على الرغم من إنقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 8 ساعات يوميًا، في كافة محافظات الجمهورية، لضعف القدرات الإنتاجية لمحطات توليد الكهرباء، لقلة كفائتها، فقد صرح المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، بأنه سيتم حل أزمة الكهرباء خلال 45 يومًا، بعد إضافة نحو 1880 ميجاوات من المحطات التي سيتم إدخالها الخدمة خلال المرحلة المقبلة، المر الذي يثيرالدهشة والتعجب. فقد أكد المهندس مدحت يوسف نائب رئيس الهيئة العامة للبترول السابق، أن حل أزمة الكهرباء في مصر يحتاج إلى فترات طويلة لسد العجز في الإنتاج والذي يتفاقم سنويًا، موضحًا أن جزء من حل الأزمة الحالية يكمن في الاعتماد على مصادر جديدة لتوليد الكهرباء، مثل الطاقة الجدية والمتجددة والطاقة النووية والفحم، لكن هذه المشروعات تستغرق سنوات عديدة لبدء الإنتاج منها. أضاف يوسف أن بدء الإنتاج من مشروعات الطاقة النووية يحتاج إلى 8 سنوات، وإنشاء محطات جديدة تعتمد على الفحم يستغرق قرابة ال4 سنوات، كما أن مشروعات الطاقة الشمسية تحتاج إلى استثمارات ضخمة إلى جانب صعوبة عملية تخزين الطاقة المولدة منها. وأوضح يوسف أنه لابد من الاعتماد على مشروعات تحويل وحدات إنتاج الكهرباء الغازية للعمل بنظام الدورة المركبة، وذلك للاستفادة القصوى من كفاءة هذا النظام الذى يوفر إنتاج ثلث طاقة المحطة دون استخدام وقود إضافي. من جانبه أكد الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة البترول والطاقة بالجامعة الأمريكية، أن جزء كبير من أزمة الكهرباء يرجع إلى عدم كفاءة محطات توليد الكهرباء الأمر الذي يتسبب في فقد جزء كبير من كميات الكهرباء التي يتم إنتاجها، هذا إلى جانب الأحمال الغير منتظمة وسرقة التيار الكهربائي. ولفت القليوبي إلى أن عدم كفاءة محطات التوليد يزيد من تفاقم الأزمة، حيث ان المحطات تستهلك ضعف كميات الوقود لإنتاج قاربة ال50% من إجمالي الكهرباء المفترض إنتاجها، وأن القضاء على أزمة الكهرباء لن يكون على المدى القصير، حيث ان غالبية مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة تستغرق سنوات طويلة لتنفيذها. على صعيد آخر، تواجه وزارة البترول إشكالية تتعلق بقرب إنتهاء المساعدات البترولية السعودية إلى مصر ، الشهر المقبل "نهاية أغسطس"، بما يمثل عقبة أمام قطاع البترول في توفير كميات الوقود اللازمة لمحطات توليد الكهرباء عقب إنتهاء تلك المساعدات. وكان رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، قد صرح خلال زيارته لمحافظة قنا، أمس الأحد، بأن أزمة الكهرباء سيتم حلها خلال 45 يوما بعد إضافة نحو 1880 ميجاوات من المحطات التي سيتم إدخالها الخدمة خلال المرحلة المقبلة.