتكار وأعربت إحدى الحاضرات عن تخوفها من تراجع وضع المرأة المصرية في المجتمع بعد الثورة فأكد لها الدكتور شرف أن مكانة المرأة محفوظة وتلقى كل الدعم, مشيرا إلى أنه سيعقد اجتماعا بمقر مجلس الوزراء الخميس المقبل لمناقشة تعزيز مشاركة المرأة في مختلف المجالات في المجتمع واقترح أحد المصريين العاملين بجنوب افريقيا أن يتبرع كل مصري بالخارج بمبلغ ألف دولار مما يمكن معه جمع نحو 120 مليار دولار, كما أعرب عن استعداد المصريين بالخارج لضخ استثمارات في السوق المصرية, مطالبا الحكومة بطرح مجموعة من المشروعات التي يمكنهم المساهمة فيها وعقب وزير لصناعة والتجارة الخارجية الدكتور سمير الصياد قائلا إن الحكومة ترحب بهذه المشاركة مشيرا إلى أن مجموعة من المستثمرين المصريين العاملين بالسعودية طرحت مشروعا بإقامة صوامع للغلال في مصر مع تصنيعها محليا لزيادة القدرة على تخزين القمح إلى جانب إقامة مراكز لتدريب العمالة المصرية وزيادة مهاراتها. وردا على سؤال حول موقف شركات قطاع الأعمال العام بعد الثورة ,أكد رئيس مجلس الوزراء أن هذه الشركات هي رمانة الميزان في الإقتصاد المصري وهي وسيلة لتحقيق العدالة الإجتماعية وضبط السوق, موضحا أن مصر تمر حاليا بمرحلة ترتيب البيت من الداخل.