سميح ساويرس _مناخ الإستثمار في مصر "الأسوأ" عربياً .. و"تعويم الجنيه" الخيار الأمثل لمشكلة الدولار

نفتقد للرؤية الإقتصادية الواضحة .. ويجب الإسراع في تجهيز المواطنين لتطبيق سياسات التعويم
نحتاج لتدبير 7 مليارات دولار لحل مشكلة نقص العملة الأجنبية خلال العام الجاري 2016
بحث تنفيذ مشروع إسكان إجتماعي جديد في السنغال باستثمارات 300 مليون دولار
تعليق استثمارات بقيمة 300 مليون دولار في أثيوبيا بسبب أزمة سد النهضة
نستهدف التوسع الاستثماري بقطاع الفنادق بإيطاليا.. ومصر أكثر الدول الافريقية المكبلة بالبيروقراطية
سوء إدارة الحكومة لأزمة الطائرة الروسية وشركة تأمين المطارات سبب رئيسي في استمرارا مشكلات القطاع السياحي
أكد سميح ساويرس رئيس شركة أوراسكوم القابضة للتنمية، أن المناخ الاستثماري في مصر يعد الأسوأ في منطقة الشرق الأوسط، في ظل استمرار غياب الرؤية الإقتصادية الواضحة لدى الدولة ، مشيراً إلى أنه لا يمكن الحديث عن جذب أية إستثمارات جديدة للسوق المصرية حاليًا دون أن يكون هناك حلول حاسمة للمشكلات التي تؤثر بشكل كبير في الإقتصاد وخاصة أزمة نقص الدولار اللازم للشركات والمستثمرين.
وأشار إلى أن السوق المصرية مازالت تواجه عدد من التحديات المعرقلة لتدفق الاستثمارات الاجنبية لمصر، نافيا أن يكون لقانون الاستثمار الموحد أي دور في إزالة تلك التحديات وإنهاء حالة البيروقراطية المستمرة منذ فترات طويلة أو مساهمته في تيسير الإجراءات على المستثمرين .
ولفت إلى أهمية العمل على سرعة إزالة تلك التحديات وإنهاء البيروقراطية لتدعيم قدرة الدولة على تحقيق مستهدفاتها فيما يخص معدلات الاستثمار الاجنبي المباشر خلال العام المالي الجاري .
وأكد أن المستثمر الاجنبي يعد مرآة عاكسة لتطورات الاوضاع في مصر وجدوى المناخ الاستثماري المتاح بالدولة، الأمر الذي يتطلب العمل على إنهاء كافة التحديات لتيسير تدفق الاستثمارات الخارجية.
مشكلة الدولار
أشار ساويرس إلى أن الخيار الأمثل المتاح لدى الدولة لحل المشكلة هو أن تتجه لتعويم الجنيه حتى يعبر عن قيمته الحقيقية وللقضاء على السوق السوداء التي تؤثر سلبًا على الإقتصاد المصري بشكل عام، موضحاً أن تلك السياسات تتطلب إعداد المواطنين وتجهيزهم حتى يتمكنوا من مواجهة التداعيات المحتملة لعمليات التعويم على حياتهم المعيشية .
وقال "أنه يجب على الحكومة أن تدرك دورها فيما يخص حماية المواطنين البسطاء من النتائج المحتملة لسياسات التعويم ، خاصة على أسعار السلع والمنتجات ، فمن الضروري أن يتبع تلك السياسات إتخاذ قرارات تحسن من مستويات معيشة المواطنين وتزيد من رواتبهم وذلك حتى يتمكنوا مواجهة تلك السياسات ".
وأضاف ساويرس أن الإقتصاد المصري يحتاج لتدبير سيولة دولارية تقدر بنحو 7 مليارات دولار خلال عام حتى يتمكن من عبور أزمة نقص العملة الصعبة الراهنة ، مطالباً أن يتبع سياسات التعويم إجراء تنشيط للموارد الرئيسية للدولار مثل قطاعات السياحة والصادرات وقناة السويس ، وكذلك البدء في تحويل أموال المصريين بالخارج داخل البنك المركزي وليس بيعها في السوق السوداء كما هو قائم حالياً .
إشكالية الأراضي
طالب ساويرس بضرورة أن تسارع الدولة في استغلال الأراضي الشاغرة لإقامة مشروعات تنموية عليها، من خلال إتاحتها للمستثمرين الجادين بأسعار رمزية ، مشيراً إلى أن مصر رغم أمتلاكها لمساحات كبيرة من الأراضي إلا أنها لم تحقق الاستفادة الحقيقية منها .
وأشار إلى أهمية تدعيم شركات التطوير العقاري والتي تقوم بدور كبير في عمليات ترفيق وتطوير الأراضي لجذب المستثمرين وإقامة المشروعات عليها ، موضحاً أنه يجب وضع الضمانات التي تمكن الدولة من توافر الرغبة الإستثمارية الجادة لإقامة المشروعات وليس مجرد الإتجار والتربح من الأراضي .
وأشار إلى أن مشكلة إرتفاع أسعار الأراضي تعد أحد أبرز القيود التي تواجه المستثمرين ، والتي تسببت في تفاقم لمشكلات الإتجار بالأراضي وعدم وصولها لمستحقيها من المستثمرين .
التعاون مع الاسكان
وعلى صعيد أوجه التعاون مع الدولة، كشف ساويرس عن إبداء وزارة الاسكان استعدادها خلال المرحلة الحالية في شراء نصيب المساهمين الأمريكيين فى الشركة والبالغة 23%، وذلك بعد تهديدهم اللجوء إلى التحكيم الدولى بسبب بعض المشاكل الخاصة بأحد مشروعات الشركة .
وأضاف ساويرس، أن وزير الاسكان من المقرر أن يقوم بتعيين أحد الجهات الخاصة بمجال تقييم الاسهم لشراء الحصة المستهدفة للاستحواذ عليها عبر احد الشركات التابعة لها لاستكمال باقي مشروعات الاسكان التعاوني في مصر .
وأكد على استهداف شركته التوسع في مشروعات الإسكان التعاوني بمصر فور انتهاء مشاكل بعض أراضي الشركة بكلا من إسنا والفيوم وهرم سيتي.
استراتيجية الشركة
أكد ساويرس ، أن مجلس إدارة المجموعة يعكف حاليا على وضع استراتيجية الشركة الاستثمارية للعام الجاري 2016 ، موضحاً أن أغلب المشروعات المحلية التي تتواجد بها الشركة مثل مشروع هرم سيتي تعمل ببطء وشبه متوقفة في ظل مشكلة الدولار الراهنة وسوء الأوضاع الاستثمارية داخل مصر .
وأضاف أن المجموعة تتواجد بنحو 8 دول خارجية منها عمان والتي يبلغ حجم استثمارات الشركة بها نحو 250 مليون دولار ، منوهًا إلى أنه من المقرر الإعلان عن الاستراتيجية التوسعية خلال الأيام المقبلة ، خاصة أن الشركة تستهدف تنفيذ استثمارات جديدة بقطاع السياحة بدولة ايطاليا عبر إحدى الشركات التابعة للمجموعة للاستثمار في عدد من الفنادق الايطالية .
وأضاف أن شركته تستهدف تحقيق ذلك عبر زيادة رأس مال الشركة التابعة للاستثمار في تلك الفنادق وزيادة حصص المجموعة بذلك القطاع الحيوي خلال الفترات القريبة المقبلة .
وأشار إلى أن الدول الإفريقية تستحوذ على قدر كبير من توجهات الشركة الاستثمارية للمرحلة المقبلة ، خاصة دولة السنغال والتي من المقرر أن يتم التعاقد على مشروع جديد بمجال الاسكان التعاوني بتكلفة استثمارية تصل الى 300 مليون دولار .
وأضاف ساويرس أن دولة السنغال قامت بتخصيص مساحة أرض تقدر بنحو 3 ملايين متر مربع من المقرر تنفيذ المشروع الجديد عليها .
وفيما يخص استثمارات المجموعة بأثيوبيا، أكد أن استثمارات المجموعة بدولة أثيوبيا تقدر بنحو 300 مليون دولار في صورة مذكرة تفاهم موقعة لتدشين مشروع اسكان اجتماعي .
وأضاف ساويرس ان المساحة المخصصة لذلك المشروع تقدر بنحو 4 ملايين متر مربع مازالت قيد وقف التنفيذ بسبب أزمة سد النهضة، مؤكدًا ان شركته فضلت الانتظار لحين استقرار الاوضاع والعلاقات السياسية بين الدولتين لبدء تدشين ذلك المشروع .
وأشار الى استهداف شركته بدء تنفيذ ذلك المشروع الحيوي وتحويل مذكرة التفاهم الموقعة الى اتفاقية ذات إطار زمني فور انتهاء ازمة سد النهضة الحالية لاستغلال الفرص الاستثمارية المتاحة حاليًا .
في سياق متصل، أكد على أهمية منتدى الاستثمار الافريقي المنعقد اليوم في التعرف على مزيد من الفرص الاستثمارية المتاحة بدول القارة الافريقية ومن ثم البدء في التوسع الاستثماري في المشروعات ذات العوائد الاستثمارية المرتفعة .
وأشار الى سعى شركته المستمر نحو التعرف على مزيد من الفرص المتاحة في دول القارة الافريقية لتحقيق مزيد من العوائد الاستثمارية المتوقعة من دخول مثل هذه الاستثمارات .
بيروقراطية مصر الأكثر بأفريقيا
وأكد على أن استمرار حالة البيروقراطية بالسوق المصرية تعد من أبرز المحاور الطاردة لتدفق أية استثمارات خارجية إلى السوق المصرية فضلًا عن اضعافها لطبيعة وحجم الاستثمارات المحلية بالدولة .
وأشار إلى أن القارة الافريقية تقل بها معدلات البيروقراطية مقارنة بالسوق المصرية خلال المرحلة الحالية، الامر الذي يعزز ويحول وجهة الاستثمارات الخارجية الى البلدان الافريقية بدلًا من السوق المصرية في ظل استمرار تلك التحديات .
وأوضح أن اصلاح البنية الاساسية بالدولة محور حيوي وضروري للمساهمة في تسهيل تدفق رؤوس الاموال الخارجية الى السوق المصرية خلال الفترات المقبلة، وتحقيق مستهدفاتها الاستثمارية خلال المدى المتوسط والبعيد .
القطاع السياحي
انتقد ساويرس التعامل الحكومي مع القطاع السياحي والذي يعد أحد أكبر القطاعات المساهمة في العملة الصعبة ، مشيراً إلى أن الحكومة عجزت عن إدارة ملف سقوط الطائرة الروسية بما أدى لتفاقم المشكلة وإصرار روسيا وعدد من الدول الأوروبية على عدم رفع الحظر السياحي عن مصر .
وأضاف أن أبرز دليل على تسبب سوء إدارة الأزمات في تفاقم مشكلات السياحة هو التقرير و التصريحات التي صدرت عن الحكومة في مشكلة سقوط الطائرة الروسية حول نفيها وجود شبهة عمل إرهابي وراء الحادث ، وكذلك الجدل المثار حالياً حول ملف شركة أمن المطارات والتحفظات الحكومية على وجود شركات أجنبية تتولى تأمين المطارات .